تحظى المرأة البحرينية في مختلف المجالات باهتمام بالغ في ظل التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، وبدعم كبير من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله، والذي ساهم بشكل مباشر في تبوئها لأهم المراكز والمناصب القيادية، من خلال تمكينها وتزويدها بأهم المتطلبات العلمية والتدريبية والاستشارية التي من شأنها تهيئتها وإعدادها لشغل أي مركز في أي مؤسسة تعمل بها، حتى أضحت المرأة البحرينية اليوم نموذجًا بارزًا للمرأة العربية التي ساهمت مشاركاتها في الدفع بعجلة التنمية والازدهار لوطنها.
وتماشيًا مع سياسة مملكة البحرين الداعمة للمرأة ولإسهاماتها في الارتقاء بالمسيرة التنموية التي تشكل المرأة البحرينية عنصرًا مهمًا في تحقيقها، حرصت وزارة الخارجية على إيلاء المرأة العاملة في وزارة الخارجية اهتمامًا كبيرًا من خلال إنشاء لجنة تكافؤ الفرص في الرابع عشر من شهر أغسطس من عام 2011، والتي أنيطت بها العديد من المهام كان من أبرزها:
1-العمل على متابعة إدراج احتياجات المرأة في الخطط والبرامج التنموية للوزارة.
2-المساهمة في إعداد خطط الوزارة التي تتضمن تكافؤ الفرص بين الجنسين.
3-التأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص بين العاملين في الوزارة وفي التعيين والترقية والمشاركة في الدورات والفعاليات المتعلقة بالعمل والخدمات المقدمة لموظفي الوزارة وعائلاتهم المرافقة لهم في الخارج.
4- العمل على تدريب موظفي الوزارة بالمملكة والمبتعثين في الخارج في مجال إدماج احتياجات المرأة وتكافؤ الفرص من خلال إعداد برامج تأهيلية لتحقيق أهداف اللجنة.
حيث تسعى الوزارة من خلال هذه اللجنة إلى تعزيز التوازن بين الجنسين بكل شفافية بين كافة موظفي الوزارة بمختلف مجالات عملهم من حيث التعيين والتأهيل والتدريب والابتعاث والترقي الوظيفي والحوافز، وضمان مراعاة احتياجات المرأة العاملة، والحرص على مشاركة كلا الجنسين في مختلف الفعاليات والحملات التي تنظمها الوزارة كاليوم الرياضي، ناهيك عن إشراك الجنسين من العاملين بمقر الوزارة أو ببعثات مملكة البحرين الدبلوماسية في الخارج في البرامج والدورات التدريبية التي تنظمها أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية لتطوير وصقل مهاراتهم وقدراتهم.
وكان للجهود التي بذلتها وزارة الخارجية خلال السنوات الماضية دور كبير في تحقيق هذه الأهداف والتي أسفر عنها تقدم ملحوظ من خلال رفع كفاءة المرأة العاملة في المجال الدبلوماسي والارتقاء بها في سلم الترتيب الوظيفي، إضافة إلى زيادة عدد المنضمات في العمل الدبلوماسي، ذلك ما يمكن الاستدلال به من خلال الإحصائيات التي تبين الازدياد المطرد والأرقام التي تعكس هذا التقدم، حيث يبلغ عدد النساء العاملات في وزارة الخارجية اليوم ما نسبته 37.4% من إجمالي عدد الموظفين، كما ويبلغ عدد العاملات في الكادر الدبلوماسي والقنصلي ما نسبته 32.7% من إجمالي العاملين في هذا القطاع.
ومن منطلق إيمان وزارة الخارجية بأهمية التأهيل والتدريب المستمر، ودوره في رفع كفاءة المرأة الدبلوماسية كشريك فاعل ومساهم في المسيرة التنموية للمرأة البحرينية، حرصت وزارة الخارجية ومن خلال أكاديمية محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية، على تزويد النساء العاملات في الوزارة بأحدث وأنجع الدورات والحصص التدريبية، التي من شأنها زيادة الكفاءة والإنتاجية للنساء في الوزارة، وفي ضوء ذلك قدمت أكاديمية محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية العديد من البرامج والدورات التي حرصت من خلالها على انخراط المرأة العاملة بوزارة الخارجية فيها والاستفادة منها، حيث استفادت النساء من 44.6% من مجموع الساعات التدريبية المقدمة من قبل الأكاديمية خلال عام 2021، وأتمت 64.8٪ من النساء الساعات التدريبية المطلوبة في عام 2021، كما استفادت 58.2% من النساء في الوزارة من دورات اللغات المقدمة خلال عام 2021، إضافة لذلك قامت الأكاديمية منذ عام 2017-2021 بتخريج ما نسبته 52.7% من الدبلوماسيات من إجمالي خريجي البرامج التأسيسية للدبلوماسيين.
وفي السياق ذاته، قامت وزارة الخارجية بدعم جهود المجلس الأعلى للمرأة وتفعيل ونشر جهوده ضمن مبدأ التوازن بين الجنسين وإدماج احتياجات المرأة في إطار تكافؤ الفرص في برامج الوزارة بالتوازي مع برامج الخطة الوطنية المعتمدة لنهوض المرأة البحرينية.
وقد حرصت وزارة الخارجية بشكل دائم ومستمر على العمل والتعاون المشترك مع المجلس الأعلى للمرأة لتحقيق المقاصد والأهداف العليا للمجلس.
هذا ويضطلع المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، بدورٍ بارز وفعال على مدار عشرين عامًا، وبجهودٍ حثيثة وواضحة في دعم تقدم المرأة وتسليط الضوء على الأدوار الفاعلة التي تقوم بها خدمةً للوطن والمواطن، وإسهاماتها الفاعلة والمتميزة في المسيرة التنموية الشاملة لمملكة البحرين، وتقديرًا لدورها الرائد فقد اعتمد المجلس موضوع يوم المرأة البحرينية لعام 2020 للاحتفاء بالمرأة البحرينية في "مجال العمل الدبلوماسي"، وذلك بتاريخ 11 نوفمبر 2019، وهذا ما يدل على أن المرأة البحرينية تركت بصمات واضحة من خلال تبوئها مناصب قيادية عديدة أثبتت فيها وبكل جدارة إمكانياتها المتعددة، وقدرتها على تمثيل مملكة البحرين خير تمثيل في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، ورفع اسم مملكة البحرين وصورتها المشرفة عاليًا في تلك المحافل، حيث سجلت المرأة البحرينية رصيدًا هائلًا وواضحًا، وسجلًا مشرفًا في مختلف المجالات من خلال مشاركاتها في مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية والصحية وغيرها من الأصعدة.
وكنتاج لتوجيهات جلالة الملك المفدى،حفظه الله ورعاه، ودعم المجلس الأعلى للمرأة والتظافر البناء والمثمر، تفتخر مملكة البحرين اليوم بتقلد المرأة البحرينية للعديد من المناصب الدبلوماسية الرفيعة، حيث تتقلد سعادة السفير الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، منصب المدير التنفيذي لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، كما وتترأس سعادة السفير الدكتورة أروى حسن السيد، منصب رئيس قطاع حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، وسعادة السفير فاطمة الظاعن التي تترأس قطاع الشؤون الأفروآسيوية بوزارة الخارجية، كما تمثل سعادة السفير د. بهية جواد الجشي، مملكة البحرين كسفير لدى مملكة بلجيكا والمعتمدة لدى دوقية لوكسمبورغ الكبرى وممثلتها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى صدور مرسوم رقم (83) لسنة 2021 بتعيين السفير منى عباس محمود رضي، رئيسًا للبعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى مملكة تايلند بلقب سفير فوق العادة مفوض.