المسؤولية العالمية
في هذا الوقت الذي لم يسبق له مثيل من ناحية القلق وعدم اليقين الذي يسود العالم، قد نلمس العزاء في الصمود القوي للبشرية، تلك البشرية المسؤولة، ونحن مع مرور كل يوم، نتذكر صغر حجم هذا الكوكب من خلال حالات (كوفيد 19) الجديدة التي يعلن عنها يومياً في كل ركن من أركان العالم.
لقد ولت الأيام التي كانت تروى فيها حكايات الرعب على الجانب الآخر البعيد من العالم، فاليوم عندما يلامس حجر سطح الماء في بحرنا المشترك، تجتاح الأمواج التي تلي سقوطه جميع السواحل.
ونحن نقف محدقين في هذا الوباء العالمي، يدرك القادة المسؤولون ذلك ولا يتغاضون عن الأمر، بل ويتدبرون بإدراكهم هذا العديد من الحيل والابتكارات لتهدئة تلك المياه الهائجة، محيلين "الأمل" من مجرد مفهوم إلى شيئ ملموس.
يمكن رؤية هذا الابتكار يتجلى لدى كل الشعوب في جميع أنحاء العالم بطرق مختلفة من خلال معالجتهم للعديد من العوامل، ليس معالجتهم للتهديد المادي المباشر لهذا المفترس الذي لا وجه له فحسب ولكن معالجة كل التداعيات الأخرى التي ستترتب عنه لاحقاً مثل تهاوي الاقتصادات، وتعطل تعليم الأطفال ونموهم واضطرار العائلات إلى مجابهة ما لا يمكن تصوره من العسر.
كان يبدو التهديد الذي يشكله (كوفيد 19) شاملاً ومستحيل التغلب عليه، لولا إبداع قادة اليوم سواء على مستوى الحكومات أو أصحاب الأعمال أو على مستوى المجتمعات المحلية وإدراكاً لمحدودية الخيارات المتاحة منذ البداية، بحث هؤلاء المفكرون الأذكياء التقدميون عن حلول جديدة وغير تقليدية لتلبية الاحتياجات المتزايدة على المستويين العام والمحلي.
القيادة الحكومية المسؤولة
تواصلت الحكومة النرويجية مع مجتمع التكنولوجيا والشركات الناشئة، حيث استضافت "مارثون دام 48 ساعة عبر الإنترنت" أتاحت خلاله الفرصة لجميع المشاركين التنافس في تقديم الحلول الأكثر إبداعاً وابتكاراً لصالح مختلف الفئات المتأثرة من الوباء.
ومن خلال تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لمعالجة شواغل العائلات والحالة العقلية للأطفال، عقدت رئيسة وزراء نيوزيلندا حلقات منتظمة من الدردشة الحية على الفيسبوك مع كل الآباء والأطفال في بلدها.
وفي بلدي البحرين قام فريق العمل بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بتطوير تطبيق يسمى "مجتمع واعي" ينبه الأفراد حال وجودهم بالقرب من حالة مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا (كوفيد19).
قيادة الشركات المسؤولة
كما تدخلت الصناعة للقيام بدورها. فكما هو الحال في وقت الحرب، تقوم الشركات بتغيير قدراتها ونواتجها الأساسية لتلبية الاحتياجات، في حين يصب البعض الآخر تركيزاً أكبر غير متناسب في المجالات الموجودة مسبقاً والتي ستعالج التهديدات الحالية.
طورت شركة KroniKare السنغافورية الناشئة جهازاً لفحص درجة الحرارة مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي في غضون أسبوعين، وهرعت به إلى وكالة أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة لاستخدامه. إن جهاز KroniKare، المصنوع من هاتف ذكي مزود بكاميرات ليزر حرارية وثلاثية الأبعاد، قادر على فحص درجة حرارة الأشخاص أثناء المشي والكشف والتنبيه عند إصابة أحدهم بالحمى.
وعموماً، فإن الشركات الأمريكية ليست غريبة عن دعم البشرية في أوقات الحرب والصراعات العالمية. وبهذه المعايير، تعاونت شركةAmazon Web Services الجديدة مع وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين لتطوير البنية الأساسية للمحتوى والتوزيع اللازمة لتوفير التعليم الافتراضي.
وفي البحرين، فإن مهندسو المضمار في حلبة البحرين الدولية، التي تستضيف سباق الجائزة الكبرى فورمولا1 السنوي، يقومون بتركيز مهاراتهم الآن على تصميم وإنتاج المئات من أجهزة التنفس الصناعي لتزويد وزارة الصحة بها بأسرع وقت، بالإضافة إلى تزويد المصنعين في العالم بالمخططات.
قبول المسؤولية مباشرةً
عندما قدم (كوفيد-19) للعالم خياراً وحشياً بين الازدهار الاقتصادي أو الصحة العامة، وقف قادتنا المسؤولون في تحد وأعلنوا اختيار كلاهما!
مدفوعين بالضغوط التي أحدثها (كوفيد-19)، فقد أدرك قادتنا الأكثر مسؤولية قيمة دعم الابتكار الديناميكي، إما من خلال أفعالهم المباشرة أو تمكين المبتكرين الماهرين الآخرين.
وسواء من خلال الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والإنسانية التقليدية للحفاظ على الاستقرار النفسي للعائلات، أو الحد من الطوابير الطويلة وأوقات الانتظار من خلال الليزر والبصريات، أو زيادة توفير أجهزة التنفس الصناعي المنقذة للحياة عن طريق زيادة الكفاءات الأساسية، فإن الحلول التي أتاحها هؤلاء القادة قد أدارت سلسلة من المصاعب والتهديدات التي شكلها هذا الوباء.
في النهاية، فإننا جميعاً بحاجة إلى الاعتراف ليس فقط بالابتكارات الناشئة عن هذا الصراع، ولكن بمسؤوليتنا المشتركة للدفع بهذه الحلول إلى الأمام من أجل مصلحة البشرية جمعاء. لأننا بذلك لن نتعامل مع تهديدات اليوم فقط، بل سنقوم برسم المستقبل.
في هذا الوقت الذي لم يسبق له مثيل من ناحية القلق وعدم اليقين الذي يسود العالم، قد نلمس العزاء في الصمود القوي للبشرية، تلك البشرية المسؤولة، ونحن مع مرور كل يوم، نتذكر صغر حجم هذا الكوكب من خلال حالات (كوفيد 19) الجديدة التي يعلن عنها يومياً في كل ركن من أركان العالم.
لقد ولت الأيام التي كانت تروى فيها حكايات الرعب على الجانب الآخر البعيد من العالم، فاليوم عندما يلامس حجر سطح الماء في بحرنا المشترك، تجتاح الأمواج التي تلي سقوطه جميع السواحل.
ونحن نقف محدقين في هذا الوباء العالمي، يدرك القادة المسؤولون ذلك ولا يتغاضون عن الأمر، بل ويتدبرون بإدراكهم هذا العديد من الحيل والابتكارات لتهدئة تلك المياه الهائجة، محيلين "الأمل" من مجرد مفهوم إلى شيئ ملموس.
يمكن رؤية هذا الابتكار يتجلى لدى كل الشعوب في جميع أنحاء العالم بطرق مختلفة من خلال معالجتهم للعديد من العوامل، ليس معالجتهم للتهديد المادي المباشر لهذا المفترس الذي لا وجه له فحسب ولكن معالجة كل التداعيات الأخرى التي ستترتب عنه لاحقاً مثل تهاوي الاقتصادات، وتعطل تعليم الأطفال ونموهم واضطرار العائلات إلى مجابهة ما لا يمكن تصوره من العسر.
كان يبدو التهديد الذي يشكله (كوفيد 19) شاملاً ومستحيل التغلب عليه، لولا إبداع قادة اليوم سواء على مستوى الحكومات أو أصحاب الأعمال أو على مستوى المجتمعات المحلية وإدراكاً لمحدودية الخيارات المتاحة منذ البداية، بحث هؤلاء المفكرون الأذكياء التقدميون عن حلول جديدة وغير تقليدية لتلبية الاحتياجات المتزايدة على المستويين العام والمحلي.
القيادة الحكومية المسؤولة
تواصلت الحكومة النرويجية مع مجتمع التكنولوجيا والشركات الناشئة، حيث استضافت "مارثون دام 48 ساعة عبر الإنترنت" أتاحت خلاله الفرصة لجميع المشاركين التنافس في تقديم الحلول الأكثر إبداعاً وابتكاراً لصالح مختلف الفئات المتأثرة من الوباء.
ومن خلال تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لمعالجة شواغل العائلات والحالة العقلية للأطفال، عقدت رئيسة وزراء نيوزيلندا حلقات منتظمة من الدردشة الحية على الفيسبوك مع كل الآباء والأطفال في بلدها.
وفي بلدي البحرين قام فريق العمل بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بتطوير تطبيق يسمى "مجتمع واعي" ينبه الأفراد حال وجودهم بالقرب من حالة مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا (كوفيد19).
قيادة الشركات المسؤولة
كما تدخلت الصناعة للقيام بدورها. فكما هو الحال في وقت الحرب، تقوم الشركات بتغيير قدراتها ونواتجها الأساسية لتلبية الاحتياجات، في حين يصب البعض الآخر تركيزاً أكبر غير متناسب في المجالات الموجودة مسبقاً والتي ستعالج التهديدات الحالية.
طورت شركة KroniKare السنغافورية الناشئة جهازاً لفحص درجة الحرارة مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي في غضون أسبوعين، وهرعت به إلى وكالة أنظمة المعلومات الصحية المتكاملة لاستخدامه. إن جهاز KroniKare، المصنوع من هاتف ذكي مزود بكاميرات ليزر حرارية وثلاثية الأبعاد، قادر على فحص درجة حرارة الأشخاص أثناء المشي والكشف والتنبيه عند إصابة أحدهم بالحمى.
وعموماً، فإن الشركات الأمريكية ليست غريبة عن دعم البشرية في أوقات الحرب والصراعات العالمية. وبهذه المعايير، تعاونت شركةAmazon Web Services الجديدة مع وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين لتطوير البنية الأساسية للمحتوى والتوزيع اللازمة لتوفير التعليم الافتراضي.
وفي البحرين، فإن مهندسو المضمار في حلبة البحرين الدولية، التي تستضيف سباق الجائزة الكبرى فورمولا1 السنوي، يقومون بتركيز مهاراتهم الآن على تصميم وإنتاج المئات من أجهزة التنفس الصناعي لتزويد وزارة الصحة بها بأسرع وقت، بالإضافة إلى تزويد المصنعين في العالم بالمخططات.
قبول المسؤولية مباشرةً
عندما قدم (كوفيد-19) للعالم خياراً وحشياً بين الازدهار الاقتصادي أو الصحة العامة، وقف قادتنا المسؤولون في تحد وأعلنوا اختيار كلاهما!
مدفوعين بالضغوط التي أحدثها (كوفيد-19)، فقد أدرك قادتنا الأكثر مسؤولية قيمة دعم الابتكار الديناميكي، إما من خلال أفعالهم المباشرة أو تمكين المبتكرين الماهرين الآخرين.
وسواء من خلال الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والإنسانية التقليدية للحفاظ على الاستقرار النفسي للعائلات، أو الحد من الطوابير الطويلة وأوقات الانتظار من خلال الليزر والبصريات، أو زيادة توفير أجهزة التنفس الصناعي المنقذة للحياة عن طريق زيادة الكفاءات الأساسية، فإن الحلول التي أتاحها هؤلاء القادة قد أدارت سلسلة من المصاعب والتهديدات التي شكلها هذا الوباء.
في النهاية، فإننا جميعاً بحاجة إلى الاعتراف ليس فقط بالابتكارات الناشئة عن هذا الصراع، ولكن بمسؤوليتنا المشتركة للدفع بهذه الحلول إلى الأمام من أجل مصلحة البشرية جمعاء. لأننا بذلك لن نتعامل مع تهديدات اليوم فقط، بل سنقوم برسم المستقبل.