قال عميد كلية الآداب في جامعة البحرين الدكتور عبدالعزيز محمد بوليلة: "إنَّ جائحة كورونا ساعدت على اندماج الجميع في التعلم الإلكتروني، حتى أولئك المترددين"، مؤكداً أن الانطباعات العامة تشير إلى أن عملية التعليم تسير في تصاعد مستمر.

وأفاد بأن الكلية تتجه إلى الاستفادة من المراجع والكتب الإلكترونية التي تطرحها دور النشر العالمية، والتوسع في طرح المقررات باللغة الإنجليزية في مختلف البرامج.

وشدد د. عبدالعزيز محمد بوليلة على أن التعليم عن بُعد ساعد على تحقيق المفهوم العلمي للطالب الجامعي على أرض الواقع، وهو مفهوم يجعل من الطالب محوراً فعالاً في العملية التعليمية حيث يتعلم بطرق عدة من أهمها أساليب المطالعة، والتقصي، والاستدلال، والاستنتاج، وغير ذلك.

ورأى أن "التعلم الإلكتروني يعزز استراتيجيات التعلم مدى الحياة ويواكب الطرق الحديثة في التعلم بالاعتماد على المصادر والكتب الرقمية"، منوهاً إلى أن "الجامعة وفرت أدوات إلكترونية لمساعدة الطالب على التعلم، مثل منصة بلاك بورد، وباقة مايكروسوفت 365 المتضمنة عدة برامج إلكترونية تسهل عملية التعلم والتخزين والعرض".

وأوجز عميد كلية الآداب ثمرات التعلم الإلكتروني بالقول: "إن التعلم الإلكتروني أسهم في توفير الوقت، والورق، وخفض التكاليف المرتبطة بالكهرباء والماء، علاوة على أنه قلل من الزحام، والحوادث، وانبعاث عوادم السيارات، وغير ذلك".

وفيما يتصل ببرنامج مراقبة الامتحانات (lock down ) قال: "أعتقد أن البرنامج أثبت فاعليته حيث جعل الامتحانات في أجواء شبه اعتيادية، وساعد على تحقيق التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا، علاوة على منحه إمكانية إجراء الاختبار لعدد كبير من الطلبة في وقت واحد".

ونبه د. عبدالعزيز بوليلة إلى أن "ما تمنحه التقنية والأدوات الإلكترونية من إمكانات للطلبة والأساتذة تجعل عملية التدريس انسيابية، فعلى سبيل المثال يمكن للمدرس استخدام سبورة إلكترونية أو اعتيادية وتصويرها، وتصوير المحاضرات وتسجيلها، وتنقيحها في أي وقت بحسب الاحتياجات الطلابية".

وفي الوقت نفسه، أعلن العميد بأن كلية الآداب تتجه لمزيد من التواصل مع دور النشر العالمية للاستفادة من مناهجها ومراجعها الإلكترونية باللغة الإنجليزية، لافتاً إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع سعي الكلية إلى زيادة عدد المقررات التي تدرس باللغة الإنجليزية، مثل ما حدث في برنامج ماجستير الإعلام.

وقال: "تعارفنا على أن الأمية هي عدم القدرة على الكتابة والقراءة غير أن عدم معرفة اللغة الإنجليزية والقدرة على التعامل مع الوسائل التقنية تعد نوعاً من أنواع الأمية في هذا القرن، ولذلك نريد أن نزيد من المقررات التي تدرس باللغة الإنجليزية".

واستطرد قائلاً: "إن الدراسات الحديثة الرصينة تكتب بلغات مختلفة في مقدمها اللغة الإنجليزية، فعلى سبيل المثال تطرح جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب في هذا العام للبحوث المكتوبة باللغة الإنجليزية".

وعن معدلات البحث العلمي، ذكر عميد الآداب أن معدل إنتاج البحوث العلمية ارتفع مؤخراً بدليل الازدياد المضطرد في الترقيات العلمية في الكلية، مشيراً إلى أن أحد العوامل التي أسهمت في زيادة الإنتاج البحثي: التعلم الإلكتروني الذي منح الأساتذة مزيداً من الوقت للبحث، خصوصاً في ظل الإغلاق والتباعد الاجتماعي.

وفيما يتصل بأولويات كلية الآداب في المرحلة المقبلة، أفاد بأن الكلية تتجه لتطوير عمل المجلات العلمية المحكمة وتحويلها إلى الصيغة الإلكترونية، وفتح برامج جديدة باللغة الإنجليزية مثل: بكالوريوس الدبلوماسية، وماجستير علوم المرأة، والتوسع في اعتماد برامج الكلية الأكاديمية.

وأعلن بأن الكلية تسعى لإقامة مؤتمر علمي عن بُعد بعنوان: "خطاب المرض والعلاج من منظور الآداب والإنسانيات" قريباً، وإعادة تفعيل برامج اللجان الثقافية في الكلية، لتنظيم ندوات ولقاءات عبر تقنية الاتصال المرئي.

وفي ختام حديثه، دعا د. عبدالعزيز محمد بوليلة الطلبة والشركاء إلى التفكير بطريقة إيجابية بشأن التعلم الإلكتروني الذي يجعل الطالب الطرف الرئيس في عملية التعلم التفاعلي الذي يساعده على التوسع بنفسه إذا ما أراد ذلك، مؤكداً أنَّ طرائق التدريس لن تنحصر في الأساليب التقليدية بل ستتخذ أشكالاً مختلفة في ظل التطور التكنولوجي والمعرفي المتسارع.

ومما يجدر ذكره أن الكلية - التي يدرس فيها نحو 5500 طالب وطالبة - تطرح أربعة عشر برنامجاً في مرحلتي الدراسة الجامعية الأولى، والدراسات العليا بواقع ثمانية برامج في مرحلة البكالوريوس، وستة برامج في مرحلة الدراسات العليا.