د. فهد حسين
حين كان د.علي عقلة عرسان الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وقبل خمسة عشر عاماً، أي في العام 2005، جاءتنا في أسرة الأدباء والكتاب دعوة لحضور اجتماعات المكتب الدائم "مجلس الاتحاد حالياً" في الخرطوم بمناسبة الخرطوم عاصمة الثقافة العربية، ووقتها قرر مجلس الإدارة أن تمثيل الأسرة يكون من قبل الشاعر إبراهيم بوهندي، وفهد حسين، والناقد جعفر حسن، ووقتها قدمت ورقة هناك حول المجموعة القصصية "هروب الكرز" لهناء مرهون، وشددنا السفر لعدة أيام رأينا فيها الطيبة والعشرة والتعامل العفوي الصادق من قبل الشعب السوداني بدءاً من المطار وحتى عودتنا إلى المطار مرة أخرى.
وقد حفرت ذكريات هذه الرحلة في ذاكرتي منذ تلك الفترة حتى شاءت الظروف لأكون في فبراير 2020 أحد المدعوين لحضور احتفالات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، بوصفي عضو لجنة الحكم في حقل القصة القصيرة لمدة عامين متتاليين، "الدورة التاسعة والدورة العاشرة"، كما طلب مني تقديم ورقة في برنامج الندوات التي تعقد على هامش الاحتفال وتوزيع الجوائز. هكذا وافقت على تلبية الدعوة.
قبل السفر
من جمال التواصل والتعامل مع مسؤولي جائزة الطيب صالح العالمية، تتكشف لك أمور ربما لا تطرأ على البال والفكر، وهذا ما حدث لي، فحين ذهبت إلى سفارة جمهورية السودان أستفسر إن كان على القيام بأي إجراء قبل السفر، إذ رأيت معاملة في منتهى الرقي واللطف من قبل موظفي السفارة، مؤكدين لي بأن اسمي موجود عندهم، ووصلهم من السودان لتذليل كل الصعوبات، وإن لم تكن هناك أي صعوبات، بل حينما سلمتهم ما طلبا مني من أوراق ثبوتية، والانتظار أقل من عشر دقائق حتى حصلت على التأشيرة متمنين لي سفرة موفقة، هكذا كانت معاملة موظفي السفارة، فشكراً لهم جميعاً.
وبعد ما أبلغت الأمين العام للجائزة بأن طيران الخليج الذي كان سفري سيكون من خلاله، توقف، غير أنه بادر مباشرة بتغيير التذكرة وتحويلها إلى طيران الإمارات، مؤكداً على الحضور، وهذا ما جعلني أكثر شوقاً ورغبة للسفر، وفي اليوم الموعود حزمت الأمر والحقيبة لأكون بين شعب يعجز اللسان، وتقف اللغة ومفرداتها عن وصفه، فإن قلت شعب طيب أو يتميز بأخلاق عالية أو قلت يملك ثقافة واسعة وسلوكاً حضارياً وثقافياً، وأي شيء آخر فأنت لا تفي حقه، ومن تعامل مع الشعب السوداني فرداً أو جماعة أو جمعية أو مؤسسة، لاحظ مدى تعامل هذا الشعب مع الآخر، أي يتعامل معك الفرد السوداني ليجعلك مطمئناً وكأنك في بلدك.
الندوات والحضور الملفت
جاءت السفرة لمدة قصيرة زمنياً فيزيائياً، وطويلة في الذاكرة الثقافية والاجتماعية التي، وبخاصة بعد مشاهدات وملاحظات مباشرة كنت أعيشها وأتنفسها، بين الحين والآخر، وبين ملاحظة وأخرى، فيدخلك كل هذا في عوالم الدهشة والفرح، مما كثرت لدي المواقف التي تؤكد ما أقوله، وأصفه تجاه هذا الشعب صاحب التجارب الغزيرة في التضحيات والعطاء، والعمل الثقافي والتنويري، الشعب الذي لم تدخله الضغائن، ولا الحسد، ولا العتاب الذي يفسد الحالات، الشعب الذي يتوسد الكلمة الصادقة، وينام مبتسماً، تاركاً كل الهموم التي عادة تصاحب الإنسان وراء ظهره ليعيش بسلام ومحبة وإخلاص لوطنه ولدعواته الاجتماعية ورؤيته الإنسانية، وتطلعاته الثقافية تجاه أبناء بلده والبلدان الأخرى، فهنيئاً لكم أيها الشعب الطيب.
حضرت بين 11 و15 فبراير 2020، فشاهدت العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة، صغاراً وكباراً، العلاقة المنصهرة في بوتقة الصدق، وعلى امتداد مسافات كل اللغات والقوميات والأعراق، متخطين الزمن المعرقل للمعرفة، بل ما لفت نظري، هو الاهتمام الكبير بالمشهد الثقافي والأدبي النابعين من معرفة فكرية ومواقف أيديولوجية وفلسفية، إذ طوال يومي الاحتفال وإقامة الندوات كانت الحشود من الكبار حتى الشباب وهي تسير في طابور منظم مرتب قادم من مناطق مختلفة، وأتصور أكثرهم من العاصمة والبحري وأم درمان، ولكن هذا لا يعني عدم حضور الآخرين من مناطق أخرى، كل هؤلاء حريصون كل الحرص على حضور الندوات، والجلوس منصتين لما يقوله المنتدي.
وجاء برنامج الندوات بشكل متقن في اختيار الموضوعات والمتحدثين التسلسل الزمني، فبعد الجلسة الافتتاحية التي تناولت كلمة للشركة السودانية للهاتف السيار "زين"، والحديث عن الجائزة، ثم الكلمات والوصلة الغنائية، بدأت بعد ذلك الندوات التي دارت في اليومين حول مشهد العولمة المعاصرة والتموضع الثقافي للدكتور بكري خليل، مشيراً إلى أن العولمة التي تمظهرت في عالم الاقتصاد، فهي لا تؤمن بالحدود السياسية ولا الجغرافية، وإنما إيمانها بفلسفة الإنتاج الاستهلاك، وهذا ما يعني أن العولمة كانت ولا تزال تسعى لتحقيق ذاتها من خلال الشركات متعددة الجنسيات والعابرة للقارات، والتقسيم الدولي الذي يؤكد على تجزئة الإنتاج، بالإضافة إلى آليات التمويل.
ثم قدم الدكتور سعيد بنكراد ورقته حول الافتراضي بديلاً عن الواقع في زمن العولمة، وحديثه عن الصورة الافتراضية التي لم تعد كما كان في السابق، حيث باتت منتشرة عبر الفضاء الإلكتروني، ولكن ليس كل هذا في سياق الصحة، بل هناك هيجان كبير وهوس بنقل الصورة للعالم مما يشكل نوعاً من التلصص، مركزاً على المرآة وكيفية نقل الصورة وواقعيتها من جهة وافتراضيتها من جهة أخرى، بعدها قدم الدكتور طارق الطيب ورقته المتعلقة بالعولمة عنونها مكاسب العولمة ومخاسر الإبداع، وتناول فيها ظهور العولمة في خضم انهيار المنظومة الاشتراكية الأوروبية، وقد تعرض في هذا السياق الأدب بالعولمة في بعض جوانبه، ولكن في ذلك هناك من يعلي صوت الغرب إبداعياً على الصوت العربي، وهذا في حقيقة الأمر ليس كله صواب، وإنما فيه اجحاف بالنص الإبداعي العربي.
وقدمت أنا ورقة حول الخصوصية الثقافية في الرواية العربية الحديثة، مشيراً إلى تلك التغيرات التي حدثت في مادة الراوية العربية عامة والروايات التي تدخل في سياق المسابقات والجوائز، ومن تلك الخصوصية التي برزت توظيف ما يعاني منه المجتمع العربي حالياً بوجود حالات التطرف الحزبي والديني والطائفي، وتشظيات المجتمع والفرقة التي ظهرت بين أفراده، كما برزت ظاهرة الاهتمام بالقبور والزيارات وأضرحة الأولياء عند الأديان السماوية والوضعية، بالإضافة إلى ظاهرة استغلال بعض الدين لممارسة السحر والشعوذة، وتظليل العقول، والأخص للذين يعانون المشاكل النفسية والاجتماعية، والذين يرون أنفسهم في وحل العلاقات الجسدية المريضة، أما الدكتورة بشرى البستاني فقدمت ورقة عن الرواية العربية وإشكالية ما بعد الحداثة، مركزة على حضور القارئ في النص، القارئ النموذجي المتفاعل المشاغب في التفسير والتأويل والتحليل، لا أن يكون قارئاً سلبياً، وهذا ما يتطلب منه أن يكون واعياً وصاحب ثقافة ومعرفة تجاه النص المقروء.
ولكن لم تنته الندوات ولم يقف البرنامج الثقافي عند هذا، بل قدمت ندوة رائعة حول الحالة الثقافية والفكرية والأدبية وطبيعة التنوير والوعي في السودان، إذ عنونت الندوة بالأصول الفكرية للحركة الوطنية السودانية، وأثرها على مثقفي ما بعد الاستقلال، لتتحدث فيها الدكتورة فدوة عبدالرحمن علي طه، متناولة الحراك الوطني وأثر ذلك ثقافياً منذ العام 1899 حتى العصر الحديث، وتلك الإسهامات التي كانت تؤكد على هوية السودان والانتماء القومي من خلال تنمية الوعي الإنساني ضمن سياقات اجتماعية وثقافية، تلك التي تمظهرت عبر تشكيل المؤسسات التي تعنى بالإنسان آنذاك كالأندية والصحافة والجمعيات والجماعات المختلفة في التوجهات الفكرية، والمنادية جلها بضرورة التعليم والتثقيف والتعاطي الأدبي شعراً وسرداً، مؤكدة على أهمية البعد الفكري الذي عادة ما تبتعد عنه الأحزاب والمؤسسات السياسية.
وقد حرصت الأمانة العامة للجائزة على أن تخصص باحثاً آخر ليكون معقباً على ورقة من الأوراق البحثية المقدمة، قبل فتح المجال إلى الجمهور ليدلوا بآرائهم ومداخلاتهم وأسئلتهم، مما أعطى برنامج الندوات طعماً ورائحة محفزة للحوار والنقاش والتعاطي الثقافي، وحين بدء فتح المجال لجمهور القاعة، فإن الأسئلة والمداخلات تبدأ تخرج من أفواه المتحدثين، تلك التي تنم عن وعي وثقافة ودراية ومعرفة ليس في حيثيات الورقة المقدمة من المنتدي، بل في فضاء الموضوع وكيف يتوسع فيه المتحدث من الجمهور، وكيف يقدم الرؤية الثقافية تجاه الموضوع، ولو ترك من يدير الندوات الأمر لجمهور الأسئلة لما تنتهي الندوات، وهذا ما أثلج صدري، لذلك حين جاء دوري لتقديم ورقتي أشرت إلى ذلك الجمال الثقافي الذي تمثل في كثافة الحضور، ونوعية الأسئلة والمداخلات، وطبيعة التعامل الإنساني والاجتماعي مع الآخر، فشكراً لك أيها الشعب الرائع.
الغناء والفلكلور
ولم يبتعد هذا الشعب عن موروثاته وتاريخه وذاكرته الاجتماعية والفلكلورية، إذ وقف الحضور تحية وتقديراً للفن التراثي والغنائي حين وقف أحد عمالقة الفن الموسيقي السوداني الفنان صالح الطيب، هذا الموسيقار التي تعددت مواهبة بين الموسيقى والغناء واللغات، فلم يركن فنه في زاوية النسيان، أو تخزينها في الذاكرة الاجتماعية، وإنما كان سفيراً لهذا الفن ينتقل به في دول عالمية مختلفة، وحين بدأ الغناء مع فرقته، ذلك الغناء الذي طاف بنا برحلة فنية من الجنوب إلى الشمال، إلى بعض المناطق السودانية، وطريقة الغناء والموسيقى في هذه المنطقة أو تلك، وكيفية الأداء، بل وأنت تسمع هذا الغناء ترتسم أمام عينيك تمظهرات الحب النقي الصادق تجاه التراث والفن مما جعل العديد من الحضور يتمايل رقصاً وابتهاجاً بين الجمهور تارة، وأمام المسرح محين الفنان والفرقة مرة، والضيوف مرات.
وشاهدت التواصل السوداني وكيف يتواصل مع فنه وتراثه الفلكلوري بكل أريحية واطمئنان إلى آلية استمرار المحافظة عليه، وتكشف ذلك مرة أخرى حين دعينا لرحلة نيلية وتناول الغذاء، إذ كانت الفرقة الشعبية "البالمبو" التي قدمت وصلات غنائية، جعلت كل من على ظهر السفينة يتمايل دون إرادته، إن كان جالساً أم واقفاً أم مشاركاً في دائرة الرقص والغناء، وزاد هذا الوهج والجمال الساطعين من رحم الغناء السوداني حين غنت في اليوم الثاني، وقبل إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز، فرقة عقد الجلاد، وهي فرقة غنائية متنوعة المجال الغنائي، هكذا كنت مشدودًا لهذا الفن والغناء على الرغم أنني لم أفهم تلك اللغة التي كانوا يغنون بها، ولكني طربت كثيراً واستمتعت كثيراً وفرحت كثيراً وتخلصت من طاقات سلبية كثيرة وأنا بين فضاء هذه الموسيقي التراثية الرائعة، وبخاصة أن الفن والموسيقى لغة عالمية، تكون فارضة نفسها على المتذوق ليصبح متفاعلاً متواصلاً، فتحية لك أيها الفن السوداني العريق.
المكرم وشخصية الجائزة
جرت العادة للجائزة أن يختار مجلس الأمناء في كل دورة شخصيتين، الأولى هي شخصية العام الثقافية، وقد وقع الاختيار على البروفيسور السوداني مالك بدري أستاذ الطب النفسي الإسلامي، وصاحب الأبحاث والدراسات المتعددة في مجال تخصصه ليس في السودان فحسب، وإنما في أكثر من دولة عربية وأجنبية غربية وشرقية. أما البروفيسور فرانسيس دينق، صاحب المشروعات المعنية بالعمل الإنساني والتطلع نحو عالم تسوده المحبة والسلام والتعايش، القادم من جنوب السودان، فهو ضيف شرف الدورة العاشرة، والذي ألقى كلمة في غاية العمق مؤكداً فيها على أن السودان الذي تحول من بلد واحد إلى بلدين فهو في عمقه التاريخي والثقافي والتعايش هو شعب واحد، وتحديات واحدة ومصيرية، وقر أشار إلى ما يحمله الطيب صالح من فكر يتمثل في الهوية، واحترام الآخر وتقديره، والكرامة، والتنوع والمساواة.
الجوائز والفائزون
بعد عشر دورات من جائزة الطيب صالح العالمية للكتابة الإبداعية، استطاعت أن تحفر اسمها في سماء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، تمثل ذلك في السمعة الطيبة والمكانة المرموقة للجائزة التي تسندها لا شك اسم صاحبها، فأعمال الطيب صالح السردية أو مقالاته أو دوره في الإذاعة البريطانية "القسم العربي"، فضلاً عن مواقفه ودوره التوعوي والتنويري في السودان، ومناداته المستمرة في تطوير الفكر والعقلية العربية، كل هذا جعل للجائزة مكانة عالية، بالإضافة إلى أهمية الربط بين العمل الإبداعي والثقافي والأدبي من جهة، والعمل الاقتصادي والتجاري من جهة أخرى، وهو ما سعت إليه الشركة السودانية للهاتف السيار "زين" ودعمها المادي والمعنوي، والوقوف إلى جانب الثقافة، وهذا ما نتج عنه هذه الجائزة التي يتسابق نحوها العديد من كتاب القصة والرواية والدراسات النقدية من جميع الدول العربية تقريباً.
وجاءت لجان الحكم من دول مختلفة في الحقول الثلاثة، بالإضافة إلى المحكمين السودانيين، حيث شارك في التحكيم الدكتور سعيد بنكراد، والدكتور بشرى البستاني، وأنا، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين السودانيين، أما الذين حظوا بالجائزة ومن دمن ذكر الأسماء، فهم تسعة فائزون، توزعوا على بعض الدول العربية، من المغرب، والعراق ومصر والسودان وليبيا، وكنت متسائلاً أين النص الخليجي في فضاء هذه الجائزة، هل شارك ضمن المشاركين، أم ماذا؟ على الكاتب الخليجي والمبدع أن يفكر ملياً في هذه الجائزة.
كما وفقت الأمانة العامة في اختيارها الأستاذة المذيعة القديرة "لمياء المتوكل)" لتكون عريفة حفل إعلان الفائزين، إذ تملك مواصفات الحضور و"الكاريزما" التي تمثلت في الشخصية والصوت والأداء واللغة ومخارجها أمام الحضور، ولم تكتف بالعرافة فحسب، وإنما سارعت في اليوم الثاني لإجراء عدد من اللقاءات الإذاعية بأسئلتها العميقة الكاشفة عن وعي واطلاع وقدرة على نسج حوار ثقافي ممتع. فالشكر لها وإلى الأمانة العامة وإلى قناة النيل الأزق التي كانت تنقل فعاليات الاحتفال والندوات لتكون حاضرة ليس وقتياً، وإنما في الوجدان السوداني وذاكرته، وأخيراً أكرر بأنه ربما لا تستطيع الحروف واللغة المكتوبة التعبير عن ذلك الوجدان والعاطفة تجاه صدق التعامل من جميع من التقيت بهم، بل سيكون هذا الكرم الصافي والتعامل الخالص والتواصل الإنساني محفوراً في وجداني، ومغلفاً بأريحيتكم أيها الناس الرائعون الذين ضربتم أصدق المثل في تعاملكم بعضكم بعضاً، فلم تضعوا المناصب الإدارية ولا الأكاديمية ولا السياسية حاجزاً بينكم، وكأنكم فعلاً أسرة واحدة تؤكدون للزائر والمقيم ها نحن نعيش معاً بروحنا الشفافة والعاطفة المتبرعمة من تراب الأرض الولود.
وفي أوج هذا الفرح المفعم بالذكريات الجميلة أصدم بخبر مؤلم ومحزن جداً، إذ جاءني خبر وفاة المذيعة الشابة ذات الحضور الملفت في قاعة الاحتفال والندوات، مذيعة قناة النيل الأزرق "ريتاج الأغا"، الذي وافاها الأجل يوم الأربعاء 2020/02/19 بعد وعكة صحية ألمت بها، وللأسف فقد الإعلام السوداني أحد الإعلاميين النشطاء، وإن كنت لا أعرفها من قبل، ولكن شاهدتها وهي تغطي فاعليات الجائزة بحرفية واقتدار. الرحمة لروحك الطاهرة.