فاطمة يتيم
لطالما كان معروفاً أن استهلاك البحرينيين من السلع الغذائية يرتفع في شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80%، إلا أن العين لا يمكن أن تخطئ أن عادات البحرينيين الاستهلاكية الغذائية لم تعد كما كانت عليه بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أنه كما أثر الفيروس على صخب البحرين وعاداتها، خيم أيضاً على أجواء شهر رمضان هذا العام، وبسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة هذه الجائحة اختلف استقبال البحرينيين لشهر الصيام هذه المرة، فما الذي تغير في حياتهم؟
أكــــد أباب أســـر لـ «الوطـن» أنهم اعتادوا في الأعوام الماضية، وقبل أيام قليلة من شهر رمضان، شراء المكسرات و «المتاي» والتمر، بالإضافة إلى العديد من المشروبات المنوعة مثل الفيمتو، إلا أنهم هذا العام يتكاسلون عن شراء جميع هذه الاحتياجات بل يكتفون بالمستلزمات الرئيسية التي تكفيهم طوال الشهر، مبررين ذلك أنه لم تعد هناك فرحة ولا يوجد حافز يشجعهم على الخروج وشراء مستلزمات رمضان من مكسرات وحلويات بسبب انتشار الوباء المميت.
وقال المواطن محمد حسين: «مع انتشار فيروس كورونا في البحرين، يسيطر الخوف والقلق على الأجواء الروحانية هذا العام من جميع النواحي، فرمضان هذه السنة مختلف عن كل عام، حيث كانت الفرحة تعم أرجاء البلاد والناس يسهرون حتى الصباح والأطفال يلعبون، أما الآن فلم نعد نرى هذه الأجواء، وكذلك بالنسبة لأجواء الأسواق والسوبرماركت،والعادات الاستهلاكية للناس قلت بالنسبة لشراء المواد الغذائية، ناهيك عن أنه كانت أسواق بيع الفوانيس والزينة وأصناف الطعام من المكسرات والحلوى التي تزين أطباق رمضان تشهد إقبالاً كبيراً في هذا التوقيت من كل عام، لكن هذا العام كان الإقبال متفاوتاً في الأسواق الشهيرة، فكان علي أن ألتزم بالمنزل، لعل الله يرفع عنا هذا الوباء قريباً».
من جهته، قال المواطن هاني الفردان: «يأتي شهر رمضان هذه السنة بزي مختلف عن باقي السنوات التي مضت، أجواء لم نعتد عليها من قبل، الزيارات والتواصل الاجتماعي لهذا الشهر الفضيل والتي كانت من أهم مميزاته اختلفت هذه السنة ولبست لباس «خلك بالبيت» الأمر الذي لم نعتاد عليه من قبل، ولكن يجب أن نتقبل هذا الوضع الراهن الذي نأمل من المولى العلي القدير أن يزيل هذا البلاء عنا عاجلاً غير آجل وتعود الحياة بنفسها الجميل».
وأضاف أنه «مما لا شك فيه إن هذا الشهر مختلف عن السنوات السابقة، من ناحية الصرف، ربما يختلف من عائلة إلى أخرى حسب حجمها، ولكن بالتأكيد سوف يكون هناك اقتصاد في الأمرعن السنوات السابقة من ناحية الصرف، لعدم وجود العزائم والغبقات الرمضانية، ورب الأسرة يضع الميزانية من بداية الشهر لـ«الماجلـــــة» الرمضانيــــــة بميزانية معقولة تصل به من ربع الشهر إلى نصف الشهر وبعدها ميزانية أخرى حتى نهاية الشهر ربما تقل عن الميزانية لبداية الشهر التي تم رصدها، وتأتي الاحتياجات اليومية بعدها تكون لها أيضاً ميزانية مختلفة لحالها، ناهيك عن أن وقف الأقساط الشهرية من على كاهل رب الأسرة لهذه السنة، ساعد الأسرة وأعطاها مساحة أكبر في الميزانية لهذا الشهر الفضيل».
من جانبه، قال محمد الرميثي: «من الواقع الذي نعيشه اليوم، فإن انتشار فيروس كورونا جعلنا نلتزم بالحجر المنزلي، فالفترة من بداية شهر 3 وحتى اليوم علمتنا كيف نتكيف مع الاحتياجات الأساسية في المنزل من ناحية المنتجات الغذائية المستخدمة للطبخ، واستشعرنا كيفية الاقتصاد في الاستهلاك وما المواد التي نحتاجها فعلاً وليس كشراء عاطفي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، فعند ذهابي إلى السوق أصبحت على دراية بالحاجات الضرورية للمنزل والتي سوف أستفيد منها، وليس كما كان الوضع في السنوات السابقة حيث كنا نشتري الحلويات والطعام ونكدسه في الثلاجة، وكان البحرينيون يتسابقون قبل حلول شهر رمضان بأسابيع لشراء مستلزمات وزينة شهر رمضان، وهي استعدادات لطالما ارتبطت بالبهجة التي يُصاحبها الدعوات ببلوغ شهر الصوم المبارك، إلا أن أجواء العزل المنزلي علمتنا كيف نقلل من كمية استهلاك الطعام بحيث لا تتجمع النفايات مثل كل سنة في رمضان».
وأكد المواطن محمد صقر أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت تتلألأ فوانيس رمضان بالضياء في الشوارع الرئيسية والفرعية خلال الليل، مُستعجلة بنقوشها وزينتها أجواء شهر رمضان، بينما العزل المنزلي الذي يعيشه الناس حالياً حوّل عملية شراء الطعام والمكسرات والحلويات المرتبطة بشهر رمضان، إلى عملية خالية من الروح المرتبطة بطقوس شرائها عادة.
وأضاف: «أصبحت عملية التسوق مرتبطة بضغط نفسي بسبب محاذير التجمعات، والخوف من المستقبل، فبعد أكثر من شهرين من عدم مغادرة المنزل، وخصوصاً بعد قرارات العمل عن بعد ولبس الكمامات ومنع التجمعات، اكتفيت أنا وعائلتي بالتوصيل المنزلي فقط، وقررت أخيراً النزول بنفسي إلى واحد من المتاجر الكبيرة لشراء بعض لوازم شهر رمضان الأساسية، كونها تضفي زهو خاص ونحرص على شرائها كل عام، ولكنني لم أستمتع أبداً بالشراء بسبب حالة الحذر التي كنت أشعر بها من جانبي ومن جانب من حولي، سواء في الحرص من عدم الاقتراب من أحد، أو التطهير المستمر لسيارة التسوق، فلم أشعر بتلك البهجة التي كانت تُصاحب شراء لوازم رمضان في كل عام، مع التأكيد أن الميزانية التي خصصتها لشهر رمضان أقل بكثير من الأعوام السابقة، بسبب غياب الغبقات والتجمعات هذه السنة».
{{ article.visit_count }}
لطالما كان معروفاً أن استهلاك البحرينيين من السلع الغذائية يرتفع في شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80%، إلا أن العين لا يمكن أن تخطئ أن عادات البحرينيين الاستهلاكية الغذائية لم تعد كما كانت عليه بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث أنه كما أثر الفيروس على صخب البحرين وعاداتها، خيم أيضاً على أجواء شهر رمضان هذا العام، وبسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة هذه الجائحة اختلف استقبال البحرينيين لشهر الصيام هذه المرة، فما الذي تغير في حياتهم؟
أكــــد أباب أســـر لـ «الوطـن» أنهم اعتادوا في الأعوام الماضية، وقبل أيام قليلة من شهر رمضان، شراء المكسرات و «المتاي» والتمر، بالإضافة إلى العديد من المشروبات المنوعة مثل الفيمتو، إلا أنهم هذا العام يتكاسلون عن شراء جميع هذه الاحتياجات بل يكتفون بالمستلزمات الرئيسية التي تكفيهم طوال الشهر، مبررين ذلك أنه لم تعد هناك فرحة ولا يوجد حافز يشجعهم على الخروج وشراء مستلزمات رمضان من مكسرات وحلويات بسبب انتشار الوباء المميت.
وقال المواطن محمد حسين: «مع انتشار فيروس كورونا في البحرين، يسيطر الخوف والقلق على الأجواء الروحانية هذا العام من جميع النواحي، فرمضان هذه السنة مختلف عن كل عام، حيث كانت الفرحة تعم أرجاء البلاد والناس يسهرون حتى الصباح والأطفال يلعبون، أما الآن فلم نعد نرى هذه الأجواء، وكذلك بالنسبة لأجواء الأسواق والسوبرماركت،والعادات الاستهلاكية للناس قلت بالنسبة لشراء المواد الغذائية، ناهيك عن أنه كانت أسواق بيع الفوانيس والزينة وأصناف الطعام من المكسرات والحلوى التي تزين أطباق رمضان تشهد إقبالاً كبيراً في هذا التوقيت من كل عام، لكن هذا العام كان الإقبال متفاوتاً في الأسواق الشهيرة، فكان علي أن ألتزم بالمنزل، لعل الله يرفع عنا هذا الوباء قريباً».
من جهته، قال المواطن هاني الفردان: «يأتي شهر رمضان هذه السنة بزي مختلف عن باقي السنوات التي مضت، أجواء لم نعتد عليها من قبل، الزيارات والتواصل الاجتماعي لهذا الشهر الفضيل والتي كانت من أهم مميزاته اختلفت هذه السنة ولبست لباس «خلك بالبيت» الأمر الذي لم نعتاد عليه من قبل، ولكن يجب أن نتقبل هذا الوضع الراهن الذي نأمل من المولى العلي القدير أن يزيل هذا البلاء عنا عاجلاً غير آجل وتعود الحياة بنفسها الجميل».
وأضاف أنه «مما لا شك فيه إن هذا الشهر مختلف عن السنوات السابقة، من ناحية الصرف، ربما يختلف من عائلة إلى أخرى حسب حجمها، ولكن بالتأكيد سوف يكون هناك اقتصاد في الأمرعن السنوات السابقة من ناحية الصرف، لعدم وجود العزائم والغبقات الرمضانية، ورب الأسرة يضع الميزانية من بداية الشهر لـ«الماجلـــــة» الرمضانيــــــة بميزانية معقولة تصل به من ربع الشهر إلى نصف الشهر وبعدها ميزانية أخرى حتى نهاية الشهر ربما تقل عن الميزانية لبداية الشهر التي تم رصدها، وتأتي الاحتياجات اليومية بعدها تكون لها أيضاً ميزانية مختلفة لحالها، ناهيك عن أن وقف الأقساط الشهرية من على كاهل رب الأسرة لهذه السنة، ساعد الأسرة وأعطاها مساحة أكبر في الميزانية لهذا الشهر الفضيل».
من جانبه، قال محمد الرميثي: «من الواقع الذي نعيشه اليوم، فإن انتشار فيروس كورونا جعلنا نلتزم بالحجر المنزلي، فالفترة من بداية شهر 3 وحتى اليوم علمتنا كيف نتكيف مع الاحتياجات الأساسية في المنزل من ناحية المنتجات الغذائية المستخدمة للطبخ، واستشعرنا كيفية الاقتصاد في الاستهلاك وما المواد التي نحتاجها فعلاً وليس كشراء عاطفي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، فعند ذهابي إلى السوق أصبحت على دراية بالحاجات الضرورية للمنزل والتي سوف أستفيد منها، وليس كما كان الوضع في السنوات السابقة حيث كنا نشتري الحلويات والطعام ونكدسه في الثلاجة، وكان البحرينيون يتسابقون قبل حلول شهر رمضان بأسابيع لشراء مستلزمات وزينة شهر رمضان، وهي استعدادات لطالما ارتبطت بالبهجة التي يُصاحبها الدعوات ببلوغ شهر الصوم المبارك، إلا أن أجواء العزل المنزلي علمتنا كيف نقلل من كمية استهلاك الطعام بحيث لا تتجمع النفايات مثل كل سنة في رمضان».
وأكد المواطن محمد صقر أنه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كانت تتلألأ فوانيس رمضان بالضياء في الشوارع الرئيسية والفرعية خلال الليل، مُستعجلة بنقوشها وزينتها أجواء شهر رمضان، بينما العزل المنزلي الذي يعيشه الناس حالياً حوّل عملية شراء الطعام والمكسرات والحلويات المرتبطة بشهر رمضان، إلى عملية خالية من الروح المرتبطة بطقوس شرائها عادة.
وأضاف: «أصبحت عملية التسوق مرتبطة بضغط نفسي بسبب محاذير التجمعات، والخوف من المستقبل، فبعد أكثر من شهرين من عدم مغادرة المنزل، وخصوصاً بعد قرارات العمل عن بعد ولبس الكمامات ومنع التجمعات، اكتفيت أنا وعائلتي بالتوصيل المنزلي فقط، وقررت أخيراً النزول بنفسي إلى واحد من المتاجر الكبيرة لشراء بعض لوازم شهر رمضان الأساسية، كونها تضفي زهو خاص ونحرص على شرائها كل عام، ولكنني لم أستمتع أبداً بالشراء بسبب حالة الحذر التي كنت أشعر بها من جانبي ومن جانب من حولي، سواء في الحرص من عدم الاقتراب من أحد، أو التطهير المستمر لسيارة التسوق، فلم أشعر بتلك البهجة التي كانت تُصاحب شراء لوازم رمضان في كل عام، مع التأكيد أن الميزانية التي خصصتها لشهر رمضان أقل بكثير من الأعوام السابقة، بسبب غياب الغبقات والتجمعات هذه السنة».