يعد المشروع الأول من نوعه
حرصا من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تلبية متطلبات كافة الجهات الوطنية من خلال الاستفادة من البيانات الفضائية واستغلال تطبيقات علوم الفضاء وما يختص منها بتطبيقات الهندسة المكانية ذات الدقة العالية، نفذت الهيئة مشروعها الأول المخصص لزيادة دقة قواعد المعلومات الفضائية المتوفرة لديها من مختلف المصادر العالمية وذلك من خلال ربطها بالشبكة الوطنية للإحداثيات المكانية.
أنطلق المشروع في مطلع شهر إبريل 2021 وانتهى مؤخرا، حيث تمكن فريق عمل المشروع من تحديد ما يفوق الخمسمائة نقطة تحكم في مختلف محافظات مملكة البحرين، كان الغرض منها ضبط البيانات الفضائية مكانياً بدقة تبلغ أقل من 10 سنتميترات، بما يضمن تقديم الهيئة للخدمات التحليلية وتنفيذ الدراسات بدقة عالية وبشكل متكامل مع جميع البيانات المكانية في مختلف الجهات الحكومية. ان هذه الخطوة هي اللبنة الأساسية في تأسيس أي مختبر خاص بالبيانات المستخلصة من المصادر الفضائية المتنوعة. سيسهم هذا المشروع في تحسين عملية رفع البيانات الأرضية ومقارنتها بالبيانات الفضائية، مما يزيد من مستوى الثقة بها، وبما يلبي متطلبات الدراسات البحثية المتنوعة التي تشرف الهيئة على تنفيذها.
حول هذا المشروع صرح المهندس إبراهيم البورشيد أخصائي أول تحليل بيانات فضائية بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء قائلا: إن الهيئة ملتزمة بتنفيذ مجموعة واسعة من الدراسات الفضائية وقدمت العديد من الخدمات والتي فاقت 30 خدمةً ودراسة لأكثر من 25 جهة حكومية وخاصة، من أهمها تقدير الطاقة الكهربائية المنتجة من الألواح الشمسية ومشروع الكشف عن الانسكابات النفطية، بالإضافة لمشاريع كثيرة قادمة متخصصة في الاستكشافات النفطية سوف يتم الانتهاء منها عما قريب. واختتم المهندس البورشيد تصريحه بتقديم خالص الشكر لمجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وللإدارة التنفيذية لدعمهم المتواصل وثقتهم بالكفاءات الوطنية الشابة التي تمثل البنية الأساسية للهيئة، وتذليلهم كافة العوائق لتمضي الهيئة في طريقها الصحيح بخطى ثابتة لتحقيق أهدافها.
من جانبها صرحت محللة البيانات الفضائية شيماء المير قائلة: "هذه أول تجربة للفريق لقيامهم بعمل ميداني من هذا النوع وكانت تجربة مفيدة ومليئة بالمعلومات وأكسبتنا العديد من المهارات. أن أعضاء الفريق قام بهذا النوع من العمل الميداني في دول مختلفة خلال دوراتهم التدريبية ومع اجهزة متنوعة، إلا ان تنفيذ هذا التمرين في البحرين كان مختلف ومتميز بسبب استخدامنا لأجهزة متطورة جدا. ومن خلال المهارات التي اكتسبناها، تم استكمل مشروع زيادة دقة قواعد المعلومات الفضائية بنجاح مما يساهم في تنفيذ مشاريع جديدة لخدمة المملكة."
بالإضافة إلى ذلك ، ذكرت عائشة الهاجري محللة البيانات الفضائية في الهيئة: "أن نتائج هذا المشروع ستنعكس على تطبيقاتنا المختلفة للاستشعار عن بعد مما رفع مستوى دقتهامابين خط الطول بنسبة 83% و خط العرض بنسبة 93% ،وتتطابق هذا النسبة مع دراسات اُعدت حسب معاير الدقة للبيانات الجغرافية المكانية الرقمية وهذا يعتبر ضمن تحقيق اوائل الاهداف التي تعزز من مفهومنا لتحسين الصور الفضائية واستخدامها في مختلف المجالات والتطبيقات التي تخدم العديد من الجهات الحكومية في بلدنا العزيز."