عقدت جامعة الخليج العربي مطلع الأسبوع الجاري فعاليات يوم المهنة الطبية الذي يقام للسنة السادسة على التوالي ويحمل هذا العام عنوان (التحديات والفرص في حقبة ما بعد جائحة كوفيد19) ويقام عن بعد للمرة الأولى منذ انطلاقه. أشرف على تنظيم هذه الفعالية برنامج تطوير المهارات القيادية والاحترافية، بهدف توعية طلبة الطب بالفرص التدريبية في مختلف أقطار العالم في مرحلة ما بعد التخرج واعطائهم نبذة حول سبل الالتحاق ببرنامج الإقامة الطبية واختيار التخصص المناسب من خلال قرار واع، وذلك بالاستعانة بخبرات بعض من أقرانهم ممن سبقوهم إلى هذه المرحلة، إلى جانب نقل تجارب أطباء اختصاصيين واستشاريين من مختلف التخصصات الطبية.

وفي كلمة له في مستهل يوم المهنة الطبية قال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي إن جائحة كوفيد19علمتنا عدة دروس من أبرزها أهمية تطوير التعليم بصفة عامة، واتباع اساليب عمل مختلفة ومبتكرة قادرة على التعامل مع مختلف التحديات. كما علمتنا الجائحة الاستعداد لتحديات مقبلة لا تقتصر على عصر ما بعد الجائحة بل التحدي الأكبر هو الانتقال من المرحلة التعليمية الى المرحلة العملية ومواجهة مختلف تحدياتها، "من خلال التمكن من قدراتكم والصدق والأمانة والاتقان في عملكم للتصدي لأي جائحة او معضلة طبية قد تواجهكم في المستقبل".

بدورها أكدت رئيسة برنامج تطوير المهارات القيادية والاحترافية الدكتورة هيفاء القحطاني ان هذه الفعالية تأتي كجزء من برنامج متكامل يهدف إلى تطوير المهارات القيادية والاحترافية لطلبة الطب ابتداءً من السنة الأولى وحتى السنة السادسة. حيث يسعى لتنمية مهارات التواصل والعمل ضمن فريق والتعامل مع الضغوطات بالإضافة إلى التعليم المهني المتداخل مع التخصصات الطبية ذات الصلة وتوسيع شبكة مصادر للطلاب مع الأكاديميين والمتخصصين، بهدف تعزيز وعي طلبتنا ليتميزوا بين أقرانهم في المنطقة. هذا وحيت الدكتورة القحطاني الجهود الجبارة التي أدت لإنجاح هذه الفعالية رغم تحديات جائحة كورونا.

وقالت إن عنوان يوم المهنة الطبية (التحديات والفرص ما بعد جائحة كورونا) يحمل في طياته التحديات الماثلة في تطور التعليم عن بعد، النضال العلمي من أجل ابتكار لقاحات آمنة وفعالة، تحدي الحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية، والفرص لتحديد أولوياتنا في الحياة وعلى رأسها صحتنا وصحة عوائلنا. وبقائنا على تواصل وإيماننا بالقدر وإيماننا بقدرة العلم على صنع مستقبل أفضل. والمثابرة لتحقيق ذلك ولفتت الدكتورة القحطاني إن اختيار التخصص ما بعد دراسة الطب العام يعد مفترق طرق لا يقل تأثيراً عن التحدي الذي تكون لدى الطلاب في السنة الأولى " عليكم تحديد البوصلة لمواجهة هذا المفترق بنضج، نقبل التحدي ونجازف بوعي للانتقال إلى حقبة جديدة في حياتنا. وهذا لا يتحقق سوى عبر مواجهة التحديات وعدم الخوف أمام احتمالية الخطأ لأن الخطأ هو ما يصنع نضجنا". واختتمت الدكتورة هيفاء القحطاني مخاطبة الطلبة " حافظوا على شغفكم واخلاصكم وحبكم للنجاح"

إلى ذلك شهد يوم المهنة، مشاركة عميدة كلية الطب في جامعة ماليزيا الأستاذة الدكتورة ابريل روسلاني التي تحدثت عن أفق التعاون الأكاديمي بين جامعة ماليزيا وجامعة الخليج العربي.

تلا ذلك عرض تجارب لخريجي جامعة الخليج العربي مع برامج التدريب والإقامة الطبية، إذ تحدث الدكتور عبدالرحمن دعيج المتدرب في مستشفى الملك حمد عن كيفية تحديد الاختصاص في مجال الطب. تلاه الدكتور محمد العوضي طبيب الصحة العامة الذي تحدث عن الخيارات البديلة في المجال الطبي. وتحدثت الدكتورة فاطمة الفايز عن تجربتها مع الالتحاق ببرنامج التدريب في مجمع السلمانية الطبي.

وفي الجلسة الثانية ليوم المهن تحدث الدكتور سليمان الحويس وهو حاصل على البورد الكويتي في الجراحة عن سبل التدريب والتخصص في الكويت. ونقل الدكتور عايض الهاجري وهو متدرب في جامعة تورنتو تجربته مع مسيرة التدريب والحصول على البورد الكندي. وتحدث الدكتور أحمد المحرزي وهو طبيب مقيم في ألمانيا، عن طريقة الالتحاق ببرنامج البورد الكندي. بدورها تطرقت الدكتورة زينب الموصلي الطبيبة المقيمة في قسم الأمراض الجلدية بمجمع السلمانية الطبي إلى تجربتها في الالتحاق ببرنامج البورد العربي. وتناول الدكتور عبدالله إسماعيل المحاضر في قسم الجراحة بجامعة الخليج العربي موضوع طريقة الالتحاق بالبورد السعودي. وتحدثت الدكتورة فايزة حيدر استشارية جراحة الأطفال على نحو مسهب حول التخصص في الجراحة بمختلف تفرعاتها. بينما تطرقت استشارية النساء والولادة الدكتورة نوف بهزاد إلى فروع هذا التخصص ومجالاته. وكان رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الملك حمد الدكتور محمد وائل حاضراً في هذا التجمع حيث تحدث باستفاضة عن تخصص الطب الباطني.

وشهدت الجلسة الثالثة والأخيرة مشاركة الدكتورة مايسة الملا المتدربة في تخصص أمراض القلب في إيرلندا الشمالية، حيث تناولت سبل الالتحاق بالبورد البريطاني. وقدمت الدكتورة حمدة النشمي استشارية الطب النفسي لمحة واسعة حول هذا التخصص والمسارات الأبرز للالتحاق به. أما الدكتور سيد محمد الموسوي الطبيب المقيم في قسم الأذن والأنف والحنجرة بمجمع السلمانية الطبي فقد تناول هذا التخصص المتفرع بشكل شامل، ملمحاً إلى مسار كل تخصص من تخصصاته الفرعية. وقدمت الدكتورة مريم فريدة الطبيبة المقيمة في قسم طب الأطفال بمجمع السلمانية الطبي، لمحة عامة عن تخصص طب الأطفال وطريقة الالتحاق ببرنامج التدريبي والحصول على الاختصاص.

كما شارك في يوم المهن الدكتور أحمد عسال الطبيب المقيم في قسم العيون بمجمع السلمانية الطبي الذي أعطى لمحة عامة عن هذا التخصص. وأسهمت الدكتورة مريم باقي استشارية الجلدية في مجمع السلمانية الطبي شرحاً معمقاً عن هذا التخصص وأبواب المسار التدريبي والمهني الخاصة به.

أما الدكتورة ريم الانصاري المدربة الطبية في مركز المحاكاة والمهارات الطبية بجامعة الخليج العربي، المبتعثة لجامعة هارفارد لدراسة ماجستير التعليم الطبي فقد تحدثت عن التخصص في المسار الأكاديمي في التعليم الطبي. وهو ذات الموضوع الذي تطرقت إليه المحاضرة في قسم الأمراض بكلية الطب والعلوم الطبية الدكتورة أمينة عبدالرحمن اسماعيل. وفي العرض الأخير تناول الدكتور محمد طه المتدرب في مستشفى الملك حمد طرق الالتحاق ببرنامج البورد الأمريكي.

يشار إلى أن اللجنة المنظمة ليوم المهنة الطبية للعام 2021 تكونت من الدكتور هيفاء القحطاني الأستاذ المساعد في كلية الطب، ورئيسة برنامج المهارات القيادية والاحترافية. والدكتور سلمان الزياني، الأستاذ المساعد في كلية الطب. والسيد أنتوني مارتينيز منسق برنامج القيادية والاحترافية.

فيما رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور حسين الموسوي، يعاونه الدكتور عبدالله الحمر، الدكتورة هاجر الغيث، الدكتورة عائشة المقهوي، الدكتور فيصل العلي، الدكتور جابر الكندري، الدكتور نواف المطيري.