أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى, باستحداث وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي؛ ويمنح هذا الوسام للأطباء والممرضين والطواقم الطبية وكذلك الذين استشهدوا أثناء تأدية واجباتهم الطبية، بالإضافة للأشخاص الذين كانت لهم إسهامات وخدمات جلية في الدعم المادي والمعنوي للكوادر الطبية.

وتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بتوجيه كلمة سامية بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم.

وفيما يلي نص كلمة جلالته..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

في هذه الذكرى الوطنية الباعثة على الفخر يطيب لنا أن نتحدث إليكم، وكما نحرص عليه في مثل هذه المناسبات العزيزة على النفس، لنجدد معكم عزمنا المشترك على إثراء درب التحديث والتطوّر بالبناء على إنجازات مؤسسي دولتنا العريقة التي قامت على ثوابت عقيدتنا، وقيّمنا، وتقاليدنا بنهجها المعتدل والمتسامح والمتحضر، وسنستمر، بإذن الله تعالى، بالبقاء أمناء على سيرتهم الجليلة ومسيرتهم المباركة، التي انطلقت قبل أكثر من مئتين (200) عام، ونحن نبني وطن المستقبل لأجيال البحرين الصاعدة.

وتحل علينا مناسبة العيد الوطني المجيد هذا العام، والتي يعود فضل تأسيسها ورعايتها منذ فجر نهضة الدولة البحرينية المعاصرة، لوالدنا ووالد الجميع صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، ونحن نحتسب أجر مُصابنا الجلل بوفاة فقيد البحرين، العم العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، الذي كان نعم العون والسند لنا ولوالدنا من قبلنا ولأهل البحرين الكرام. وستبقى رحلة عطاءه الحافلة بالإنجاز الممتد.. الذكرى المشرقة.. والتذكار المشرّف.. بدروسها المتجددة لمعاني البذل المخلص والعمل الجاد التي تجسدها فصول بناء هذا الوطن، والذي يزهو بإنجازاته ويرتقي في مقامه.. بعز ووفاء مواطنيه.

وتواصل مملكة البحرين من منطلق هذا الإرث المتأصل والإرادة الوطنية الحرة، على العمل بصبر وثبات لتجديد النهضة التاريخية والبناء على ريادتها، مستعينين في ذلك بالمولى عز وجل، وعطاء أبنائنا وبناتنا الكرام بمعية الابن العزيز وقرة العين، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد الأمين ورئيس مجلس الوزراء، الذي يتقدم الصفوف في حمل لواء المسؤولية والأمانة الوطنية، مقدرين ومعتزين برؤيته الموفقة وقيادته الملهمة وجهوده المتميزة.. وداعين الله أن يوفقه في أداء ما كلفناه به من مهام، فهو كما العهد به، محل الثقة لتحقيق ما نصبو إليه لخير الوطن ونماءه.

وتقديراً منا لهذهِ الجهود الطيبة والمشكورة فقد أمرنا باستحداث وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي؛ ويمنح هذا الوسام للأطباء والممرضين والطواقم الطبية وكذلك الذين استشهدوا أثناء تأدية واجباتهم الطبية، بالإضافة للأشخاص الذين كانت لهم إسهامات وخدمات جلية في الدعم المادي والمعنوي للكوادر الطبية.

وفي إطار هذه الجهود المباركة، نجدد الشكر والتقدير للجهود المتواصلة لكافة الفرق العاملة على الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة، وهم من نشهد لهم بالمثابرة والشجاعة والصبر على الصعاب من أجل الغد الأجمل الذي سيحمل، بإذن الله، بشائر الشفاء والتعافي.

ونود بهذا الصدد أن نعلن بأن البحرين ستبدأ قريباً بتنفيذ حملتها الوطنية لتوفير التطعيم الآمن والمرخص للوقاية من الفايروس المستجد، ولقد وجهنا بأن يتاح بالمجان لكل مواطن ومقيم، على أن يكون اختيارياً لمن يرغب أن يستفيد من هذا التحصين، وكلنا أمل بأننا مقبلون قريباً على عودة الحياة إلى طبيعتها بل وأفضل من سابق عهدها، بإذن الله تعالى.

ولا يسعنا في هذا المقام الوطني الرفيع بمناسباته التي تتجدد معانيها في كل عام، إلا أن نقف احتراماً أمام تضحيات شهدائنا الأبرار منذ فجر التأسيس وحتى يومنا الحاضر، والذين ستبقى ذكراهم العطرة، وبطولاتهم الخالدة سجلاً ناصعاً بالعبر وقصص الفخر والشجاعة بدفاعهم عن مصالح بلادنا.. لتبقى شامخة عزيزة، ولتواصل في حمل رسالتها في الدفاع عن قيّم الإنسانية، ولتكون، كما يعرفها العالم أجمع، واحة أمن وسلام واستقرار لأهلها وجميع قاطنيها. داعين الله عز وجل أن يرحم شهداء البحرين ويسكنهم فسيح جنانه، وأن يوفق قواتنا الدفاعية والأمنية لأداء واجباتهم الوطنية، الذين نتوجه لهم بالشكر والتقدير على إخلاصهم وتضحياتهم لحفظ أمن وسيادة واستقرار مملكتنا الغالية.

وختاماً، ونحن نتطلع نحو المستقبل الزاهر، نتوجه للقائمين على المؤسسات الدستورية القائمة والهيئات العامة، وبالأخص الشبابية منها، ولجميع المواطنين بكثير من التقدير على مؤازرتهم المخلصة في كافة الظروف والأوقات، والتي نعتبرها من أقوى الحوافز وأكبر الهبات لبلوغ آمالنا وتطلعاتنا لاستقرار ورخاء بحريننا الغالية، وكلنا فخر واعتزاز بهذا الخُلُقْ الكريم والعطاء النبيل والالتفاف المقدرّ لمواطنينا الكرام.

عشتم سنداً وذخراً،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،