يكتسب اليوم الرياضي الوطني في نسخته الخامسة أهمية خاصة نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها دول العالم بسبب تداعيات انتشار جائحة كورونا، الأمر الذي يفرض رؤى مغايرة ومبتكرة للاحتفال به، وبما يحافظ على مكانته وزخمه.

ويأتي الاحتفال الذي تم تدشينه عام 2017 تنفيذا لقرار أصحاب السمو والمعالي رؤساء اللجان الأولمبية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم المنعقد بالعاصمة السعودية الرياض باعتماد يوم رياضي في الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك لتعزيز مفهوم الرياضة للجميع، وتوظيف قيمها لإرساء ثقافة التعايش والمحبة والوئام.

وتبدو أهمية احتفال هذا العام بالنظر إلى تزايد اهتمام مختلف شرائح المجتمع البحريني بدور الرياضة البدنية في ظل الظروف الصحية الراهنة، وتوسُع قاعدة الممارسين للأنشطة الرياضية بأنواعها ممن يمكن مشاهدة حضورهم المكثف هذه الأيام في الساحات وعبر الشوارع والطرقات، وبخاصة مع زيادة الوعي بضرورة ممارسة النشاط الحركي كمقوم رئيسي للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.

وتحظى ممارسة الأنشطة الرياضية في مملكة البحرين، رسميا وأهليا، برعاية كبيرة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي يحرص على توفير كل أوجه الدعم للرياضيين، ويوجه دائما بتطوير وتحديث القطاع الرياضي والشبابي لما له من دور في تنمية قدرات الإنسان البحريني وبناء الثروة البشرية.

وبدا هذا الدعم واضحا خلال النسخ الأربع السابقة، إذ يشار إلى نجاحات اليوم الرياضي في احتفالات الأعوام السابقة، في ظل المشاركات الواسعة من جانب مختلف الوزارات والهيئات الحكومية والشركات، فضلا عن أفراد الشعب والمقيمين ممن أظهروا شغفا وحضورا مميزا في شتى أنحاء المملكة في فعاليات ومناشط رياضية عبرت عن مدى التجاوب مع شعار الرياضة للجميع.

وزاد من زخم الاهتمام بهذه الفعالية قرار تخصيص نصف يوم عمل لموظفي الحكومة عام 2018 لإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في النشاطات التي تقام خلاله وعلى هامشه، وهو ما لقى صدى واسعا ما زال مستمرا إلى الآن، حيث أفسح هذا الدعم المجال لشريحة كبيرة من المجتمع للانخراط في الفعاليات الحركية المختلفة، والتي سجلتها ووثقتها وسائل الإعلام المختلفة.

ويتوقع أن يستأثر حدث هذا العام بمتابعة واهتمام كبيرين، فإضافة إلى أنه يقدم وجبة دسمة من التثقيف والترفيه الرياضي المفيد الذي يغطي احتياجات كثير من شرائح المجتمع، فإنه كذلك يؤكد مدى حرص الجهات المعنية على توفير الدعم لقطاع الرياضة والمهتمين، وعلى رأسهم الشباب في الفئة العمرية حتى 19 عاما، الذين يشكلون نحو ربع المجتمع، ويمثلون للدولة موردها الرئيسي وثروتها الحقيقية.

ويقود هذا الاهتمام بالعنصر الشبابي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب الذي أعطى قبل سنوات وما زال مساحة واسعة للنهوض بالشباب والحركة الرياضية، وساهم بمبادراته، ومنها المنافسات والفعاليات والأنشطة المختلفة كاليوم الرياضي، في تحقيق العديد من المنجزات، ما سمح باكتشاف المواهب البحرينية، وإبراز حضورها في المحافل الرياضية المختلفة.

وسوف يلبي الاحتفال باليوم الرياضي هذا العام جانبا مهما من جوانب اهتمامات الشباب في المملكة ممن يتطلعون إلى المنافسة والإثارة، ويحرصون على انتهاج ثقافة الفوز والحماسة والبطولة رغم التحديات التي تفرضها الجائحة.

وكانت قد صدرت عدة توجيهات في هذا الشأن لتأكيد الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فإضافة إلى أن الحدث سيجري لأول مرة افتراضيا، ولن يتضمن أي فعاليات ميدانية خارجية، فإن يُعول على ثقافة ووعي الشعب البحريني للخروج بالاحتفال بأبهى صورة ممكنة تعكس التزامه وتحضره مثلما عبر عن ذلك سمو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.

إن الاحتفال باليوم الرياضي هذا العام، وعلى الرغم من التحديات التي تفرضها الظروف الصحية، سيبقى دليلا على قدرته على الربط بين شرائح المجتمع بأفراده ومؤسساته، وسيظل محورا من محاور تحقيق ثقافة التواصل الإنساني والوئام بين كل من يعيش فوق هذه الأرض الطيبة ممن يؤمنون بأن مثل هذه الفعاليات وبما تضمه من برامج وأنشطة تمثل مرآة حقيقية لتطور المجتمع البحريني وحيوية أبنائه.