ياسمين العقيدات
سوق واقف من أكثر الأسواق الشعبية حيويةً، يزوره الآلاف للحصول على مستلزماتهم. غير أن زوار السوق باتوا يعانون عدداً من المشكلات المتعلقة بانتشار مستنقعات مياه المجاري الآسنة التي يصعب تحمل رائحتها، إضافة إلى انتشار مخلفات البناء الملقاة في حاويات القمامة التي كان يجب أن تستخدم للقمامة فقط غير أن الأمر انقلب في سوق واقف وصارت الحاويات لمخلفات البناء.
الوطن رصدت أيضاً مخالفة أصحاب المحلات المستوى المسموح به لوضع الخردة وغيرها من الأدوات أمام المحل فاستخدم كثير منهم جزءاً كبيراً من الشارع لوضع الخردة ما أعاق حركة المرور. كما تحولت مناطق داخلية مكاناً لتجمع العمالة الآسيوية. كل هذه الظواهر إضافة لتراكم القمامة أمام المطاعم تدق ناقوس الخطر، فالسوق يحيطه عدد من الأماكن السكينة القريبة جداً في حين تفتقد الشوارع التخطيط والتنظيم وتنتشر فيها الحفر التي تكسر السيارات وتعيق الحركة بشكل كبير إضافة إلى الازدحامات الخانقة التي تتكدس بجانب المداخل والمخارج لضيقها وقلتها.
عيسى محمد أحد زوار السوق كان يحاول تفادي مياه المجاري أثناء تجواله في السوق. يقول عيسى "من أكبر المشاكل التي يعاني منها زوار سوق واقف انتشار مياه المجاري. ليس فقط عليك تفادي مياه المجاري بل أيضاً الابتعاد عن السيارات أثناء عبورها فوق هذه المياه متسببة في انتشارها على الزوار إضافة إلى الروائح التي أصبحت تعد جزءاً من هذا المكان".
أحمد سيف كان يتباحث في السوق مع عدد من الآسيويين الذين يتاجرون بأرصدة الهاتف. يقول أحمد "آتي الى هذه المنطقة لشراء رصيد للهاتف بأقل الاسعار مثلاً إذا أردت تعبئة بـ5 دنانير أدفع 4 دنانير ويرسل لي المبلغ عبر التحويل. أعلم أن الأمر غير قانوني لكنهم موجودون بشكل كبير خاصةً في الأزقة ويضعون إعلاناتهم على الحائط دون أي مساءلات".
معاناة أصحاب المحلات
صاحب متجر لبيع الملابس الرجالية يقول إن وجود مستنقعات مياه المجاري أمام المحلات التجارية يجعل الزوار ينفرون من دخول المحل بسبب عدم قدرتهم على المرور فوق المياه أو تحمل الرائحة عن قرب. إضافة الى مشكلة مواقف السيارات وازدحامها في أوقات معينة ما يتسبب في جعل الزائر يضع سيارته أمام أي متجر للنزول ويكمل طريقة مشياً، وبذلك يكون قد شغل الموقف الخاص بزائر هذا المحل الذي يذهب إلى مكان آخر وهكذا.
فيما يقول عامل في أحد المطاعم إن "من أكبر المشكلات التي نواجهها هنا الرائحة ومياه المجاري، فالزائر في أكثر الاوقات تجذبه رائحة الطعام فيما وجود مياه المجاري الفائضة قرب المحل تجعل الزوار يتجنبون المحلات القريبة من هذه المياه. إضافة إلى مواقف السيارات التي تجعل الزائر ينفر من الازدحام أمام أحد المطاعم فيبحث عن موقف أمام أحد المطاعم الفارغة".
روائح كريهة واختناقات
فاطمة سلمان إحدى زائرات السوق تقول "من المهم إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها سوق واقف منذ زمن خاصةً الشوارع التي تعاني كثرة الحفر التي تسبب أعطالاً للسيارات إضافة إلى مياه المجاري الفائضة وما تسببه من انتشار الروائح، بجانب العمالة السائبة التي تتجول بين الأزقة. وإضافة إلى كل ذلك هناك إهمال للجانب الرقابي في متابعة نظافة المطاعم والحفاظ على نظافة الشوارع".
فيما قال محمد سلمان إن "الازدحام الذي يحدث في أوقات الذروة خانق جداً إذ تختفي مواقف السيارات في هذه الأوقات ويصبح من الصعوبة بمكان الحصول على موقف، إضافة إلى عدم تخطيط وتنظيم الشوارع، الأمر الذي تسبب لنا بعدد من الحوادث".
وأضاف أن "عدم وجود المرور داخل السوق وتركيزهم فقط على المداخل والمخارج لكتابة مخالفات للسائقين الذين لا ينتظمون في الوقوف بالأماكن المخصصة لهم، لا يحل المشكلة، إضافة إلى ضيق الشوارع الذي يزيد الطين بلة ويعقد مشكلة الازدحام".
في حين قال محمد الحرمي إن "مداخل ومخارج السوق ضيقة جداً. لا نستطيع التحرك حتى بالسيارات الصغيرة، إضافة إلى ضيق الشوارع وقلة مواقف السيارات، الأمر الذي يتسبب في أن يركن بعض الزوار سياراتهم بشكل عشوائي خاطئ، ما يؤدي إلى ازدحامات خانقة وحوادث".
فيما لفت علي جعفر إلى سوء التنظيم في سوق واقف خاصةً أن بعض الشوارع تكون ذات اتجاه واحد لكن كثير من السائقين لا يلتزمون بذلك لغياب الرادع. وإضافة إلى قلة المداخل فإن كثيراً من الزوار لا يلتزم بها، فبعضهم يدخل من المخرج دون رادع يمنع ذلك، الأمر الذي يتسبب في الحوادث والازدحامات نتيجة سوء التنظيم والتخطيط".
فيما قال حسن حمزة إن "سوق واقف يعد من المناطق الحيوية جداً على مستوى البحرين لكنه يعاني قلة مواقف السيارات خاصةً في المواسم كالأعياد والمدارس، إضافة إلى قلة المنافذ. كما أن الازدحامات التي يتسبب بها سوق واقف ينعكس أثرها سلباً على المناطق المجاورة خاصةً منطقة بوري إذ يصعب الخروج من المنطقة قبل ساعة رغم أن وزارة الاشغال وعدت بحل الموضوع".
وأضاف أن "العمالة السائبة منتشرة بشكل كبيرة خاصةً في الأزقة، والبنية التحتية سيئة جداً خاصةً في مواسم الشتاء. وفي الأيام العادية تنفر فيضانات المجاري مرتادي السوق وتجعلهم يتجنبون زيارته".