أظهرت ورقة بحثية نشرها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" حول "تأثير كوفيد-19 على البيئة في مملكة البحرين"، أن انخفاض النقل الجوي والبري في ظل تحدي جائحة كورونا كان له تأثيرٌ إيجابيٌّ على جودة الهواء وانخفاض نسبة تلوثه في المملكة، بالإضافةِ إلى بروز مؤشرات تُفيد بتراجع التلوث الضوضائي والبصمة الكربونية في البحرين.

فيما كشفت الورقة البحثية التي تم إعدادها في إطار الشراكة بين "دراسات" وبرنامج الأمم المُتحدةِ الإنمائي، لدراسة التأثير الاجتماعي والاقتصادي لفيروس كوفيد-19 في البحرين، أن هُناك مؤشراتٌ على تحسنٍ عابرٍ ومتواضعٍ في التنوع البيولوجي محلياً، كما رصدت الدراسة ارتفاعاً نسبياً في النفايات الطبية وغير الطبية المُتعلقةِ بمُعدات الحماية الشخصية (PPE)، والمواد ذات الاستخدام الواحد في البحرين، وأن ذلك يثير مخاوفاً بشأن التأثير طويل المدى لزيادة النفايات على التنوع البيولوجي، وبالتالي على صحة الإنسان.

كما أكدت الورقة البحثية أن هناك زيادةٌ في استهلاك الطاقة في البحرين، مما يتطلب زيادةً طفيفةً في إنتاج واستهلاك الغاز الطبيعي، وترافق ذلك مع زيادة جاذبية الطاقة المُتجددة حيث انخفضت تكلفتها مُقارنةً بالوقود الأحفوري.

وبحسب ما جاء في الورقة البحثية فإن هُناك مؤشراتٌ على زيادةِ الوعي البيئي في البحرين، ولكن دون تأثير كبير على السلوك الأخضر، إلى جانب انخفاض في إعادة التدوير وفصل النفايات بسبب التحديات اللوجستية التي يُشكلها الوباء.

ويشار إلى أن الدراسة التي اعتمدت عليها الورقة البحثية هي من إعداد مجموعةٍ من الباحثين في مركز "دراسات" وبرنامج الأمم المُتحدةِ الإنمائي وهُم: غادة عبدالله، وعبد العزيز الدوسري، وديما المؤيد، والدكتور عُمر العبيدلي، من خلال استخلاص الرؤى باستخدام بيانات نوعية تم الحصول عليها عن طريق مجموعةٍ من المُقابلات، شملت أربعة عشر خبيراً في مجال البيئة، يعملون في القطاعين الحكومي والخاص، وأكاديميين وعاملين في المُنظمات غير الربحية.