نظمت إدارة مدرسة "دينا كانو" المصغرة التابعة لبرنامج المدارس المصغرة داخل وخارج مملكة البحرين بمؤسسة بحرين ترست وبالتعاون مع فريق مبادرة ملهمون مسابقة "حزاوينا " لتعزيز مهارات السرد القصصي لحكايا الموروث الشعبي المحنى بعراقة المجتمع البحريني الأصيل وحكاياته العطرة لدى الأطفال والناشئة، حيث سيروي المشاركون حكايا الأجداد والجدات على مرأى ومسمع لجنة الحكم التي ضمت في عضويتها نخبة من مثقفي المجتمع البحريني في مختلف المجالات التربوية والأدبية سعياً لترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الهوية الثقافية المستنبطة من واقع القصة الشعبية التراثية ،حيث سيتم تدريب المشاركين على فنون السرد القصصي على أيدي مجموعة من المدربين المتخصصين في مجالات السرد وتدريب المواهب والتمثيل وقصص وآداب الشعوب.

وفيما يلي بعض مما أدلى به القائمون على مسابقة حزاوينا من لجنة تنظيمية ومدربين ومحكمين ومشاركين

في بداية اللقاء نوهت د. فاطمة البلوشي رئيس مجلس أمناء مؤسسة "بحرين ترست " إلى أن فكرة "حزاوينا" تتماشى مع فكرة البرامج التعليمية الهادفة التي تعنى بها مؤسسة "بحرين ترست " كمشروع المدارس المصغرة، واستكمالًا لمسابقة قصص المدارس بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار مشيدة في الوقت ذاته بتعاون أولياء الأمور لخلق أرضية صلبة لإنجاح هذه البرامج والتي لها عصا السبق في تعزيز قيم المواطنة والهوية الثقافية لمجتمع البحرين عامة.

كما وضح المستشار التربوي مدير برنامج المدارس المصغرة بمؤسسة بحرين ترست سمير نور الدين أن للمسابقة دور مهم في تعزيز الجانب الإبداعي لدى الأطفال والناشئة بالإضافة إلى جوانب إنسانية وتربوية عدة لكونها دمجت طلبة مدرسة دينا كانو المصغرة لأطفال مرضى الأورام بأقرانهم من مختلف شرائح المجتمع من أجل الوصول إلى الهدف الأساسي الذي نُظمت من أجله المسابقة في تعزيز القيمة المثلى للسرد القصصي الشعبي وربطه بمفاهيم الهوية البحرينية الأصيلة.

فيما بينت الأستاذة علياء البشر نائب رئيس فريق ملهمون أن مسابقة "حزاوينا" تجسيد فعلي لقيم وعادات المجتمع والهوية الثقافية بصورة محببة وقريبة للطفل في عالم احتلت فيه التكنولوجيا المساحة الأكبر من حياة أبنائنا.

من جانبه استعرض الفنان القدير محمد ياسين (بابا ياسين) تجاربه الشخصية مع "الحزاوي" مشيراً الى أهمية الوقوف على الجوانب التربوية والنفسية التي يجب مراعاتها عند سرد الحزاية وتجنب بعض الأفكار التي قد تثير الخوف والنفور أو إثارة الرعب لدى المتلقي. منوها الى ضرورة توظيف لغة الجسد ونبرة الصوت لإضفاء طابع تشويقي جمالي إلى القصة الشعبية.

وأكدت الدكتورة منى جناحي استشاري طفولة مبكرة وعلاج سلوكي للأطفال عضو لجنة تحكيم المسابقة على أن الحكاية الشعبية جزء لا يتجزأ من هوية المجتمعات لأنها تعكس طبيعة الحياة والعادات المتداولة في زمان ما. منوهة الى ما تحمله هذه الحكايا من قيم إيجابية.

كما عبرت الإعلامية آلاء البناء سعادتها بكونها ضمن اللجنة المحكمة لمسابقة حزاوينا الموجهة للأطفال والناشئة والتي تهدف إلى ربط هذه الفئة العمرية بتراثها عن طريق تشجيعهم على سرد القصص الشعبية والتي بدورها تعمق الهوية وترسخ القيم المجتمعية وتصقل موهبة السرد لديهم، موجهة تحية خاصة لكل القائمين على هذه المسابقة التي تسعى جاهدةً لربط جيل الأبناء بجيل الآباء والأجداد.

فيما أضافت الإعلامية شيخة الشعلان وأحد محكمي المسابقة إلى أننا بسبب الظروف الاستثنائية التي نعيشها اليوم بسبب جائحة كورونا أصبح لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تأثير أكبر على تفاصيل حياتنا ومشروعاتنا وصار لزاماً ان نفكر في مبادرات تضمن استمرار عملنا الرامي إلى الحفاظ على المكتسبات وتحقيق الأكثر والأفضل، متمنية لمثل هذه المبادرات المزيد من التألق والنجاح، وأن تتطور التجربة، وتأخذ بعدًا أكبر وأشمل وأكثر تأثيرًا في الأجيال الجديدة.

وعلى صعيد آخر عبر الأطفال المشاركون في مسابقة "حزاوينا "عن أهمية هذه المبادرة الطيبة والتي ساعدتهم في التعرف على مهاراتهم السردية بشكل كبير، حيث أبدت الطفلة شيخة عبد الله من مدرسة دينا كانو عن إعجابها بمسابقة "حزاوينا " لما لها من دور في معرفة الماضي الجميل كما عبر الطفل محمد الهلالي من فريق ملهمون عن تفاؤله بهذه المسابقة التي منحته الفرصة للبحث والاكتشاف حول القصص الشعبية البحرينية.

ختامًا " حزاوينا": جسر ممتد من الماضي العريق إلى الحاضر المشرق فهو ممر لانتقال الهوية الثقافية لإنسان المجتمع البحريني الذي سطر بماضيه نماذج مشرفة وخلد من خلالها قصصاً تروى وعبراً يتغنى بها الأجيال جيلاً بعد جيل.