أيمن شكل

أكد خبراء قانون وسياسة أن موقف كل أهل البحرين مع قيادتها في ضرورة وضع حد للاستفزاز القطري، مشددين على أن انتهاك الحقوق وعدم احترام سيادة الدول ليس تصالحاً، إذ التصالح مرتبط باحترام سيادة الدول ونظامها السياسي.

وقالوا إن ليس لديهم شك في موقف مجلس التعاون الخليجي القوي والراسخ دوماً في دعم حق البحرين في حماية سيادتها وحدودها الشرعية والتاريخية، لكن مواقف الدوحة تكشف بشكل كبير مدى توهينها لمنظومة مجلس التعاون، بالبحث في كل مرة عن فتنة للتوسع والتمدد بعكس منطق التاريخ وقواعد الجغرافيا، وطالبوا قطر بالاستفادة من دروس الماضي وعدم المكابرة ومواصلة المضي في الأخطاء.

وأوضحت رئيس لجنة الخدمات بمجلس الشورى د. جهاد الفاضل، أن البحرين من أكثر دول مجلس التعاون الخليجي دعوة وإلحاحاً لتماسك منظومة البيت الخليجي، ومعها في ذلك أغلب دول الخليج، لكن قطر عادة ما تسبح عكس التيار، وتفتش في كل مرة عن فتنة للتوسع والتمدد بعكس منطق التاريخ وقواعد الجغرافيا.

وأكدت الفاضل أن أهل البحرين لم ينسوا الاعتداء القطري الغاشم ضد الأراضي البحرينية في عام 1986، وما جرى لفشت الديبل، ولم ينس َالمواطنون حيثيات الموقف القطري من جزيرة جرادة البحرينية، ودفع الدوحة لطمس هذه الجزيرة البحرينية حتى انتزعت البحرين حقها التاريخي والجغرافي وأثبتت محكمة العدل الدولية في لاهاي أن جرادة جزيرة بحرينية 100%.

وقالت إن محكمة العدل الدولية في لاهاي نطقت بالحق والتاريخ وأنصفت البحرين وقضيتها العادلة وحصنت سيادة البلاد وحمت الجزر البحرينية من الاعتداءات المأثومة، وأثبتت جلسات المحكمة أن قطر ليس لديها دليل إلا الوثائق المزورة فلهذا خرجت من قاعة المحكمة منكسرة وتبحث في كل مرة للثأر ولكن الرد البحريني الحكيم عليها في كل مرة يحرجها ويزعجها.

وأشارت عضو الشورى إلى أن المسلسل القطري بالتعدي على الأراضي البحرينية لا يقتصر على المحاولات الفاشلة بوضع اليد والإنزال العسكري ببعض الجزر، ولكن تطور بمحاولة التمدد بالتدخل في السيادة والقرار من خلال ما كشفته التحقيقات عن التخابر والتعاون والتواطؤ ضد الدولة والشعب فضلاً عن توجيه أصابع الاتهام لها بدعم التخريب والإرهاب والتنسيق مع التنظيمات والشخصيات المدعومة إيرانياً لتنفيذ أجنداتهم السيئة بالبحرين.

وقالت الفاضل: لا خلاف بين أركان البيت الخليجي على عودة الدوحة لهذا البيت، ولكن يتعين عليها قبل ذلك أن تستفيد من دروس الماضي ولا تكابر أو تواصل المضي في الأخطاء، وما جرى بحادثة الاعتداء على الزورقين البحرينيين مؤخراً مثال على استمرار الاستفزاز القطري والتعدي على السيادة البحرينية بطرق مختلفة، فالجميع يتذكر ما جرى بالقمة التي تلت غزو الكويت، والتي تثبت بشكل واضح سياسة المساومة لدى قطر، وأن مصالحها مقدمة قبل كل شيء، ففيما كانت جميع الدول منشغلة بردع الغزو العراقي انشغلت الدوحة بكيفية تحقيق أكثر عدد من المكاسب بأوراق الابتزاز. وهذا الموقف يكشف بشكل كبير مدى توهين قطر لمنظومة مجلس التعاون.

وأكدت أن موقف كل أهل البحرين مع القيادة في ضرورة وضع حد للاستفزاز القطري، ولا يمكن القبول بأي مساومة على أي شبر من تراب أرض البحرين، والبحرينيون أهل تضحية وفداء في سبيل عزة وطنهم وكرامته، وقالت إن

التاريخ يؤكد أن البحرين ميناء حضارة وسلام منذ قديم الزمن، ولم يسجل في صفحات المنامة أنها بدأت حرباً أو اعتدت على جارتها أو تدخلت في شؤونها، ولكن كل صفحات التاريخ تشهد بأن يد قطر متورطة في كل تدخل بالبحرين سواء بالاعتداءات على الأراضي البحرينية أو التدخلات التحريضية أو غيرها.

وأضافت: كما لا يمكن تجاهل تعدي قطر على الثروة السيادية البحرينية المتمثلة في النفط، وما كشفه مسؤول عسكري بالمخابرات القطرية قبل فترة بأن قطر كانت تحفر بعقد التسعينات آباراً بترولية بطريقة مائلة مما يتيح الاستيلاء على البترول أسفل منطقة حوار.

من جانبه أكد أستاذ القانون العام المشارك بجامعة البحرين د. بدر محمد، أن البحرين تعتبر السلام الإقليمي والعالمي هو هدف أساس واستراتيجي ينبغي النهوض به لذلك فهي تتمسك بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ومواثيق القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وعدم استخدام القوة والتهديد بها والعمل على ضرورة تسوية كافة المنازعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية وبالتالي تحظر استخدام القوة تجاه سلامة والاستقلال السياسي لأية دولة.

واستدرك قائلاً: لكن لا يفهم من ذلك أن البحرين تجاه ما تؤمن به من مبادئ راسخة في عقيدتها أن تسلم بأي مساس بحقوقها المشروعة في المحافظة على سلامة أراضيها، فالتصالح القائم على انتهاك الحقوق وعدم احترام سيادة الدول الوطنية والتهديد من حين إلى آخر ليس تصالحاً، إذ التصالح الذي تؤمن به البحرين هو التصالح المرتبط باحترام سيادتها ونظامها السياسي وعدم زعزعته وهو التصالح الذي ملتزمة به تجاه نفسها وتجاها غيرها من الدول .

وأكد د. بدر أن الاستقلال السياسي لمملكة البحرين لم يأتِ بين ليلة وضحاها حتى يمكن التفريط فيه، بل جاء نتيجة لنضال قيادتها الحكيمة وكفاءة أبناء شعبها الوفي الذي سطر عبر التاريخ ملاحم حافظت فيه على كيانها وأراضيها ومياهها الإقليمة، وهو أمر مستمر لا مساومات فيه، وأوضح أن ميثاق العمل الوطني البحريني لا يقبل ولا يعطي لأي أحد الحق في التفريط ولا في المساومة على ترابها وبحرها وسمائها بأي صورة وتحت أي ظرف كان، وهذا ما أكده دستورها في المادة الأولى منه من أن مملكة البحرين مستقلة ذات سيادة تامة ولا يجوز التنازل عن سيادتها أو التخلي عن شيء من إقليمها، أيماناً من الدستور بأن لا مساومات على السيادة الوطنية فهو أمر ليس محل جدال.

وأشار عضو مجلس الشورى بسام البنمحمد إلى أن البحرين دائماً ما تؤكد حرصها على استقرار مجلس التعاون وحماية مصالحه وأيضاً تثمن عالياً مواقف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الداعمة للبحرين وحقوقها التاريخية والشرعية، وقال: لذلك لا شك عندنا من أن هذه المواقف الداعمة لحقوق البحرين ستكون كما نتوقعها قوية وراسخة في دعم حق البحرين في حماية سيادته وحدوده الشرعية والتاريخية.

وأوضح البنمحمد أن الجميع يعلم حجم تضحيات مملكة البحرين من أجل وحدة ومصلحة مجلس التعاون الخليجي وقال: إننا على يقين ان مسيرة المجلس مستمرة بمثل هذه التضحيات والمواقف الأصيلة والمؤمنة بأهمية ودور المجلس، واستدرك: إنما لا يمكن أن تقبل مملكة البحرين أن يتم التعدي على أراضيها أو مياهها الإقليمية ولا على حقوقها الشرعية والتاريخية وهذا مبدأ راسخ عند الشعب البحريني وموثق في ميثاق العمل الوطني والدستور البحريني.

وشدد عضو مجلس الشورى على عدم قبول البحرين وشعبها استمرار الاعتداءات القطرية على حقوق وسيادة ومصالح مملكة البحرين بأي شكل من الاشكال، وقال: نطالب جميع الأخوة الأشقاء أن يكون لهم موقف واضح كما كان ولا زال، كما للبحرين مواقف واضحة لا تحتمل اللبس لدعمهم والوقوف معهم وكما لهم أيضاً من مواقف مشرفة لا ننساها من دعمهم للبحرين في مختلف المراحل.

وأكد البنمحمد أن اليوم لا مجال للحياد ولا التهاون، ولا يمكن مساواة الطرف الذي يعتدي على حقوق الغير مع الطرف المعتدى على حقوقه.

من جانب آخر أكد المحامي والشوري السابق فريد غازي أن أي مواطن بحريني يرفض التنازل عن أي شبر من أراضي البحرين، وقال: لن نرضى بأي حال من الأحوال التنازل عن جزء من أرضنا الحبيبة الغالية، مشيراً إلى أنه التزام قانوني ودستوري وأخلاقي وتجاه الأجيال الماضية والحالية والقادمة.

وشدد غازي على أي محاولات من جانب دولة قطر للنيل من أراضي البحرين لن يكون مقبولاً لا على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، ووصف أي محاولات تقوم بها الدوحة بالخبث تجاه البحرين.