بيئة استثنائية كانت تعيشها الطفلة فاطمة إبراهيم، منذ ولادتها، إذ اختارت أن تنعزل عن المحيطين بها، مما أثارت التساؤلات لدى عائلتها، التي ما أن اكتشفت إنها مصابة باضطراب التوحد، بمساعدة الاختصاصيين، بعد عدة اختبارات، إلا وبدأت في رحلة شاقة لعلاجها قدر الإمكان، وضمان حصولها على حقها الطبيعي في التعليم وممارسة الحياة الاجتماعية.

وقد نجحت عائلة فاطمة بشكل كبير في كسر قيد عزلتها، عن طريق السعي إلى دمجها في مدرسة بيت الحكمة الابتدائية للبنات، في تجربة أثمرت نتائج إيجابية غير متوقعة، بتعاون الأسرة والمدرسة وخطط وجهود وزارة التربية والتعليم لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام وفئة اضطراب التوحد بشكل خاص.

وبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهت فاطمة قبيل وبعد دخولها المدرسة، إلا أنها استطاعت التغلب عليها بدعم عائلتها ومعلماتها، هذا بالإضافة إلى جهود أسرتها في ترغيبها بهوايات تخرج بها من عتمة الانعزال إلى نور الاندماج مع المجتمع.

وقالت والدة فاطمة: "عمر ابنتي ١٢ سنة، وكانت تعاني من اضطراب التوحد وصعوبة التعلم والنطق منذ الصغر، وفي البداية قمنا بعمل خطة لتدريبها على ركوب الخيل، وتعليمها على الالعاب التعليمية، ودمجها مع الأطفال، للتعود على اللعب معهم وترك الانعزال، وفي السابعة من عمرها تم اختبارها من قبل وزارة التربيه والتعليم وقبولها في الدمج الجزئي في مدرسة بيت الحكمة الابتدائية للبنات، وبفضل من الله ومن معلماتها تحسنت حالة ابنتي وتطور النطق لديها، وبعد سنتين من الاندماج الجزئي تم قبولها في الدمج الكلي في الصفوف وأصبحت ولله الحمد من الطالبات المتفوقات في المدرسة .

وأضافت الأم: "فاطمة التي بدأت قصتها باختيار العزلة التي فرضها عليها اضطراب التوحد، ها هي الآن تسطر قصة نجاحها وتفوقها وممارسة هوايتها المحببة لقلبها، وعن طريق الرسومات كونت جسرًا للتواصل بشكل أكبر مع المحيطين، بها نتيجة جهود وزارة التربية والتعليم، التي تسعى جاهدة لادماج التوحديين في المجتمع، وتذليل كافة العقبات التي تعترض طريقهم، وتطبيق مجموعة من البرامج والأنشطة التي يعدها خبراء ومختصون لتلك الفئة تحديدًا، إلى جانب المتابعة المستمرة من قبل الوزارة لكل حالة بشكل منفصل، لضمان مواصلة طريقها للنجاح لا إلى العودة إلى نقطة الصفر، والتي جنت ثمارها بتحقيق هذه القصص الاستثنائية التي تستحق تسويقها في مختلف دول العالم كتجربة رائدة لمملكة البحرين.