قال إن البعض يستخدم أموال القروض في شراء الكماليات

أكد الخبير الاقتصادي عمار عواجي أهمية مبادرة كل أسرة أو فرد إلى وضع ميزانية شهرية توازن بين موارده المالية ونفقاته، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة، وبما يجنبه التعثر المالي والدخول في دوامة القروض والديون وعدم القدرة على الإيفاء بالالتزامات الأساسية.

وقال عواجي خلال مقابلة له مع تلفزيون البحرين إن ترشيد الإنفاق واقتصاره على الأمور الأساسية في الحياة مثل المأكل والملبس والعلاج وسداد الفواتير الدورية بات مهما جدا في هذه المرحلة، مؤكدا أهمية الادخار لمواجهة مفاجئات غير متوقعة مثل عملية علاجية أو ظرف طارئ.

واعتبر أنه من أسباب عدم القدرة على الادخار الاعتماد على بطاقات الائتمان، والشراء بدافع عاطفي، وهوس التسوق خاصة مع سهولة ذلك الآن بسبب انتشار التسويق الإلكتروني حيث باتت البضائع منتشرة بصور زاهية على التطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي وبالإمكان بسهولة دفع سعرها وطلب توصليها، وقال "الجميع يعرف أن ما سبق سلوكيات خاطئة، لكن التحدي الحقيقي هو النجاح في التعامل مع هذه السلوكيات بطريقة سليمة".

وقال إن مملكة البحرين قدمت الكثير من الدعم للأفراد والمؤسسات خلال جائحة كورونا، ودعمت رواتب البحرينيين في القطاع الخاص لعدة أشهر، ولم نشهد ارتفاعا ملحوظا في معدل البطالة، وبقيت الأسر البحرينية بالمجمل قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية"، وأضاف "لكن بعض المشاهدات كانت غريبة بالفعل من قبل بعض الأفراد اللي جرى إعفائهم من سداد القروض خلال تلك الفترة، فبدل أن يوفروا هذه الأموال أنفقوها على شراء أمور ممكن تأجيلها مثل تبديل عفش المنزل أو شراء سيارة جديدة، أو حتى أمور رفاهية مثل الساعات الفاخرة وغيرها".

واعتبر إن ثقافة التوفير هي عملية لها علاقة بالعقلية وطريقة التفكير أكثر من أي شي آخر، وعادة يكتسبها الشخص عند تعلمه كيف يصرف وكيف يدخر، وقال "لا ينجح معظم الناس في ادخار جزء من مدخولهم لاعتقادهم أن هذا المدخول قليل، لكن في الواقع إن الادخار هو أسلوب حياة و التحكم في النفس والانضباط في صرف الميزانية بطريقة تسمح بتوفير مبلغ بشكل منتظم وعلى مدى طويل، حتى يتمكن الشخص من الوصول إلى مرحلة ما من الأمان المالي"، ولفت إلى أن هذا يعطينا مؤشر حول أهمية بناء ثقافة مالية لدى الجميع، بما فيهم الناشئة، وتعليمهم أهمية المال في حياتنا.

عواجي، وهو أيضا رئيس جمعية ألواني البحرين" أكد أهمية وضع كل أسرة ميزانية شهرية، أي خطة مالية تساعدها تدبر نفقاتها وحاجاتها الأساسية بما يتناسب مع مدخولها الشهري، مشيرا إلى دور المرأة تحديدا في وضع هذه الميزانية، وأشار إلى وجود قاعدة في التخطيط المالي الشخصي تنص على أنه يجب ألا يتجاوز ما تنفقه على السكن 30% من الدخل الشهري، وعليك أن تخصص 40% منه للحاجيات الأساسية، ولا بأس من تخصيص 10% للترفيه. أما ما يتبقى فيخصص للاستثمار ومواجهة الظروف الطارئة. علما بأن هذه النسب قد تتفاوت من شخص إلى آخر بناء على ظروفه الشخصية ومصادر دخله.