فاطمة يتيم
استهوى القهوة حتى اتخذها شغفاً..جعلت منه شخصاً مبتكراً أوصلته لبطولات عربية، ومنها يأمل الانطلاق للعالمية.
الشاب محمد القصير الذي شارك وتأهل في بطولات القهوة العربية العام 2019 بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ممثلاً للبحرين، والتي تعد أول بطولة من نوعها مخصصة لإعداد القهوة العربية في العاصمة الإماراتية، والذي استحدث مشروب "عربي لاتيه" ولاقى استحساناً واسعاً.
"الوطن"، التقت هاوي القهوة القصير والذي تحدث عن مسيرة "شغف القهوة" التي أهلته للمشاركة في بطولات القهوة العربية، والتي يتم تنظيمها احتفاء بتراث القهوة في منطقة الخليج العربي وتزامناً مع الحدث السنوي الرائد في المنطقة لقطاع الأغذية والمشروبات والضيافة، معرض سيال الشرق الأوسط 2019.
وبالحديث عن بداية الرحلة مع شغف القهوة المختصة، قال القصير، إن رحلته بدأته مع القهوة منذ عامين فقط عبر أحد الأقارب عن طريق تذوقه لأول كوب من القهوة المختصة المحضرة في منزله، ومن هنا اشتعل الفضول لمعرفة التفاصيل بصورة أوسع بعد تذوق نوع V60، وبدأت عملية البحث والقراءة حتى قمت بشراء المعدات اللازمة لأجرب تحضيرها بنفسي.
ويواصل القصير "لم تكن مقاهي القهوة المختصة شعبية في البحرين آنذاك، وتداولت مفاهيم مغلوطة عنها لدى أصحاب المقاهي الذين يروجون بعض أنواع القهوة المضاف لها محليات ومنكهات على أنها قهوة مختصة"، مشيرا إلى تبدل الأوضاع الآن وقيام الكثير من المقاهي بتصحيح مسارها والاتجاه نحو القهوة المختصة بشكل جاد وتحضير دقيق.
وفيما يتعلق بطرق تحضير القهوة المختصة وتجاربه، أشار القصير إلى أنها مختلفة تماما عن القهوة التقليدية، عبر طريقة التحميص والأدوات، مضيفا أنها تشمل عدة مجالات.
وقال "في كل تجربة تحضير كنت أدخل في مجال آخر، حيث إن كل طريقة لها هندسة معينة في استخلاص القهوة، وباختصار نستطيع أن نقول أن مجال القهوة المختصة يشمل مجال الهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات، فهذه 4 عوامل نستخدمها من أجل تحضير كوب من القهوة دون أي محليات أو منكهات خارجية، حيث نستطيع إخراجها من حبات القهوة بشكل طبيعي وهذا الأمر يتطلب تحديات وعوائق تمر عليها الحبوب لاستخلاص قهوة تحوي نكهة الفواكة والكاكاو والفانيلا والكراميل والعديد من الإيحاءات دون إضافة أي من المنكهات الصناعية".
ويضيف القصير "من طريقة زراعة حبوب القهوة والتحميص والطحن والأداة المستخدمة ودرجة حرارة الماء المستخدم نستطيع إظهار هذه الإيحاءات وتحديد حموضة القهوة وقوامها ونكهتها، بل إن حتى طريقة قطفها مختصة! لأن في القهوة التقليدية يتم القطف عن طريق مكائن تسير على الزراعة وتنزع الناضج منها والمتوسط وغير الناضج منها في آن واحد، بينما المختصة يقوم المزارع بقطفها بيده ويرى كل حبة ناضجة ليقطفها."
وحول مسابقة بطولات القهوة العربية في الإمارات، أوضح القصير أن عدد المشاركين في المسابقة كان يبلغ أكثر من 340 مشاركاً، وكان ضمن المتأهلين الأربعة للمرحلة الثانية.
وأضاف: "المتسابقين الذين كانوا معي هم أصحاب شهادات وخبرات في أماكن مرموقة وعالمية فهذا كان محل شرف واعتزاز بأن أصل إلى هذا المستوى كهاوي قهوة، والبحريني الوحيد المتأهل في البطولة، ومشروبي المبتكر "عربي لاتيه" لاقى استحسان كبير من لجنة التحكيم خصوصاً بإدخال أدوات القهوة المختصة والحليب بالتمر وطريقة استخلاص الزعفران، فكانت تلك النقاط هي التي أهلتني للوصول إلى تلك المرحلة".
وتابع: "ففي البداية كانت هناك مقابلة شخصية وامتحان حول معلوماتي عن القهوة كتاريخ وتحضير، وصولاً إلى تقييم الوصفات التي تستحق التأهل للمرحلة الثانية والدخول في المسابقة، فكل الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة لتبنيها مسابقة بطولات القهوة العربية في نسختها الأولى من أجل إرجاع القهوة العربية كما كانت في عهدها السابق، ومن أنواعها الشقرة والمتوسطة والغامقة، وذلك تحدده درجة التحميص أي تقليب القهوة".
وأردف "الصعوبة في أن تكون جميع الحبات متساوية بدرجة الحرارة من أجل توحيد اللون فهذه تعتبر أصعب خطوة في مجال القهوة العربية، بأن كيف تكون درجة الحرارة متساوية ومعقولة مع تحريك اليد من أجل تقليب الحبات وجعلها في نفس مستوى اللون، والدليل على أن التحميص سيء هو اختلاف درجات الألوان بين كل حبة وحبة."
وحول الوصفة التي أعدها للبطولة، أشار القصير إلى أن الوصفة المبتكرة التي اعتمدها في المسابقة استوحى طريقة تحضيرها من القهوة المختصة.
وقال: "قمت بإدخال طريقة التحضير الشعبي والتقليدي للقهوة العربية في هذه المعايير الموجودة لتحضير القهوة المختصة، وذلك من خلال الأدوات التي استخدمتها في الوصفة وكذلك درجة الحرارة وطريقة الطحن وجميع الجوانب التحضيرية، وقمت بتسمية المشروب "رسلان لاتيه" أو "عربي لاتيه" وتعمدت اختيار مسمى قريب من سبانيش لاتيه وكلاسيك لاتيه، لسهولة الانتشار عالمياً، وسبب قيامي بإدخال القهوة العربية في هذه المعايير هو لكي تكون محضرة مستقبلاً ونراها في جميع الكافيهات الخليجية والعالمية، لأن الأدوات المستخدمة في هذه الوصفة متوفرة في جميع الكافيهات.
ووجه القصير نصائح لمحبي وهواة القهوة تكمن في ضرورة الاهتمام بجودة القهوة والاستمرار بالبحث والتطوير، بسبب تسارع ظهور أمور جديدة في المجال مما يتطلب مواكبتها.
وأشار إلى أن الاهتمام بنوعية وجودة حبوب القهوة يوفر الوقت والجهد والمال في إضافة المنكهات الصناعية، فضلاً عن إمكانية إدخال القهوة العربية في الكافيهات بصورة مبتكرة وبطريقة ترضي جميع الأذواق وتلائم الجيل الحالي.
استهوى القهوة حتى اتخذها شغفاً..جعلت منه شخصاً مبتكراً أوصلته لبطولات عربية، ومنها يأمل الانطلاق للعالمية.
الشاب محمد القصير الذي شارك وتأهل في بطولات القهوة العربية العام 2019 بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ممثلاً للبحرين، والتي تعد أول بطولة من نوعها مخصصة لإعداد القهوة العربية في العاصمة الإماراتية، والذي استحدث مشروب "عربي لاتيه" ولاقى استحساناً واسعاً.
"الوطن"، التقت هاوي القهوة القصير والذي تحدث عن مسيرة "شغف القهوة" التي أهلته للمشاركة في بطولات القهوة العربية، والتي يتم تنظيمها احتفاء بتراث القهوة في منطقة الخليج العربي وتزامناً مع الحدث السنوي الرائد في المنطقة لقطاع الأغذية والمشروبات والضيافة، معرض سيال الشرق الأوسط 2019.
وبالحديث عن بداية الرحلة مع شغف القهوة المختصة، قال القصير، إن رحلته بدأته مع القهوة منذ عامين فقط عبر أحد الأقارب عن طريق تذوقه لأول كوب من القهوة المختصة المحضرة في منزله، ومن هنا اشتعل الفضول لمعرفة التفاصيل بصورة أوسع بعد تذوق نوع V60، وبدأت عملية البحث والقراءة حتى قمت بشراء المعدات اللازمة لأجرب تحضيرها بنفسي.
ويواصل القصير "لم تكن مقاهي القهوة المختصة شعبية في البحرين آنذاك، وتداولت مفاهيم مغلوطة عنها لدى أصحاب المقاهي الذين يروجون بعض أنواع القهوة المضاف لها محليات ومنكهات على أنها قهوة مختصة"، مشيرا إلى تبدل الأوضاع الآن وقيام الكثير من المقاهي بتصحيح مسارها والاتجاه نحو القهوة المختصة بشكل جاد وتحضير دقيق.
وفيما يتعلق بطرق تحضير القهوة المختصة وتجاربه، أشار القصير إلى أنها مختلفة تماما عن القهوة التقليدية، عبر طريقة التحميص والأدوات، مضيفا أنها تشمل عدة مجالات.
وقال "في كل تجربة تحضير كنت أدخل في مجال آخر، حيث إن كل طريقة لها هندسة معينة في استخلاص القهوة، وباختصار نستطيع أن نقول أن مجال القهوة المختصة يشمل مجال الهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات، فهذه 4 عوامل نستخدمها من أجل تحضير كوب من القهوة دون أي محليات أو منكهات خارجية، حيث نستطيع إخراجها من حبات القهوة بشكل طبيعي وهذا الأمر يتطلب تحديات وعوائق تمر عليها الحبوب لاستخلاص قهوة تحوي نكهة الفواكة والكاكاو والفانيلا والكراميل والعديد من الإيحاءات دون إضافة أي من المنكهات الصناعية".
ويضيف القصير "من طريقة زراعة حبوب القهوة والتحميص والطحن والأداة المستخدمة ودرجة حرارة الماء المستخدم نستطيع إظهار هذه الإيحاءات وتحديد حموضة القهوة وقوامها ونكهتها، بل إن حتى طريقة قطفها مختصة! لأن في القهوة التقليدية يتم القطف عن طريق مكائن تسير على الزراعة وتنزع الناضج منها والمتوسط وغير الناضج منها في آن واحد، بينما المختصة يقوم المزارع بقطفها بيده ويرى كل حبة ناضجة ليقطفها."
وحول مسابقة بطولات القهوة العربية في الإمارات، أوضح القصير أن عدد المشاركين في المسابقة كان يبلغ أكثر من 340 مشاركاً، وكان ضمن المتأهلين الأربعة للمرحلة الثانية.
وأضاف: "المتسابقين الذين كانوا معي هم أصحاب شهادات وخبرات في أماكن مرموقة وعالمية فهذا كان محل شرف واعتزاز بأن أصل إلى هذا المستوى كهاوي قهوة، والبحريني الوحيد المتأهل في البطولة، ومشروبي المبتكر "عربي لاتيه" لاقى استحسان كبير من لجنة التحكيم خصوصاً بإدخال أدوات القهوة المختصة والحليب بالتمر وطريقة استخلاص الزعفران، فكانت تلك النقاط هي التي أهلتني للوصول إلى تلك المرحلة".
وتابع: "ففي البداية كانت هناك مقابلة شخصية وامتحان حول معلوماتي عن القهوة كتاريخ وتحضير، وصولاً إلى تقييم الوصفات التي تستحق التأهل للمرحلة الثانية والدخول في المسابقة، فكل الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة لتبنيها مسابقة بطولات القهوة العربية في نسختها الأولى من أجل إرجاع القهوة العربية كما كانت في عهدها السابق، ومن أنواعها الشقرة والمتوسطة والغامقة، وذلك تحدده درجة التحميص أي تقليب القهوة".
وأردف "الصعوبة في أن تكون جميع الحبات متساوية بدرجة الحرارة من أجل توحيد اللون فهذه تعتبر أصعب خطوة في مجال القهوة العربية، بأن كيف تكون درجة الحرارة متساوية ومعقولة مع تحريك اليد من أجل تقليب الحبات وجعلها في نفس مستوى اللون، والدليل على أن التحميص سيء هو اختلاف درجات الألوان بين كل حبة وحبة."
وحول الوصفة التي أعدها للبطولة، أشار القصير إلى أن الوصفة المبتكرة التي اعتمدها في المسابقة استوحى طريقة تحضيرها من القهوة المختصة.
وقال: "قمت بإدخال طريقة التحضير الشعبي والتقليدي للقهوة العربية في هذه المعايير الموجودة لتحضير القهوة المختصة، وذلك من خلال الأدوات التي استخدمتها في الوصفة وكذلك درجة الحرارة وطريقة الطحن وجميع الجوانب التحضيرية، وقمت بتسمية المشروب "رسلان لاتيه" أو "عربي لاتيه" وتعمدت اختيار مسمى قريب من سبانيش لاتيه وكلاسيك لاتيه، لسهولة الانتشار عالمياً، وسبب قيامي بإدخال القهوة العربية في هذه المعايير هو لكي تكون محضرة مستقبلاً ونراها في جميع الكافيهات الخليجية والعالمية، لأن الأدوات المستخدمة في هذه الوصفة متوفرة في جميع الكافيهات.
ووجه القصير نصائح لمحبي وهواة القهوة تكمن في ضرورة الاهتمام بجودة القهوة والاستمرار بالبحث والتطوير، بسبب تسارع ظهور أمور جديدة في المجال مما يتطلب مواكبتها.
وأشار إلى أن الاهتمام بنوعية وجودة حبوب القهوة يوفر الوقت والجهد والمال في إضافة المنكهات الصناعية، فضلاً عن إمكانية إدخال القهوة العربية في الكافيهات بصورة مبتكرة وبطريقة ترضي جميع الأذواق وتلائم الجيل الحالي.