خرج المؤتمر الدولي الأول للنساء والولادة الذي نظمته جامعة الخليج العربي في الفترة من 9 -11 يناير 2020 بالعديد من التوصيات المهمة حول طرق الوقاية والعلاج المتعلق بصحة النساء والولادة.

يذكر أن المؤتمر الذي عقد برعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجس الأعلى للصحة وبشراكة استراتيجية مع تمكين، بمشاركة 250 مشاركاً من بينهم مشاركين من دول الخليج العربية، كمملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت، إلى جانب لبنان، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، الجمهورية التركية، سويسرا، النرويج، إيطاليا، اليونان، وجمهورية التشيك. أسدل الستار عن فعاليته محملاً بالعديد من الخلاصات والتوصيات.

وعقب إسدال الستار عن فعاليات المؤتمر، قال رئيس المؤتمر الدولي الأول للنساء والولادة أ. د. ضياء رزق أن المؤتمر خرج بالعديد من الخلاصات والتوصيات ومن أبرزها تلك المتعلقة بمحور ضعف الخصوبة، حيث دعا المجتمعون المجتمع الطبي للاطلاع على الأفكار الجديدة في تطور علاج الخصوبة الناتجة عن الفشل المبكر للمبايض، ومرض تكيس المبايض واللذين يعدان من أكثر أسباب ضعف الخصوبة شيوعاً لدى النساء في دول الخليج العربية، لافتا أنه يصلح أن نطلق عليهما لقب "مرض العصر".

وتابع أ.د. رزق: بين المشاركون في المؤتمر إمكانية علاج هذه الأمراض بواسطة الأخصائيين المتمكنين في هذا المجال عبر العلاج الدوائي وعمليات التخصيب الخارجي.

وعلى صعيد متصل، تناول المجتمعون موضوع حماية خصوبة المرأة التي تعاني من السرطان بعد تعرضها للعلاج الكيميائي والإشعاعي، حيث أشارت المساهمات إلى أن هذا الموضوع قابل للتحقيق بواسطة بتقنيات حديثة، وعبر التعاون المشترك بين طبيب النساء والولادة وطبيب علاج الأورام.

وخلص المؤتمر إلى أسباب الوفاة الناتجة عن الولادة تغيرت في الوقت الحالي عما كانت عليه في الماضي، حيث لم تعد الأسباب التقليدية مثل نزيف بعد الولادة، والعدوى بعد الولادة من الأسباب الرئيسية للوفاة، بقدر الأسباب الماثلة في التعرض للجلطة الرئوية وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

ولمعالجة ذلك نصح المؤتمر بالتركيز على الأسلوب متعدد التخصصات في التعامل مع الحالات الصحية، حيث يجب أن يتولى الإشراف على المرأة الحامل المعرضة لهذه الأمراض أطباء من تخصصات مختلفة مثل النساء والولادة، وعلم الدم، والأمراض القلبية مع تخصيص جدول متابعة منتظم لرعاية المرأة الحامل ولوقايتها من التعرض للمخاطر المحتملة.

كما تناول المشاركون في المؤتمر أبرز التطورات في علم النساء والولادة، إذ أشار أ.د. رزق إلى جراحة الجنين داخل الرحم والتطور الهائل الذي حصل في هذا المجال لعلاج التشوهات الخلقية، والتي تشمل جراحة عيوب القلب الخلقية للجنين أثناء الحملة، موصين باطلاع المرضى على هذا التخصص المتطور والمراكز العالمية المبتكرة التي تتولى القيام بهذه العمليات المعقدة.

كما أوصى المؤتمر باتباع العمليات الجراحية المتطورة التي توصلت إليها البحوث الإكلينيكية الحديثة لعلاج حالات سقوط المهبل والرحم والتبول اللاإرادي، والاضطرابات الجنسية لدى السيدات.

هذا وتطرق المؤتمر للعديد من المواضيع الأخرى مثل أهمية علاج السكري للمرأة قبل الحمل، حيث بينت الدراسات أن الأسابيع الأولى للحمل لدى المرأة المصابة بالسكري هي من أخطر مراحل تأثير مرض السكري على صحة المرأة الحامل ولتلافي هذه الخطورة يجب اتباع برنامج علاجي ووقائي قبل الحمل للحفاظ على صحة المرأة الحامل.

كما عززت توصيات المؤتمر من أهمية المسح الوراثي، للأطفال حديثي الولادة للوقاية والتعامل مع العديد من الأمراض الوراثية.

وأشارت إلى التطورات التي أحدثتها تقنيات الفحص بالموجات فوق السوطية للكشف عن التشوهات الخلقية، والأمراض الوراثية ومنها متلازمة داون في الأشهر الأولى من الحمل ومدى دقة هذا التشخيص، وأوصى المؤتمر بتوظيف هذه التقنيات عبر أطباء متخصصين ومتمكنين للكشف عن الحالات الدقيقة.

وأخيراً أكد أ.د . ضياء رزق أن الوقاية خير من العلاج، لذا أوصى المؤتمر بضرورة تعميم التطعيم والمسح المهبلي لمنع حدوث سرطان عنق الرحم والاكتشاف المبكر له، حيث أثبتت الأبحاث العلمية والتجارب فعالية هذه الطريقتين.