أكد مسؤولون وأكاديميون وباحثون على أهمية مشاركة الجامعات ومختلف مؤسسات القطاع الأهلي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشددين على أهمية التعليم في معالجة العديد من القضايا والتحديات المستجدة، شريطة أن يكون تعليما جيدا ومواكبا للتطورات المتسارعة في سوق العمل.ودعا المشاركون في ملتقى تأثير جهود التعليم العالي على أهداف التنمية المستدامة الى الاستفادة من تجربة التعليم في ظل جائحة كوفيد 19 من أجل تعزيز خيارات التعلم الذاتي والتعلم عبر البحث والتحليل والاستثمار الأمثل في رأس المال الفكري.جاء ذلك في ملتقى تأثير جهود التعليم العالي على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي نظمته الجامعة الأهلية بمشاركة عدد من الجامعات والهيئات التعليمية والهيئات المختصة بالجودة وهيئات الاعتماد الدولي وممثلين عن الطلاب وأصحاب العمل.وافتتح الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله الحواج الملتقى وأشاد بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وآثارها الإيجابية على تنمية الاقتصادات سيما التجربة البحرينية، التي تتطلع فيها الحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله نحو بناء اقتصاد قوي وفقا لرؤية 2030 تكون مملكة البحرين وفق هذه الرؤية بإذن الله تعالى دولة الخدمات الممتازة في التعليم والصحة والسياحة ومختلف المجالات.وأكد البروفسور الحواج اهتمام الجامعة الأهلية بدمج 7 من أهداف التنمية المستدامة في مناهجها التعليمية وأنشطتها الجامعية ما أثمر ضم الجامعة ضمن شركاء منظمة الأمم المتحدة في تحقيق أهداف الأهلية، مؤكدا على أهمية الشراكة بين الجامعات والمؤسسات العلمية وجهود منظمة الأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.وشاركت في الملتقى مديرة إدارة عمليت الإطار الوطني بهيئة جودة التعليم والتدريب الأستاذة عصمت جعفر التي استعرضت دور الإطار الوطني للمؤهلات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مركزةً على الهدف الرابع على وجه الخصوص ألا وهو: التعليم الجيد.وقالت بأن الإطار الوطني للمؤهلات يحتوي على ١٠ مراحل متكاملة تستوعب التعليم في مختلف أبعاده ومراحله ومؤسساته، واستعرضت جهود هيئة جودة التعليم والتدريب في مساعدة مؤسسات التعليم العالي على تحقيق جودة التعليم.وذكرت بأن الإطار الوطني يهتم بجودة المؤسسات التعليمية كما ويهتم بجودة برامجها وأكثر من ذلك يحفز المؤسسات التعليمية على الاستجابة المثلى لمتطلبات سوق العمل.وشاركت رئيس قسم البحث العلمي بمجلس التعليم العالي الدكتورة أمينة بوعلاي في الملقتى حيث تحدثت حول رأس المال الفكري ودوره الأساسي في تحقيق تعليم عالي بمواصفات جيدة، وذكرت أن رأس المال الفكري مهم للعديد من الطلبة والمؤسسات والدول والقطاعات.وأكدت على أن الاهتمام برأس المال الفكري يخلق فرصاً أفضل للجامعات، وقالت بأنه من الممكن لسمعة ومعايير الجامعات بأن تتأثر سلباً أو إيجاباً بناء على نوع المعرفة التي يحددونها، يخلقونها ويقدمونها للطلبة. وقالت بأن رأس المال الفكري قد أصبح مختلفاً بعد أزمة جائحة فيروس كورونا حيث أصبح متاحا للطلبة خيار التعليم في الجامعات أو التعليم عن بعد والذي بدوره غير مفهوم رأس المال الفكري، جراء تغير طرق التعليم والتدريس.وشددت على مسؤولية على الأكاديميين في اتباع طرق تعليمية مواكبة للتغييرات والتطورات الحالية والمستقبلية.وشارك في الملتقى رئيس المنظمة العالمية للتنمية المستدامة (wasd) البروفيسور علام أحمد الذي أكد على أهمية دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة مشددا على أن نجاح الدول العظمى في هذا المجال كان بفضل مبادرة وجود جامعاتها. وقال بأن دور الجامعات لا ينتهى بتخريج الكفاءات وانما مساعدتها على الاندماج في سوق العمل وأن يكونوا عناصر إيجابية في المجتمع في لعب دور فعال من أجل تحقيق التغيير الإيجابي.واستعرض البروفيسور علام أحمد التجربة المصرية في وضع خطة للتنمية المستدامة منوها إلى أن لكل دولة بعض خصوصياتها فيما يتصل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأن المساواة بين الجنسين وتوفير فرص التعليم الجيد إحدى أهم أولويات التنمية المستدامة في المنطقة العربية.كما وتحدث ضمن فعاليات الملتقى رئيس الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية البروفيسور يوسف عبد الغفار متناولا موضوع البطالة في الوطن العربي ودور التعليم في معالجة هذه المشكلة من خلال مواكبة التطورات والمستجدات. ودعا البروفيسور يوسف عبدالغفار في حديثه إلى تعزيز الحرية الأكاديمية واستقلال المؤسسات التعليمية وانخراط الجامعات في الهموم المجتمعية من أجل المشاركة الإيجابية في معالجتها. وفي الوقت الذي أكد فيه عبدالغفار على ضرورة تعزيز حضور التدريب العملي في برامج ومناهج الجامعات فإنه شدد على أهمية إظهار روح الشراكة والتعاون بين مختلف الجامعات بدلا من المنافسة فيما بينهم.وتحدث الخبير الاقتصادي في مكتب الأمم المتحدة الانمائي السيد بيتي لوفي عن تأثير اجراءات التنمية المستدامة من قبل مؤسسات التعليم العالي، مشددا على اهمية مشاركة الجامعات في تعزيز وعي المجتمعات فيما يخص التحديات العالمية كالفقر والتعليم والبيئة وما إلى ذلك.وشدد لوفي على قناعة الأمم المتحدة بأن تحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتم استناداً على جهود الحكومات فقط، حيث يجب بذل الجهود من قبل المجتمع وشتى القطاعات من أجل تحقيقها. وتحدث عن الأربع أدوار الأساسية التي تلعبها مؤسسات التعليم العالي في التنمية المستدامة حيث يجب عليها تعليم الطلبة عن التنمية المستدامة بل وشملها في مناهجها التعليمة، ودعم الأبحاث المتعلقة بالتنمية المستدامة، ومشاركة الجامعات في المجتمع؛ حيث لا يقومون بالتعليم فقط بل والتطبيق، كما وعلى الجامعات مشاركة المعرفة مع الجامعات الأخرى. وأكد على أن التنمية المستدامة تشمل الجميع؛ بما في ذلك الدول الفقيرة والغنية وأن الجميع يستطيع لعب دور مهم في تطبيقها.