حفل استثنائي بأمسية موسيقية مرتقبة ينظمه مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث في المحرق احتفالاً بالذكرى الـ18 لتأسيسه. يحيي الحفل عازف البيانو العالمي الفنان الأردني زيد ديراني في قاعة محاضرات المركز بالمحرق الثلاثاء 14 يناير الثامنة مساء ضمن الموسم الثقافي للمركز والذي يحمل شعار "وبي أمل يأتي ويذهب، ولكن لن أودعه".

18 سنة مضت على تأسيس مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث منذ انطلاقته في 12 يناير 2002 حين عادت الحياة إلى مجلس الشيخ إبراهيم في المحرق والذي لعب ومازال دوراً تنويرياً في المسيرة الحضارية لمدينة المحرق. أسست المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، عاونها في ذلك مجلس أمناء المركز، ضمن رؤية واضحة لاستدامة ما بدأه الشيخ إبراهيم من حفظ للإرث العمراني والثقافي ولقاء للثقافات في فضائه.

18 عاماً تخللها عدد كبير من اللقاءات والمحاضرات والفعاليات الفنية والموسيقية والمعارض وورش العمل في البيوت والمواقع المتفرعة عن المركز وبلغت 29 موقعاً بين المحرق والمنامة استقبلت أكثر من 600 قامة فكرية ثقافية بارزة من مختلف العالم.

ووجه المركز دعوة عامة للأمسية الموسيقية الفنية لجمهور المركز وأصدقائه، فهي ليلة من ليالي المركز الذي نال موقعاً متقدماً نظير جهوده في الحفاظ على الهوية التراثية والعمرانية ونشاطه الثقافي المميز الذي حصل مؤخراً، مناصفة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، على جائزة الآغا خان للعمارة للعام 2019، عن مشروع "إحياء منطقة المحرق". كما حاز المركز على جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني للمهنيين والطلاب في دورتها الخامسة العام 2015 "الحفاظ على التراث العمراني" في المرتبة الأولى مناصفة مع مشروع القرية التاريخية بالنماص، نظير مشاريعه في إحياء منطقة المحرق القديمة، والحفاظ على ملامح المعالم العمرانية، كما حصد جوائز أخرى فريدة، كجائزة المدن العربية في العام 2005، وجائزة الأمير فيصل بن فهد العام 2008، إلى جانب تدشين عدد من المراجع والدواوين والدراسات البحثية التي باتت ضرورية للمهتمين بالشأن الثقافي.

وبدا واضحاً طيلة سنوات المركز رهانه الاستثنائي على المشاريع الإنسانية والعمرانية لصون التراث كبيت عبد الله الزايد لتراث البحرين الصحفي، وبيت الشعر الذي يحمل اسم الشاعر إبراهيم العريض، وبيت محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي، وعمارة بن مطر- ذاكرة المكان، تخليداً لذكرى عائلة بن مطر الرائدة في مجال تجارة اللؤلؤ. ويضم المركز تحت قبته، مكتبة أقرأ1 في المحرق، ومكتبة أقرأ 2 بالمالكية، وبيت الكورار، وبيت القهوة، ومركز المعلومات، ومقهى لقمتنا، وذاكرة البيت، وبيت خلف الأثري بمدينة المنامة والذي يعود لأحد كبار تجار اللؤلؤ في بدايات القرن الماضي، والحديقة المائية، والحديقة العامودية، وعمارة بوزبون، ودار الفن، و"ابحث" كمركز علمي تابع له، وبيت التراث المعماري، وبيت الشاعر الراحل غازي القصيبي، وبيت فتح الله "نزل السلام" الذي افتتح مؤخراً بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن اتفاقية ثقافية تضم أيضاً افتتاح موقع ثان "الركن الأخضر" في وقت لاحق العام الحالي.

18 عاماً وأحلام مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث تتسع بحجم حب المحرق والمنامة، بحجم البحرين العريقة في حضارتها وعمقها التاريخي، كي يعطي المعنى الحقيقي للعمل الأهلي الذي يعول على الداعمين ومحبي الحراك الثقافي.