فاطمة يتيم"تصوير: سهيل الوزير"كشف سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين، أنور حبيب الله، عن تأجيل عودة رجال الأعمال الصينيين الذين يعملون في مدينة التنين مؤقتاً بناء على قرار مجلس إدارة المدينة لمنع وصول "كورونا" المستجد.وأضاف حبيب الله، خلال مؤتمر صحافي الأحد، أنه يجب على رجال الأعمال الصينيين عند السماح بعودتهم القيام بالتسجيل لدى إدارة الشركة بعد وصولهم البحرين، والعزل بأنفسهم في المنزل والحصول على الرعاية الطبية في أسرع وقت ممكن".وأوضح، أن عدد المتعافين من الفيروس في الصين، بلغ 2050 شخصا، مشيرا إلى أنه اعتبارا من الثانية عشرة منتصف ليل 7 فبراير 2020 تم تسجيل الحالات المؤكدة والبالغ عددها 34546 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 722 حالة بينما عدد الحالات المشتبه فيها 27567 حالة.ولفت السفير الصيني، إلى أن الحالات المشتبه بها والحالات المؤكدة تتركز في مقاطعة هوبي وخاصة مدينة ووهان، وتم تسجيل الإصابات في المقاطعات الصينية الأخرى.وأكد خلال المؤتمر، أن الفيروس الجديد مازال غامضاً، ولا يعرفهالناس بشكل جيد، فيحتاج إلى الاختبار والتأكيد لتعميق معرفته، لافتا إلى حزنه الشديد على وفاة الطبيب الصيني لي وين يانغ، الذي كان أول من أطلق تحذيرا بعد ظهور الفيروس.وأشار إلى أنه يقدر مساهماته لمكافحة الفيروس وإظهاره ما أخفته الحكومة الصينية من حقائق عن الشعب، ولهذا السبب يمكن أن نرى ازديادا عدد الإصابات المؤكدة كل يوم.وبشأن وضع مدينة التنين والإجراءات فيها لمنع انتشار الفيروس، قال السفير الصيني: "حتى الآن، لم يؤثر الوباء على التبادل بين الصين والبحرين، وعلى الرغم من إصدار وزارة الخارجية البحرينية بينا تدعو فيه جميع المواطنين البحرينيين بعدم السفر إلى الصين إلا للضرورة القصوى، وتنصح أيضا بتفادي الدول التي انتشر فيها الفيروس، إلا أن الصين لن تمنع البحرينيين من الدخول".وبالنسبة لمدينة التنين كأكبر جالية صينية في البحرين فإنها أولت اهتماما بالغا لاحتواء الوباء، وتدعو رجال الأعمال إلى عدم العودة إلى البحرين، مؤكدا أن التأثير على التجارة لمدينة التنين مؤقت ومحدود ولن يستمر لفترة طويلة، مع وجود الثقة الكاملة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.وفيما يتعلق بصحة المعلومة أن أسباب المرض هو سوق ووهان الذي تباع به حيوانات تسببت بهذا المرض، أكد السفير الصيني، أن "المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها أعلن أن 33 عينة من أصل 585 عينة تم جمعها من سوق المأكولات البحرية في ووهان تحتوي على الحمض النووي للسلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، ما يشير إلى أن الفيروس ينبع من الحيوانات البرية التي تباع في هذا السوق، وقد يربط هذا الوباء بالتجارة بالحيوانات البرية ولكنه يحتاج إلى المزيد من الدراسات والتحقق العلمي".ولفت إلى أن اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، عقد اجتماعا في 3 فبراير وطلب تعزيز المراقبة وحظر سوق الحيوانات البرية غير الشرعية والتجارة المتعلقة بها، تجنبا للمخاطر الكبيرة على الصحة العامة.وبالنسبة لخطط الطوارئ في الصين والإجراءات المتبعة للتعامل مع الفيروس، أكد السفير الصيني أنه "منذ انتشار الوباء أولت الحكومة الصينية على كافة المستويات أهمية كبيرة لتعبئة القوات الوطنية لمكافحة الوباء، حيث أصدر الرئيس الصيني شي جينبينغ عدة توجيهات بهذا الخصوص، شكلت على إثرها مجموعة رائدة في مجال الوقاية والسيطرة على الوباء".وأضاف "اتخذنا سلسلة إجراءات حاسمة غير عادية، حيث أوفدت الحكومة والجيش الخبراء الطبيين إلى مدينة ووهان المنكوبة للمساندة، وأغلقت جميع الطرق إلى خارج المدينة وتم تعليق جميع وسائل النقل العام مما منع انتشار الوباء بشكل فعال، وأنشأت مستشفيين تخصصين في أقصر وقت ممكن لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد.كما تعقد اللجنة الوطنية للصحة الصينية مؤتمراً صحافياً يوميا لنشر المستجدات والبيانات والتدابير، ناهيك عن توفر الخبرات الناجحة خلال عملية مكافحة سارس وإيبولا وH5N1 وغيرها، بحيث لدينا كامل الثقة والقدرة والموارد على الفوز في هذه المعركة ضد فيروس كورونا الجديد".وعن الميزانية المرصودة للتعامل مع المرض، قال: "حتى منتصف ليل 2 فبراير، خصصت السلطات المالية الصينية على جميع المستويات 47 مليار يوان، أي حوالي 6,8 مليار دولار، لأعمال الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه، وتم استخدام الأموال بشكل أساس لتوفير العلاجات الطبية والبدلات المؤقتة للعاملين في المجال الطبي وموظفي الوقاية من الأوبئة، بالإضافة إلى شراء المعدات الطبية والكواشف التشخيصية".وأكد السفير الصيني، عند سؤاله عن وجود أي حالات تابعة للسفارة الصينية في البحرين، أنه حسب البيان الصادر عن وزارة الصحة البحرينية، لم تسجل أي إصابة لفيروس كورونا حتى الآن.وأشار إلى أن "لدينا القدرة على المحافظة على سلامة وصحة الشعب الصيني، وسيتم اتخاذ التدابير القوية لتقديم الظروف الجيدة للعمل والحياة للأجانب المقيمين في الصين، ومن بينهم المواطنين البحرينيين، بما يخدم قضية الصحة الدولية".وأكد أن هذا الوباء لن يؤثر على جاذبية الصين التعليمية، حيث ترحب الصين بالطلبة البحرينيين للدراسة في الصين، وتستعد لتقديم التسهيلات لهم للدراسة والعمل والعيش في الصين.وبين السفير، أن الوباء سيزيد الضغوط على أداء الاقتصاد الصيني على المدى القصير، لكن هذا التاثير لا يزال جزئيا ومؤقتا ومحدودا، وفي الوقت نفسه فإن الشكل الجديد للاقتصاد الرقمي الصيني نشط للغاية، حيث يشكل نقطة نمو جديد للاقتصاد لكي يعوض الخسائر التي تسبب بها الوباء.علاوة على ذلك، فإن إنتاج الإمدادات الطبية عزز أيضا تنمية التصنيع في الصين، وعلى المدى المتوسط والطويل ومع تحقيق النتائج الإيجابية لاحتواء الوباء تدريجيا، لن يتغير الاتجاه السياسي للاقتصاد الصيني.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90