بحثت طالبة الدارسات العليا بجامعة الخليج العربي خولة يونس الخياط "أثر برنامج إثرائي باستخدام التعلم القائم على المشروعات في حل المشكلات والاستقلالية لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة الإعدادية"، داعية إلى تطوير برنامج "هنا المستقبل" وإعادة تطبيقه على عينة من الطلبة الموهوبين في المرحلة الإعدادية في ظروف ملائمة، وتصميم برامج إثرائية لمراحل تعليمية أخرى تستند لاستراتيجية التعلم القائم على المشروعات.

هدفت الدراسة إلى تقصي أثر برنامج مستند للتعلم القائم على المشروعات في حل المشكلات والاستقلالية لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة الإعدادية بمملكة البحرين، حيث اوصت الدراسة بتوجيه الباحثين لإعداد المزيد من البحوث المتعلقة باستراتيجية التعلم القائم على المشروعات وربطها بحل المشكلات كونها من المتغيرات ذات الأثر البالغ على للطلبة الموهوبين، وتدريب المعلمين وتشجيعهم على تمكين الطلبة الموهوبين وإتاحة المجال لهم للتخطيط لمشاريعهم وتنفيذها بنفسهم مع تقديم التوجيه والإرشاد من أجل دعم استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم.

وقالت الباحثة الخياط خلال مناقشتها نتائج الدراسة التي قدمتها كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير في تربية الموهوبين أن التقارير السنوية الصادرة عن هيئة جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين تشير إلى وجود نقص لدى المدارس الحكومية بمملكة البحرين في تنويع استراتيجيات التعليم والتعلم التي تركز على تحدي قدرات الطلبة عن طريق تنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات لديهم، موضحة أن استراتيجية التعلم القائم على المشروعات تعد استراتيجية شاملة تراعي هذا الجانب، حيث أثبتت الدراسات أن الطلبة الذين تم تدريسهم باستخدام هذه الاستراتيجية يتميزون بمستوًى عالٍ في مهارات اللغة مثل المحادثة، بالإضافة لمهارات التفكير الناقد.

وأشارت الخياط إلى أن مفهوم استقلالية المتعلم يعتبر مهمًا في عصرنا الحالي، وقد اتفق التربويون على الجوهر الأساسي فيها وهي أنها تتمثل في إشراك المتعلم في عملية التعليم والتعلم بشكل فعّال، وذلك لأن من أهم الخصائص المعرفية للموهوب هي الاستقلالية وميله للعمل بمفرده بأقل نسبة توجيه من المعلم أو الوالدين، لذا فإن هذه الاستراتيجية مكملة لخصائص الطالب الموهوب لأنها تعطي الطالب الحرية في إخراج مُنتج يقوم هو بالتخطيط له، وهنالك حاجة لتعميق هذه الخاصية لدى الموهوب والتركيز عليها في المدارس، حتى يتعلم أسسها ومهاراتها ويطبقها في المواقف المتنوعة التي تواجهه، وعلى وجه الخصوص في المناهج الخاصة بالطالب الموهوب في مملكة البحرين من قبل وزارة التربية والتعليم، إذ توجد قلة في البرامج التي تدعم الاستقلالية وأسسها، مما يدعو الباحثين والدارسين بالمجال إلى التركيز عليها وزيادة التأكيد على دورها في صقل شخصية الطالب الموهوب وضرورة تضمينها في البرامج المصممة للموهوبين.

استخدمت الباحثة المنهج شبه التجريبي المكوّن من مجموعتين، تجريبية وضابطة مع اختبار قبلي واختبار بعدي. بلغت عينة البحث ( 20 ) طالبة موهوبة من المرحلة الإعدادية واللاتي تم تشخيصهن من قِبَل وزارة التربية والتعليم، وقد تم تقسيمهن إلى مجموعتين، تجريبية وضابطة، وأظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على متغير حل المشكلات، مع وجود فروق في متوسطي رتب طالبات المجموعة التجريبية على بُعد الأصالة في القياس البعدي، بينما لم تكن هناك فروق على بُعد الطلاقة.

وأشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على متغير الاستقلالية بأبعاده الثلاثة: استقلال التوجه، الاستقلال الانفعالي، والاستقلال الوظيفي.

أشرف على الدراسة كلا من أستاذ تربية الموهوبين المشارك بجامعة الخليج العربي الدكتورة فاطمة أحمد الجاسم وأستاذ تربية الموهوبين والمبدعين المساعد بجامعة الخليج العربي الدكتور أحمد محمد العباسي.

الباحثة خولة الخياط تدرس أثر برنامج على المشروعات في حل المشكلات والاستقلالية لدى الموهوبات
play icon
2109469_97