أجرت الحوار - زين البستكي - طالبة إعلام بجامعة البحرين
قالت الأخصائية النفسية بمركز سلوان للطب النفسي خديجة العويناتــــــي إن «المصـــــــابين باضطرابات القلق العام والوسواس القهري والهلع، هم الأكثر عرضة للتأثر بجائحة فيروس «كورونا»».
ودعت العويناتي إلى «تجنب قراءة أو مشاهدة أو سماع الأخبار المتلعقة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، مثل عدد الإصابات والوفيات ونسب الانتشار، وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية».
وأكدت على أهمية عدم التهويل من الجائحة، حيث يشعر البعض بالخوف الزائد والذعر وتضخيم الأمور، مبينة أن الأمر يحتاج إلى التوازن بمعنى تعريف الناس بالفيروس ومخاطره على حياة البشر.
وفيما يلي نص الحوار:
* لنتحدث في البداية عن أنواع ردود الأفعال النفسية التي من الممكن أن تظهر أثناء الجائحة؟
- هناك ردود أفعال تختلف باختلاف طريقة تلقي الأفراد للأخبار المتعلقة بالجائحة، فهناك مثلاً فئة اختارت التهويل، حيث شعر البعض بالخوف الزائد والذعر وتضخيم الأمر، وفئة اختارت التهوين مما قد يسبب تفاقم للأزمة بسبب اللامبالاة وعدم اتباع الإجراءات الوقائية، والأفضل الاعتدال والموازنة في النظر للأمور بحيث لا إفراط ولا تفريط.
* نشر مركز سلوان استبياناً لدراسة حالة الاضطراب ما بعد الصدمة إثر فيروس كورونا، لماذا تم التركيز على هذا النوع من الاضطراب النفسي دون البقية؟
- ركّز مركز سلوان للطب النفسي في الدراسة القائمة حالياً –والتي لم تنشر نتائجها بعد- على اضطراب كرب ما بعد الصدمة، لأنه أحد الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب الأفراد بعد التعرض لحادث صادم يكونون عاجزين أمامه، حيث أن انتشار الأوبئة والأمراض يمثل أزمة عالمية استثنائية تهدد حياة الأفراد وصحتهم فضلاً عن نظام معيشتهم الاجتماعي والاقتصادي.
* بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون مسبقًا من الاضطرابات النفسية، هل من الممكن أن تزداد الاضطرابات لديهم في فترة الجائحة؟
- يعدّ الأفراد المصابون باضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات الهلع، هم الأفراد الأكثر عرضة للتأثر بجائحة فيروس كورنا، لا سيما الأفراد الذين يعانون من رهاب العدوى ووسواس الإصابة بالأمراض.
* هل تلقيتم في مركز سلوان اتصالات أو زيارات من الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات نفسية مسبقة وشعروا ببعض الأعراض في ظل الجائحة؟
- هناك الكثير من الاتصالات التي وردتنا للاستشارة بخصوص المشاعر السلبية التي انتابت أصحابها نتيجة انتشار فيروس كورونا، خاصة أن مركز سلوان وفّر خدمة الاستشارات المجانية المتعلقة بهذا الموضوع، بعضهم سبق أن شخص باضطرابات نفسية والبعض الآخر لم يكن قد عانى من مشكلات قبل ذلك.
* هل تعتبر الأعراض مؤقتة وتتلاشى مع انقضاء الجائحة أم فعلية وقد تتطور إن لم يتم علاجها؟
- ردود الفعل الأولية لانتشار الجائحة كالخوف والقلق والتوتر طبيعية ما لم تؤثر على سلوك الفرد ونمط حياته المهني والاجتماعي –التغيب عن العمل والعزلة المفرطة مثلاً-، ولكن استمرار الأعراض المختلفة وتأثيرها على سلوكيات الفرد بشكل سلبي مثل الامتناع عن تناول الطعام أو عدم القدرة على النوم مؤشر على شدة الأعراض والحاجة للاستشارة النفسية والتدخل العلاجي.
* ما هي أكثر أنواع الاضطرابات التي من الممكن أن تصيب الفئة التي لم تعانِ مسبقًا من أي اضطرابات نفسية؟
- اضطرابات القلق ونوبات الهلع، اضطرابات الوسواس القهري، اضطراب الاكتئاب، اضطراب كرب ما بعد الصدمة.
* ما هي طريقة العلاج الأمثل لهذه الفئة من الناس؟
- يختلف العلاج حسب حالة الفرد فهناك العلاج الدوائي وهناك جلسات العلاج النفسي كالعلاج المعرفي السلوكي وغيرها.
* لماذا يتسبب كورونا بالاضطرابات النفسية ويعتبر مثيرًا لها؟
- لأنها تحول تفكيرنا من مفهوم العيش الرغيد إلى مجرد البقاء على قيد الحياة، وتثير إحساسنا بفقدان الأمل، وتعزز العزلة والانسحاب الاجتماعي، وتنامي الشعور بالعجز المكتسب وعدم القدرة على الخلاص الناجم عن الصدمة. بالإضافة إلى ما يثيره انتشار الفيروس من مشاعر الوحدة واليأس وفقدان الشعور المالي والخوف من الإصابة بالأمراض والخوف على فقدان الأحبة.
* ذكرتِ في إجابة سابقة أن بعض الفئات التي تظهر في هذه الأزمة تتصف بعدم المبالاة مما يؤدي إلى عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعامل باستهتار مع الأزمة، ما هي التفسيرات المحتملة من ناحية الجانب النفسي لهذه الفئة؟
- طريقة تحليل وقراءة هؤلاء الأفراد للأمور تكون قاصرة عن الحقيقة فلا يدركون حجم خطورة الأمر، وربما يلجأ بعض الأفراد للمبالغة في التهوين لحماية أنفسهم بطريقة سلبية من مشاعر الخوف والقلق ولكن ذلك لا شعورياً يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسبب تجنبهم المفرط فيه للتفكير بحقيقة الأمور، فكما أن هناك مبالغة في الخوف هناك مبالغة في الهرب من الخوف.
* ما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع هذه الفئة لتغيير طريقة تفكيرهم والتأثير عليهم للالتزام؟
- لابد من تقدير الأمر بشكل صحيح وتوعيتهم باختيار الحالة الوسطية بين التهويل والتهوين، بحيث يكونون أشخاص مسؤولين قادرين على إدارة الأزمة، من خلال الالتزام بالإرشادات الصحية، وحسن إدارة الوقت، والتواصل مع العالم الخارجي عن طريق التكنولوجيا الحديثة والاندماج مع الأسرة.
* كيف يمكن أن تكون المحافظة على الصحة النفسية عاملاً مهماً في مواجهة هذه الفترة، وأحد أوجه الحفاظ على المناعة؟
- لابد من الاهتمام بالصحة النفسية من خلال اتباع عدد من الإجراءات التي تخفف الضغوطات النفســــية كالتنــــفس العميق والاسترخاء والأنشطة الرياضية، لأن من شأن ذلك تعزيز المناعة العامة للفرد وحمايته من الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية.
* ختامًا، ما هي التعليمات الوقائية للتخلص مــــن الهلع والوسواس والخوف من الفيروس؟
- تجنب قراءة أو مشاهدة أو سماع الأخبار المتعلقة بالفيروس مثل عدد الإصابات والوفيات ونسب الانتشار مع ضرورة عدم المشاركة بأحاديث عائلية أو اجتماعية لها علاقة بتلك الأخبار والالتزام بالإجراءات الوقائية التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية: البقاء في المنزل، الحفاظ على مسافة آمنة، تجنب التجمعات والأماكن المزدحمة، استخدام المعقم والكمام، الأكل الصحي وممارسة الرياضة الا ستماع للمعلومات والإجراءات والاحتياطات التي تفيدك في كيفية حماية نفسك وحماية من حولك واشغال النفس بأفكار وأعمال مفيدة كممارسة الهوايات المختلفة مثل القراءة والرسم والطيخ وغيرها.
زين البستكي - طالبة إعلام بجامعة البحرين
قالت الأخصائية النفسية بمركز سلوان للطب النفسي خديجة العويناتــــــي إن «المصـــــــابين باضطرابات القلق العام والوسواس القهري والهلع، هم الأكثر عرضة للتأثر بجائحة فيروس «كورونا»».
ودعت العويناتي إلى «تجنب قراءة أو مشاهدة أو سماع الأخبار المتلعقة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، مثل عدد الإصابات والوفيات ونسب الانتشار، وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية».
وأكدت على أهمية عدم التهويل من الجائحة، حيث يشعر البعض بالخوف الزائد والذعر وتضخيم الأمور، مبينة أن الأمر يحتاج إلى التوازن بمعنى تعريف الناس بالفيروس ومخاطره على حياة البشر.
وفيما يلي نص الحوار:
* لنتحدث في البداية عن أنواع ردود الأفعال النفسية التي من الممكن أن تظهر أثناء الجائحة؟
- هناك ردود أفعال تختلف باختلاف طريقة تلقي الأفراد للأخبار المتعلقة بالجائحة، فهناك مثلاً فئة اختارت التهويل، حيث شعر البعض بالخوف الزائد والذعر وتضخيم الأمر، وفئة اختارت التهوين مما قد يسبب تفاقم للأزمة بسبب اللامبالاة وعدم اتباع الإجراءات الوقائية، والأفضل الاعتدال والموازنة في النظر للأمور بحيث لا إفراط ولا تفريط.
* نشر مركز سلوان استبياناً لدراسة حالة الاضطراب ما بعد الصدمة إثر فيروس كورونا، لماذا تم التركيز على هذا النوع من الاضطراب النفسي دون البقية؟
- ركّز مركز سلوان للطب النفسي في الدراسة القائمة حالياً –والتي لم تنشر نتائجها بعد- على اضطراب كرب ما بعد الصدمة، لأنه أحد الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب الأفراد بعد التعرض لحادث صادم يكونون عاجزين أمامه، حيث أن انتشار الأوبئة والأمراض يمثل أزمة عالمية استثنائية تهدد حياة الأفراد وصحتهم فضلاً عن نظام معيشتهم الاجتماعي والاقتصادي.
* بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون مسبقًا من الاضطرابات النفسية، هل من الممكن أن تزداد الاضطرابات لديهم في فترة الجائحة؟
- يعدّ الأفراد المصابون باضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات الهلع، هم الأفراد الأكثر عرضة للتأثر بجائحة فيروس كورنا، لا سيما الأفراد الذين يعانون من رهاب العدوى ووسواس الإصابة بالأمراض.
* هل تلقيتم في مركز سلوان اتصالات أو زيارات من الأفراد الذين لا يعانون من اضطرابات نفسية مسبقة وشعروا ببعض الأعراض في ظل الجائحة؟
- هناك الكثير من الاتصالات التي وردتنا للاستشارة بخصوص المشاعر السلبية التي انتابت أصحابها نتيجة انتشار فيروس كورونا، خاصة أن مركز سلوان وفّر خدمة الاستشارات المجانية المتعلقة بهذا الموضوع، بعضهم سبق أن شخص باضطرابات نفسية والبعض الآخر لم يكن قد عانى من مشكلات قبل ذلك.
* هل تعتبر الأعراض مؤقتة وتتلاشى مع انقضاء الجائحة أم فعلية وقد تتطور إن لم يتم علاجها؟
- ردود الفعل الأولية لانتشار الجائحة كالخوف والقلق والتوتر طبيعية ما لم تؤثر على سلوك الفرد ونمط حياته المهني والاجتماعي –التغيب عن العمل والعزلة المفرطة مثلاً-، ولكن استمرار الأعراض المختلفة وتأثيرها على سلوكيات الفرد بشكل سلبي مثل الامتناع عن تناول الطعام أو عدم القدرة على النوم مؤشر على شدة الأعراض والحاجة للاستشارة النفسية والتدخل العلاجي.
* ما هي أكثر أنواع الاضطرابات التي من الممكن أن تصيب الفئة التي لم تعانِ مسبقًا من أي اضطرابات نفسية؟
- اضطرابات القلق ونوبات الهلع، اضطرابات الوسواس القهري، اضطراب الاكتئاب، اضطراب كرب ما بعد الصدمة.
* ما هي طريقة العلاج الأمثل لهذه الفئة من الناس؟
- يختلف العلاج حسب حالة الفرد فهناك العلاج الدوائي وهناك جلسات العلاج النفسي كالعلاج المعرفي السلوكي وغيرها.
* لماذا يتسبب كورونا بالاضطرابات النفسية ويعتبر مثيرًا لها؟
- لأنها تحول تفكيرنا من مفهوم العيش الرغيد إلى مجرد البقاء على قيد الحياة، وتثير إحساسنا بفقدان الأمل، وتعزز العزلة والانسحاب الاجتماعي، وتنامي الشعور بالعجز المكتسب وعدم القدرة على الخلاص الناجم عن الصدمة. بالإضافة إلى ما يثيره انتشار الفيروس من مشاعر الوحدة واليأس وفقدان الشعور المالي والخوف من الإصابة بالأمراض والخوف على فقدان الأحبة.
* ذكرتِ في إجابة سابقة أن بعض الفئات التي تظهر في هذه الأزمة تتصف بعدم المبالاة مما يؤدي إلى عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعامل باستهتار مع الأزمة، ما هي التفسيرات المحتملة من ناحية الجانب النفسي لهذه الفئة؟
- طريقة تحليل وقراءة هؤلاء الأفراد للأمور تكون قاصرة عن الحقيقة فلا يدركون حجم خطورة الأمر، وربما يلجأ بعض الأفراد للمبالغة في التهوين لحماية أنفسهم بطريقة سلبية من مشاعر الخوف والقلق ولكن ذلك لا شعورياً يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسبب تجنبهم المفرط فيه للتفكير بحقيقة الأمور، فكما أن هناك مبالغة في الخوف هناك مبالغة في الهرب من الخوف.
* ما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع هذه الفئة لتغيير طريقة تفكيرهم والتأثير عليهم للالتزام؟
- لابد من تقدير الأمر بشكل صحيح وتوعيتهم باختيار الحالة الوسطية بين التهويل والتهوين، بحيث يكونون أشخاص مسؤولين قادرين على إدارة الأزمة، من خلال الالتزام بالإرشادات الصحية، وحسن إدارة الوقت، والتواصل مع العالم الخارجي عن طريق التكنولوجيا الحديثة والاندماج مع الأسرة.
* كيف يمكن أن تكون المحافظة على الصحة النفسية عاملاً مهماً في مواجهة هذه الفترة، وأحد أوجه الحفاظ على المناعة؟
- لابد من الاهتمام بالصحة النفسية من خلال اتباع عدد من الإجراءات التي تخفف الضغوطات النفســــية كالتنــــفس العميق والاسترخاء والأنشطة الرياضية، لأن من شأن ذلك تعزيز المناعة العامة للفرد وحمايته من الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية.
* ختامًا، ما هي التعليمات الوقائية للتخلص مــــن الهلع والوسواس والخوف من الفيروس؟
- تجنب قراءة أو مشاهدة أو سماع الأخبار المتعلقة بالفيروس مثل عدد الإصابات والوفيات ونسب الانتشار مع ضرورة عدم المشاركة بأحاديث عائلية أو اجتماعية لها علاقة بتلك الأخبار والالتزام بالإجراءات الوقائية التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية: البقاء في المنزل، الحفاظ على مسافة آمنة، تجنب التجمعات والأماكن المزدحمة، استخدام المعقم والكمام، الأكل الصحي وممارسة الرياضة الا ستماع للمعلومات والإجراءات والاحتياطات التي تفيدك في كيفية حماية نفسك وحماية من حولك واشغال النفس بأفكار وأعمال مفيدة كممارسة الهوايات المختلفة مثل القراءة والرسم والطيخ وغيرها.
زين البستكي - طالبة إعلام بجامعة البحرين