* البحرين لاعب رئيس في حفظ أمن واستقرار وسلام المنطقة* زيارة سمو ولي العهد إلى إيطاليا علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية* اتفاقيات تجارية بين البلدين بـ 437 مليون دولار* البحرين تحافظ على صحة المواطنين والمقيمين بتدابير عاجلة ودقيقة* الإيطاليون المقيمون بشكل دائم في البحرين لم يطلبوا مغادرة المملكة* كرسي الملك حمد في "سابينزا" ينهض بالفكر والحوار وينشر ثقافة التبادل* التعاون اللوجستي مع البحرين في الإنتاج والبنية التحتية والنفط والغاز والسياحة* 460 مليون دولار التبادل التجاري بين البحرين وإيطاليا* اقتصاد البحرين المنفتح يشجع على الاستثمار الأجنبي* فرص وحوافز بحرينية تشجع الشركات الإيطالية على الاستثماروليد صبريأكدت سفيرة إيطاليا في البحرين باولا أمادي أن "البحرين لاعب رئيس في حفظ أمن واستقرار وسلام المنطقة"، موضحة أن "المملكة أظهرت تميزاً وكفاءة من خلال الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، لاسيما وأن المملكة تحافظ على صحة المواطنين والمقيمين بتدابير عاجلة ودقيقة، كما أن الإيطاليين المقيمين بشكل دائم في البحرين لم يطلبوا مغادرة المملكة".وأضافت سفيرة إيطاليا في أول حوار للصحافة المحلية خصت به "الوطن" أن "الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى إيطاليا تعد علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية"، مشيرة إلى أنه تم التوقيع على اتفاقيات تجارية بين البلدين بنحو 437 مليون دولار"، مبينة أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 460 مليون دولار". وإلى نص الحوار:كيف تقيمون العلاقات بين البحرين وإيطاليا في ظل التطورات الإقليمية والدولية؟- العلاقات بين البحرين وإيطاليا ممتازة، والبحرين شريك سياسي واقتصادي مهم لإيطاليا، كما أنها تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة. وهنا لا بد من أن نشير إلى أن العلاقات الدولية ليست لعبة محصلتها صفر، بل إن استقرار وأمن وازدهار جوارنا الموسع، الذي يشمل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، له آثار مباشرة على اقتصادنا وأمننا. ولقد تشرفت بتقديم أوراق اعتمادي مؤخراً إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مملك مملكة البحرين، ومن هذا المنطلق فإنني فخورة بتمثيل بلدي في مملكة البحرين.هل لنا أن نتطرق إلى نتائج زيارة سمو ولي العهد الأخيرة إلى إيطاليا؟- شكلت الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى إيطاليا، بداية شهر فبراير الماضي، علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية. وقد ساعدت اجتماعات صاحب السمو الملكي ولي العهد مع رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، وأيضاً اجتماعات وزيري خارجية البلدين على تكوين تطابق كبير ومتعمق في وجهات النظر وساعدت على توسيع التعاون بين البلدين ليشمل قطاعات جديدة ومختلفة، من خلال التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تمهد الطريق للتعاون المشترك المزدهر في العديد من المجالات، أبرزها، التعليم والتكنولوجيا والعلوم والاقتصاد والجانب الأكاديمي والفضائي. وقد كشفت الزيارة والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها عن الإمكانيات الكبيرة الموجودة في البلدين ومدى عمق وقوة العلاقات الثنائية في جميع القطاعات والمجالات بين البلدين، حيث تم التوقيع على 14 اتفاقية بين حكومتي البلدين والقطاع الخاص في البلدين، وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاقيات تجارية بقيمة 393 مليون يورو "437 مليون دولار"، كما أعلنت الوكالة الإيطالية للتجارة "ICE" عن افتتاح مقر لها في مملكة البحرين وذلك في أعقاب توقيعها اتفاقية مع مجلس التنمية الاقتصادية، وذلك لتعزيز التعاون المؤسسي وإتاحة المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية لكلا البلدين إلى جانب دعم تطوير الروابط الاقتصادية والتجارية الثنائية. وتسعى الاتفاقية إلى دعم التعاون في استقطاب الاستثمارات في القطاعات الاستراتيجية بكلا البلدين ومن ضمنها قطاعات التصنيع والخدمات اللوجستية، والخدمات المالية، وتكنولوجيا معلومات الاتصالات، والسياحة، والأعمال الإنشائية، والنفط والغاز.وتم الاتفاق على تنظيم ندوات للتعاون السياحي وإعلان مشترك حول السياحة بين وزراء السياحة واتفاقية لتحفيز التجارة ودعم الأعمال والتدريب واتفاقية تعاون لتعزيز القطاعات الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة بين البلدين لجذب الاستثمارات، وتم التوقيع على اتفاقية مشتركة بشأن الخدمات الجوية واتفاقية للتعاون الثقافي والتعليم والتعاون العلمي والتقني، وكذلك مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصحة والعلوم الطبية والتعاون المشترك في مجال الفضاء. كما تم توقيع اتفاقيات بي، شركة تطوير للبترول وشركة إيني البحرين، وشركة ألبا وشركة فلورسيد، وشركة ألبا وشركة فاتا، وشركة ألبا وشركة تيكمو للسيارات، ومصرف السلام ومجموعة شركات OMP Racing، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك"، والشركتان سايبم وسنامبروجيتي من مجموعة إيني.أن ايطاليا تملك تكنولوجيا استثنائية وقدرة مبتكرة ومتميزة بشعار "صنع في إيطاليا"، والمشهورة في جميع أنحاء العالم، لاسيما في مجالات الطعام والتصميم والموضة، كما أن إيطاليا تعد قوة صناعية وتكنولوجية، ومنتجاتها متميزة وذات جودة استثنائية وجميلة.أعتقد أن الجودة هي سمة مميزة للعلاقات بين البلدين، وجودة الإنتاج وجودة الفرص التي يقدمها البلدان، إن البحرين تنبض بالحياة ومرحبة ومنفتحة على التجارة، مع التركيز على المستقبل وهي أيضاً دولة غنية بتاريخها.كيف تقيمون جهود البحرين في التعامل مع أزمة "كورونا"؟- أظهرت البحرين تميزاً وكفاءة كبيرة ومسؤولية في التعامل مع أزمة فيروس كورونا (كوفيد 19)، لاسيما من خلال فريق البحرين والفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، وقد لوحظ ذلك من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية إضافة إلى اتخاذ تدابير عاجلة ودقيقة لحماية صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في البحرين.هل لنا أن نتطرق إلى جهود إيطاليا في مكافحة الفيروس؟- لقد شكلت أزمة كورونا (كوفيد 19) مأساة كبيرة بالنسبة إلينا جميعاً، ودفعت إيطاليا ثمناً باهظاً من خلال فقد أرواح بشرية، وقد كانت إيطاليا من أوائل الدول في أوروبا التي تأثرت بشدة من تفشي فيروس كورونا،(كوفيد 19) لكننا تمكنا من خلال نظام الصحة العامة من مواجهة وضع غير مسبوق، حيث اتخذت الحكومة الإيطالية إجراءات صارمة من خلال الإغلاق المؤقت والالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي، وقد حققنا نتائج إيجابية، نتيجة الالتزام والمسؤولية المجتمعية للإيطاليين الذين احترموا تطبيق القواعد الصارمة، والهدف الآن هو العودة الآمنة والسريعة إلى الحياة الطبيعية لاسيما تجمعاتنا وأنشطتنا التجارية.لقد علمتنا أزمة كورونا (كوفيد 19) أنه يجب أن نساهم جميعاً في بناء عالم أفضل، وأن نحترم الكوكب الذي نعيش فيه، وأن نتكيف مع أنماط حياتنا من أجل اقتصاد مستدام، يحترم البيئة، من أجل تحقيق الرفاهية لنا وللأجيال القادمة.هل نظمت سفارة إيطاليا رحلات خاصة لإجلاء مواطنين إيطاليين من البحرين نتيجة أزمة كورونا (كوفيد 19)؟ وكم عددهم؟ وهل من المتوقع تنظيم رحلات إجلاء أخرى؟- لم يكن ذلك ضرورياً، ولم يكن لدينا أي طلبات في هذا الصدد لأن الاتصالات مع إيطاليا لم تنقطع أبداً. وكان من الممكن السفر على خطوط طيران الخليج التي تسافر إلى لندن وباريس وفرانكفورت، وقد تم تخفيض عدد الرحلات، ولكن لم يتم قطعها، وفي هذا الصدد، أود أن أعرب عن خالص شكري لشركة طيران الخليج على هذه الخدمة.ما هي الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السفارة للتعامل مع أزمة كورونا (كوفيد 19)؟- لقد قمنا بتعقيم المباني واتبعنا جميع القواعد التي أشارت إليها وزارة الصحة، مثل التباعد الاجتماعي والاستخدام الإلزامي للأقنعة وغيرها.هل تم تطبيق العمل عن بعد لموظفين في السفارة؟- نعم، والسفارة تفتح أبوابها كل يوم، وفي الوقت الحالي نعمل نوبات في الأسبوع، وهناك خط طوارئ يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويتم تأمين وتقديم جميع الخدمات القنصلية الأساسية سواء ما يتعلق بجوازات السفر والشهادات إلى كل المساعدات المطلوبة.كيف تقيمون تدشين البحرين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان في جامعة سابينزا الإيطالية؟- مملكة البحرين تضم أماكن عبادة لديانات بينها المسيحية والبوذية ولا شك في أن كرسي ملك البحرين حمد للحوار بين الأديان في جامعة "سابينزا Sapienza" الإيطالية ينشر ثقافة التبادل وينهض بالفكر والحوار.كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين وإيطاليا؟ وماذا عن قيمة الصادرات والواردات؟- بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 414 مليون يورو "460 مليون دولار"، في 2019، وقد شهد التبادل التجاري زيادة بنسبة 1.4 % في 2019، مقارنة بعام 2018. ومن المتوقع تحقيق المزيد من النمو، والمزيد من الشركات الإيطالية حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع البحرين، لاسيما وأن البحرين تقدم العديد من الفرص، مثل النظام الجمركي التنافسي، والعمالة الماهرة، وهياكل دعم النمو الهامة، وهذه هي أفضل الحوافز للشركات الإيطالية.وهناك إمكانات كبيرة للاستثمارات المتبادلة بين إيطاليا والبحرين، لأن البحرين تاريخياً بلد منفتح على الاستثمار الأجنبي، ولديها اقتصاد متنوع، وظروف الاستثمار مواتية في المملكة.هناك إمكانات كبيرة لمزيد من التعاون ومن المتوقع إحراز تقدم في القطاعات الرئيسية مثل الطاقة والبنية التحتية والبيئة والنقل والتصنيع والأغذية والأعمال الزراعية والصيدلة والدواء والصحة، إضافة إلى الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاستثمار المتبادل. وقد شكلت الاتفاقات الموقعة خلال زيارة سمو ولي العهد إضافة قوية للعلاقات الثنائية تؤدي إلى مزيد من التعاون والازدهار. كما أن إيطاليا لديها اقتصاد منفتح للغاية ومكان ترحيب للمستثمرين، وتحتل إيطاليا المرتبة الثامنة عالمياً في "مؤشر FDI CONFIDEX لعام 2019"، إنه اقتصاد عالٍ، كما أن موقع إيطاليا بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، إضافة إلى أنها مجهزة بنظام البنية التحتية "الشمال والجنوب والشرق والغرب"، والطرق السريعة والموانئ والمطارات، والمركز اللوجستي الاستراتيجي، لاعب تصنيع رئيسي، ومركز لقوى العمل الماهرة، والبحث والتطوير والابتكار، والقدرة التنافسية وحوافز الاستثمار المؤيدة.