في ظل التغيرات السريعة التي يمر بها العالم بفعل ثورة الاتصالات والتقنية والانفجار المعرفي وبروز التعليم عن بعد كضرورة مُلِّحة لا بديل عنها في الوضع الاستثنائي، بات التطور المهني للمعلمين لمواجهة هذه المستجدات أمراً ضرورياً، فالحقل التربوي يحتاج دائمًا لصقل مهارات المعلم ودعمه مهنيًا، وهذا لا يتحقق إلا بتقبل المعلمين ووعيهم بضرورة مواكبة التطور، والانخراط في البرامج التدريبية المتنوعة التي تلبي احتياجاتهم التدريبية ومتطلبات التعليم في ظل التطور المذهل.

وعليه أطلقت مدرسة المعرفة الثانوية للبنات "مسبار المعرفة" كبرنامج تدريبي يقدم كل ما يحتاجه المعلم من مجالات التطور، سواء أكان في مجال القيادة والإدارة والحوكمة، كورشة "النجاح يبدأ من القيادة "، وآليات التوثيق والأرشفة الإلكترونية، وورشة آليات الاستعداد لزيارة هيئة جودة التعليم و التدريب، وإعداد استمارة التقييم الذاتي، أما في مجال التعليم والتعلم فيتم تنفيذ ورش في التعليم المتمايز واستراتيجيات التدريس وإنشاء الألعاب الإلكترونية التعليمية، وفي مجال التطور الشخصي والمسؤولية الاجتماعية تناول مواضيع مثل "الذات بين التقدير و التهميش"، وطرق تشجيع و تحفيز الطلبة، وتحسين مستوى التوافق لدى طلاب المدارس الثانوية، أما في مجال الدعم والمساندة فقد تم تنفيذ ورش حول دعم فئات الطلبة المختلفة، وفي مجال التمكين و تلبية الاحتياجات تم تناول فن إدارة الوقت، والتحكم في العواطف، ومن البرامج التي تخدم مجال الإنجاز الأكاديمي تم تنفيذ ورشة الدفتر الرقمي والسبورة الفنلندية وورشة كيفية تصميم موقع إلكتروني.

ولم تقتصر ورش البرنامج على مدرسة المعرفة وحدها، وإنما انطلقت رحلاته التدريبية محلقة في فضاءات مدارس مملكة البحرين بمراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية، معلنة عن عطاء بلا حدود وتبادل للخبرات برز صداه للجميع، وهذا هو نعم الأثر، مع انتظار المعلمين للورش التدريبية يوميًا، ليرتقوا في آفاق التميز والإبداع في ممارساتهم التعليمية، بعد التحليق بمسبار المعرفة، والتزود بكل ما يحتاجون في رحلتهم بالتربية والتعليم.