تتواصل المكرمات والمبادرات الإنسانية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، صاحب القلب الكبير الذي اعتاد الوقوف بجانب أبناء شعبه ودعمهم في مختلف المناسبات والوقائع وإن أخطأ أحدهم، ولطالما تحلى جلالة الملك بروح الأبوية والإحساس بمشاعر الأمهات والآباء في فقدان فلذات كبدهم، فكانت الفرحة غامرة في قلوب آباء وأمهات من صدر بحقهم عفو خاص للإفراج عنهم، إضافة إلى من خضعوا للعقوبات البديلة بدل الأحكام.

ولم يقتصر اهتمام جلالة الملك بالعفو أو تخفيف العقوبة على المحكومين والنزلاء، بل اهتم جلالته كذلك بحصول النزيل على كامل الحقوق والخدمات، وهو ما ترجمته إدارات ومراكز الإصلاح والتأهيل في البحرين إلى واقع ملموس، فتمتع النزيل بكافة الحقوق والخدمات التي يحتاج إليها منذ دخوله إلى خروجه من أبواب الإصلاح والتأهيل، كالحصول على الرعاية الصحية وتوفير عيادات طبية وأطباء مختصين على مدار الساعة لمتابعة كافة الحالات الصحية للنزلاء وتوفير العلاج اللازم لهم، بالتعاون مع مستشفى قوة دفاع البحرين ووزارة الصحة وإدارة الشؤون الصحية والاجتماعية بوزارة الداخلية.

وتوفر مراكز الإصلاح والتأهيل في البحرين عدداً من البرامج التدريبية والتأهيلية والدينية التي تسهم في تهذيب وتعديل سلوك النزلاء والنزيلات. وتشهد هذه البرامج إقبالاً ملحوظاً من النزلاء والنزيلات وسجلت نجاحاً باهراً في هذا الشأن كبرامج مواجهة السلوكيات الخطرة والعنف والإدمان. ويقدم هذه البرامج ضباط وشرطة ومختصون، إضافة إلى تقديمهم ورش التدريب التي أصبحت تلعب دورا مهماً في تزويد النزلاء والنزيلات بالقدرات اللازمة لتعلم المهارات والمهن كدورات الحاسوب، وورش النجارة واللحام والرسم والديكور، فاصبح النزلاء يعرضون منتجاتهم في مختلف المعارض على أرض البحرين.

كما يحصل النزيل والنزيلة على حقهم في مواصلة تعليمهم المدرسي والجامعي من خلال توفير الكتب والفصول الدراسية وقاعات الامتحانات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. واستطاع كثير من النزلاء التخرج من الثانوية العامة والجامعة.

كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الرعاية الأبوية والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وتنفيذها بنجاح من قبل وزير الداخلية، فانصلح حال النزلاء وتطورت قدراتهم وعادوا إلى مجتمعهم أشخاصاً فاعلين ليساهموا في بناء ورفعة وطنهم البحرين.