تحضر مملكة البحرين من جديد في واحد من أهم المعارض المعمارية في العالم، معرض العمارة الدولي السابع عشر في مدينة البندقية الإيطالية المشهورة بمشهدها الحضري والعمراني المميز، وذلك عبر جناح يحمل اسم "في المحرّق" حيث يواصل الجناح استقطاب الزّوار من مهندسين عالميين وأكاديميين ومتخصصين في مجال الحفاظ على المدن التاريخية، من الراغبين في الاطلاع على خبرات المملكة في مجال الحفاظ على المدن التاريخية.
وتختصر البحرين عبر جناحها الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار جهود التطوير العمراني وعملية إحياء الذاكرة الثقافية لمدينة المحرّق، عبر الدمج ما بين مشاريع حفاظية على المباني التاريخية ومشاريع حديثة تتماشى مع عراقة وأصالة الملامح العمرانية للمدنية.
ويتألف جناح "في المحرّق" من منصّة تُعرض فوقها عناصر وأجزاء توضّح عملية إعادة إحياء المحرّق، سواء كانت تشمل مشاريع مباني فردية أو سياسات تجديد على مستوى حضري واسع. وتشمل هذه الأجزاء عناصر طبيعية كأصداف المحار، وعناصر صناعية مثل النماذج المصغرة لمشاريع تطوير عمراني كالساحات العامة التي صممها مكتب KGDVS ومكتب Bas Smets للهندسة المعمارية، ومواقف السيارات متعددة الطوابق التي صممها كريستيان كيريز، وهي مشاريع ضمن موقع مسار اللؤلؤ. كذلك يعرض الجناح قطعاً أصلية مستخرجة من العمارة المحرقية التقليدية ووثائق العمل مثل تلك المتعلقة بمشروع التطوير الحضري، الذي وضعته شركة "دار الخليج للهندسة".
ويركز جناح "في المحرّق" على المميزات والصفات الجامعة لجهود التجديد العمرانية ذات الرؤية الثقافية، والتي تقودها الهيئة، وذلك من خلال مبادرات مستمرة لتطوير قلب المركز التاريخي لمدينة المحرق. وفي مركز هذه المبادرات يقع مشروع موقع "مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة" وهو الموقع المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ عام 2012م (والمعروف اختصاراً ب "مسار اللؤلؤ")، والذي يعكس الإرث التاريخي لفترة ازدهار مهنة اللؤلؤ في البحرين.
إن معرض "في المحرّق" يقدّم نتائج هذه المبادرات ومسارها العملي من خلال عرض نماذج مصغرة للمشاريع، قطع أثرية ورسومات وحوارات بشكل يوضّح حالة المشروع حالياً. كما يستكشف المعرض التحديات في عملية إعادة إحياء ذاكرة "اللؤلؤ" باعتبارها وصلة ما بين العناصر والمقومات المادية للمدينة وهويتها الحضارية والثقافية، ويطرح تساؤلات حول إمكانية أن يتعايش البشر والسيارات والأحجار المرجانية والمحار واللؤلؤ مع بعضهم العرض بشكل مستدام.
وكما أن موقع التراث العالمي "مسار اللؤلؤ" يتمحور حول سرد قصة الماضي العريق لإقتصاد وتجارة اللؤلؤ في البحرين، فإن جناح مملكة البحرين في هذا المعرض الدولي يفعل ذلك أيضا، حيث تروي أجزاؤه فصول حكاية التنمية التي شملها المشروع. وبينما يلقي مركز زوار الموقع الذي صممه مكتب Valerio Olgiati للهندسة، الضوء على دور مسار اللؤلؤ باعتباره أداة ربط اجتماعي هامة تضيف على المدينة وجهة جذب جامعة، فإن متحف سيادي للؤلؤ، الذي صممه استوديو آن هولتروب، يُعيد إلى الأذهان تاريخ الحرف اليدوية وعملية تبادل المعارف والخبرات التي شهدتها مدينة المحرق. كما وإن عرض أساليب الحفاظ على التراث والتي يقدّمها استيديو Gionata Rizzi من خلال نموذجين معماريين، يسلط الضوء على قيمة التراث كمحرك اقتصادي جديد لمدينة كانت تعتمد في الماضي على صيد اللؤلؤ.
ويضم فريق القائمين على الجناح كل من المهندسة نورة السايح، المهندس واستشاري التراث غسان الشمالي، وهما من فريق العمل الهندسي في هيئة البحرين للثقافة والآثار.