* جهود جبارة لولي العهد وحكومة البحرين في مكافحة "كورونا"

* حرص ولي العهد على معالجة الأزمة يضيف الكثير ويؤدي إلى النتائج المأمولة

* تجربة رائعة للبحرين في مكافحة الفيروس منذ ظهوره في الصين

* البحرين لديها الوعي الكافي والإرادة القوية لاحتواء "كورونا"

* "الخارجية البحرينية" أطلعت رؤساء البعثات على الوضع القائم بشأن الفيروس

* البحرين رصدت كل الإمكانيات المتاحة لمواجهة "كورونا"

* 13.2 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين

* يُحسب للبحرين تكوين العنصر البشري الوطني وتأهيله ودعمه عبر تنفيذ "البحرنة"

* آلاف التونسيين يعملون في المجال الطبي حول العالم

* عدوى الفيروس وصلت إلى تونس من الخارج
وليد صبري

كشف سفير تونس في البحرين سليم الغرياني عن "توقعات بإقامة خط نقل جوي مباشر بين البحرين وتونس العام المقبل من أجل زيادة تيسير التجارة بين البلدين"، مضيفاً "نحن نعمل بجدّ على مستوى السفارة وبالتعاون مع مختلف الجهات البحرينية المعنية من أجل تحقيق هذا الهدف".

وأوضح السفير التونسي في حوار خص به "الوطن" أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 5.5 مليون دينار بحريني "13.2 مليون دولار""، مشيراً إلى أننا "نأمل ونعمل مع مملكة البحرين الشقيقة على رفع حجم مبادلات التجارة البينية وتكثيف الاستثمارات المباشرة في الاتجاهين، على قاعدة النفع المشترك".

وفيما يتعلق بجهود البحرين لمكافحة فيروس "كورونا" (كوفيد 19)، أوضح السفير الغرياني أن "البحرين تخوض تجربة رائعة في مكافحة الفيروس، لاسيما وأنها كافحت "كورونا"، منذ الأيام الأولى لظهوره في الصين"، مشدداً على أن "البحرين لديها الوعي الكافي والإرادة القوية لاحتواء الفيروس".

وأكد السفير الغرياني أننا "وقفنا على مجهودات جبارة لحكومة البحرين ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، لمكافحة "كورونا""، لافتاً إلى أن "حرص صاحب السمو الملكي ولي العهد على معالجة الأزمة يضيف الكثير ويؤدي للنتائج المأمولة".

وقال سفير تونس في البحرين إن "المملكة رصدت كل الإمكانيات المتاحة للدولة لمواجهة الفيروس"، كاشفاً عن أن "وزارة الخارجية البحرينية نظمت جلسة إعلامية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية كي تطلعهم على الأوضاع والمجهود القائم وهذا فيه ارتباط بتنقل وسفر أبناء الجاليات المختلفة في البحرين".

واعتبر السفير الغرياني أن "البحرين قطعت أشواطاً كبيرة على طريق التطور والازدهار، بفضل السياسة الرشيدة وبعد النظر اللذيْن تنتهجهما قيادة البلاد الحكيمة"، موضحاً أنه "يحسب للمملكة سعيها الحثيث إلى تأهيل العنصر البشري الوطني ودعمه، عبر تنفيذ سياسة "البحرنة"، مبيناً أنه "يحسب لها كذلك تعزيز مقومات البناء الديمقراطي والعيش الكريم لكافة أبناء الشعب البحريني الشقيق في كنف الأمن والاستقرار". وإلى نص الحوار:

النفع المشترك

* كيف تقيّمون العلاقات بين البحرين وتونس في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟

- ترتبط تونس والبحرين الشقيقة بعلاقات متميزة، مبنية على أواصر الأخوة والتقدير المتبادل والإرادة المشتركة لتطوير أوجه التعاون الثنائي. وتدعم متانةَ هذه الروابط جملة من العوامل التاريخية والحضارية العريقة والمرتكزات الثقافية المتجانسة التي ساهمت بقسط كبير في تشكل خصوصيات متشابهة طبعت الشعبين التونسي والبحريني على مرّ الزمن، نذكر منها بإيجاز مقومات الانفتاح والتسامح والاعتدال في المواقف ونبذ التطرف والإرهاب، وقبول الآخر.

ولقد أفرزت هذه العناصر وجود تناغم كبير بين القيادتين السياسيتين في كل من تونس والمنامة على مستوى الأهداف الوطنية المرسومة للتنمية والازدهار، من ناحية، وتميز السياسة الخارجية للبلدين بعدم التدخل في شؤون الدول والتقيد بمبادئ القانون الدولي، وبالعمل على استتباب الأمن والسلم الدوليين وتطوير التعاون بين مختلف الشعوب، من ناحية أخرى. وبالتالي، ليس غريباً أن يحرص البلدان على مزيد تعزيز روابطهما الثنائية والارتقاء بها إلى أفضل المراتب، لا سيما وأن ما تم تسجيله من إنجازات في العديد من مجالات التعاون، وخاصة في قطاعات التربية والتعليم والصحة والكهرباء والماء والخبرات المالية والتقنيات الإعلامية والحرف اليدوية، يمثل حافزاً مهماً للبلدين للمضي قدماً في سبيل دعم هذا التعاون وتوسيع آفاقه، من خلال استكشاف الفرص الواعدة والشراكات الكامنة في قطاعات ومجالات اقتصادية أخرى.

وتتطلع بلادي، في ظل ما تواجهه من تحديات اقتصادية واجتماعية دقيقة، في مناخ عالمي كانت تلوح عليه بعدُ بوادر الأزمة ومن المنتظر أن تفاقمه الآثار السلبية لتفشي فيروس كورونا(كوفيد19)، إلى تحقيق نسب نموّ اقتصادي عالية تمكنها من مجابهة المتطلبات. وهي، بلا شكّ، في حاجة ماسة إلى التعويل على قدراتها الذاتية ومواردها البشرية أولاً، وإلى تعاون ودعم ومساندة أشقائها وأصدقائها من الدول ثانياً. وفي هذا السياق، نأمل ونعمل مع مملكة البحرين الشقيقة على رفع حجم مبادلات التجارة البينية وتكثيف الاستثمارات المباشرة في الاتجاهين، على قاعدة النفع المشترك "Win-Win Approach".

تأهيل العنصر الوطني

* كيف ترون البحرين في عهد جلالة الملك المفدى؟

- لقد قطعت مملكة البحرين الشقيقة أشواطاً كبيرة على طريق التطور والازدهار، رغم الموارد الطبيعية المحدودة نسبياً التي تتوفر لديها. وتحقق ذلك بفضل السياسة الرشيدة وبعد النظر اللذيْن تنتهجهما قيادة البلاد الحكيمة.

وتبدو ثمار هذا التطور جلية للعيان من خلال مظاهر عدّة. فالبلاد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطويراً كبيراً للبنية التحتية من جسور وطرقات سيارة ومرافق إدارية وخدمية من ضمنها التوسعة الهامة للمطار، ونهضة صناعية يفتخر بها، لا سيما في مجالي البتروكيمياويات والألومنيوم، واهتماماً بترميم وتهذيب المعالم التاريخية والبناءات التراثية، وتطوّراً هاماً في العمران الحديث الذي زاد المنامة بهاء وتألقاً.

على صعيد آخر، يحسب للمملكة سعيها الحثيث، على غرار ما قامت به تونس مع بداية الاستقلال أواخر خمسينات القرن الماضي، إلى تأهيل العنصر البشري الوطني ودعمه، عبر تنفيذ سياسة "البحرنة"، لجعله يساهم، بنسبة أكبر، في تنمية البلاد وتطويرها. ويحسب لها كذلك تعزيز مقومات البناء الديمقراطي والعيش الكريم لكافة أبناء الشعب البحريني الشقيق في كنف الأمن والاستقرار، وذلك بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وبدعم من صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد.

كما لا يفوتني، هنا، أن أثمن عالياً ما يتم بذله من جهد في المملكة لمزيد من ترسيخ خصائص ومكتسبات المجتمع البحريني من انفتاح على جميع الثقافات والأديان، وقابلية أفراده للتسامح وللتعايش السلمي مع الآخرين، ومن حسّ مدني يميزهم ويطغى على تصرفاتهم اليومية.

تصدير الكادر الطبي

* هل لنا أن نتطرق إلى جهود الحكومة التونسية في مكافحة فيروس كورونا(كوفيد19)؟

- منذ استقلالها سنة 1956، وضعت تونس على رأس أهدافها، تأسيس دولة متقدمة وبناء شعب متعلم وواعٍ، بالتعويل أساساً على مواردها البشرية. وقد أولت، بالتالي، أهمية كبرى إلى تطوير قطاعين رئيسيين هما قطاع التربية والتعليم، وقطاع الصحة، عملاً برؤية الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة القائلة إن "العقل السليم في الجسم السليم"، حيث تم، لسنوات عديدة، تخصيص ثلث الميزانية العامة للدولة لهذين القطاعين. وقد تمكنت البلاد من إرساء نظام صحي عصري ومتطور، يستوعب كادراً طبياً وشبه طبي ذا كفاءة عالية، لدرجة أننا أصبحنا "نصدّر"، إن استقام التعبير، الكادر الطبي بالآلاف إلى مختلف دول العالم بما فيها تلك المتقدمة. ويسعدني القول إن مملكة البحرين الشقيقة، تستعين هي الأخرى بعدد هام من الأطباء والممرضين التونسيين، في إطار التعاون الفني الثنائي.

أما فيما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا(كوفيد19) فقد بدأ العمل منذ الإعلان عن انتشار الفيروس، حيث تم تشكيل لجنة وطنية من كافة الوزارات المعنية والأطراف المتداخلة، سعياً إلى تنسيق الجهود وتضافرها لتأمين الفاعلية في حماية المواطنين. وتحرص اللجنة على إنارة الرأي العام بتقديم المعلومات الضرورية والتوجيهات اللازمة له في في إطار من الشفافية التامة. واعتباراً لأن الفيروس بدأ انتشاره في البلاد عبر العائدين من مناطق موبوءة بالخارج، سارعت أجهزة الدولة، مرحلياً، إلى اتخاذ إجراءات استباقية متعددة على غرار تعليق الدروس ومنع التجمعات الكبرى، وتوجيه المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام التلقائي بالحجر الصحي الذاتي، ثم بإغلاق الحدود أمام حركة السفر، وإعلان حظر التجول ليلاً، وصولاً إلى إقرار الحجر الصحي الشامل، على غرار العديد من الدول. ويبدو أن هذه الإجراءات والتدابير قد بدأت تبشر بنتائج إيجابية توحي بالسيطرة على الوضع الوبائي في البلاد والتمكن من تقليص نسق الإصابات اليومية الجديدة.

جهود رائعة وجبارة

* كيف تقيمون جهود البحرين في مكافحة الفيروس؟

- جهود رائعة وجبارة لمملكة البحرين في مكافحة الفيروس خاصة وأن عملية مكافحة الفيروس تمت منذ الأيام الأولى التي أعلن عن ظهور أعراض لمشتبه بهم في الصين في أواخر 2019 وبداية العام الجاري. والحقيقة، كان لدى سلطات البحرين الوعي الكافي والإرادة القوية من أجل أن تبادر وتنسق لمواجهة الفيروس. وقد قامت وزارة الخارجية البحرينية باستدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية حيث تم تنظيم جلسة إعلامية كي تطلعهم على الأوضاع والمجهود القائم وهذا فيه ارتباط بتنقل وسفر أبناء الجاليات المختلفة في البحرين. وقد وقفنا على مجهودات جبارة كما نتابعها من خلال وسائل الإعلام، والشيء المهم أيضاً هو رصد كل الإمكانيات المتاحة للمملكة لتنظيم هذه العملية من حجر صحي ومراقبة في المطار وإقامة الخيمة الكبيرة في المطار ومتابعة الذين خالطوا العائدين من السفر من الخارج، إضافة إلى الوقوف بجانب الجهات التي تضررت من تداعيات الفيروس. وهذا كله يرجع إلى القدرة على الإشراف والتسيير لاسيما الجهود واللقاءات المتتابعة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مع اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا(كوفيد19)، وهذا الحرص الشخصي من صاحب السمو الملكي ولي العهد يوجه إلى النتائج المأمولة والمحمودة، وقد أضاف الشيء الكبير للنتائج المتحققة في هذا المجال.

خط جوي مباشر

* كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وتونس؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟ وما هي أبرز الصادرات والواردات؟

- تشكل المنتجات الزراعية والمواد الغذائية "زيت زيتون، تمور، خضروات، فواكه، معلبات..."، أهم واردات البحرين من تونس، في حين تكاد صادرات المملكة إلى بلادنا تقتصر على مادة الألمنيوم التي تستخدم كمدخل في عديد الصناعات الوطنية على غرار صناعة قطع غيار السيارات ومستلزمات البناء والتشييد.

عموماً، يبلغ معدل الميزان التجاري بين البلدين، خلال السنوات الأخيرة، حوالي 5.5 مليون دينار بحريني "13.2 مليون دولار"، وهذا الرقم لا يرقى، للأسف، لا إلى مستوى طموح الجانبين ولا إلى حجم المبادلات الممكن تحقيقها. ومن أهم أسباب ضعف التبادل التجاري بين تونس والبحرين، نذكر غياب خط نقل بحري أو جوي مباشر بين البلدين، وارتفاع تكلفة شحن البضائع نتيجة لذلك، إضافة إلى عدم معرفة التجار والصناعيين من الجانبين بالفرص التجارية الكامنة لدى كل منهما.

ولتيسير التجارة في الاتجاهين، نحن نعمل بجدّ على مستوى السفارة وبالتعاون مع مختلف الجهات البحرينية المعنية، لإقامة خط نقل جوي مباشر يربط العاصمتين، ومن المؤمل تحقيق هذا الهدف خلال سنة 2021.