"لم يكن يومًا عاديًا عندما ذهبنا بابننا محمد لامتحانات القبول في المدرسة، إذ جلس طفلنا بجانب المعلم، بعد ثلاث سنوات قضاها في الروضة، ولم ينطق ببنت شفة، بالنسبة لنا كنا نستغرب من هذا الصمت الهائل الذي يحيط بحياة ابننا محمد، ولم نكن نعلم أننا على موعد مع التوحد، فكان المعلم يقيّم مهارات الطلبة المعرفية في الألوان والأرقام والقراءة، إلا أنه وقف عاجزًا أمام صمت محمد المطبق، وخاطبنا المعلم أنه يعتقد بأن الطفل يعاني من صعوبات التعلم، وبأن وزارة التربية والتعليم سوف تتواصل معكم لعمل تقييم أفضل له".
بهذه الكلمات بدأ لنا والد الطالب محمد حسين الحداد من فئة التوحد في سرد قصة نجاح ابنه وتفوقه، وأضاف قائلاً: "في اليوم التالي وردني اتصال من الجهة المعنية بالتربية الخاصة بالوزارة، طالبةً مني إحضار ابني لإحدى المدارس القريبة من منطقة سكني، وكان اللقاء مع عدد من الاختصاصيين، وبعد حوالي الساعة من الاختبارات حادثونا بكل هدوء بأنهم يعتقدون أنه مصاب بالتوحد، وكي نحسم موضوع التشخيص العلمي الصحيح يجب أن يذهب لتقييمه في الطب النفسي، وبدأنا مشوار الألف ميل".
قفزات سريعة
وتابع ولي الأمر: "كان محمد على أعتاب السادسة، عندما بدأ رحلة التطوير بالمدرسة، تحت إشراف اختصاصيين على قدر عال من الكفاءة والتأهيل، من منتسبي الوزارة، وكانت النتيجة مبهرة، تجلت في قفزات سريعة في التحصيل الأكاديمي والقدرات النفسية والسلوكية والاجتماعية، في ظل دعم والدة محمد ومثابرتها مع متابعة دروسه، حتى أصبح يعرف الحروف والألوان ويعد الأرقام، وكانت فرحتنا غامرة لا توصف".
إشراقة أمل
ويضيف: "في صف الدمج "إشراقة أمل" بمدرسة حسان بن ثابت الابتدائية للبنين، أذهل محمد القائمين على تدريسه بقدرته الفائقة على التعلم، حتى أهلته نتائجه إلى الدمج الكلي في الصفوف العادية".
ويقول: "محمد حالة استثنائية، حيث اندمج كلياً بشكل أسرع من المتوقع، وذهلنا عندما أخبرتنا معلمة الفصل بأن زيارات المفتشين دائما تنطوي على البحث عن حالة محمد من جهة، وتقييم الفصل الدراسي بأكمله من جهة اخرى، والمذهل أن محمد كان يجيب عن أسئلة عجز أقرانه عن حلها، فتم تكريم محمد في حفلات التفوق باستمرار كل عام.
التعلم عن بعد
ويتابع ولي الأمر: "كنا نعتقد أننا سنواجه العقبات مع دخولنا التعليم الإلكتروني، إلا أن المفاجأة كانت بالحجم الهائل من الإمكانيات التي توفرت لمحمد وغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو يستطيع إعادة الدروس الرقمية والمصورة، والنظر في الأمثلة والوصلات الخارجية، وببساطة كان تعليماً ممتعاً افتقد زرع في ابننا شغف الاستزادة والتعلم الإضافي، وأتت نتائج الامتحان لتؤكد أنه لا مستحيل مع العمل، لقد كانت المفاجأة أن محمد ليس متفوقاً فحسب، بل كان من الثلاثة الأوائل على صفه بالخامس الابتدائي، محققًا العلامات الكاملة في جميع المواد، فسبحان الله القادر على كل شيء، قبل سنوات لم يكن ينطق البتة واليوم هو في عداد المتفوقين، بفضل ما وفرته مملكة البحرين من تعليم ملائم لقدرات الجميع".
{{ article.visit_count }}
بهذه الكلمات بدأ لنا والد الطالب محمد حسين الحداد من فئة التوحد في سرد قصة نجاح ابنه وتفوقه، وأضاف قائلاً: "في اليوم التالي وردني اتصال من الجهة المعنية بالتربية الخاصة بالوزارة، طالبةً مني إحضار ابني لإحدى المدارس القريبة من منطقة سكني، وكان اللقاء مع عدد من الاختصاصيين، وبعد حوالي الساعة من الاختبارات حادثونا بكل هدوء بأنهم يعتقدون أنه مصاب بالتوحد، وكي نحسم موضوع التشخيص العلمي الصحيح يجب أن يذهب لتقييمه في الطب النفسي، وبدأنا مشوار الألف ميل".
قفزات سريعة
وتابع ولي الأمر: "كان محمد على أعتاب السادسة، عندما بدأ رحلة التطوير بالمدرسة، تحت إشراف اختصاصيين على قدر عال من الكفاءة والتأهيل، من منتسبي الوزارة، وكانت النتيجة مبهرة، تجلت في قفزات سريعة في التحصيل الأكاديمي والقدرات النفسية والسلوكية والاجتماعية، في ظل دعم والدة محمد ومثابرتها مع متابعة دروسه، حتى أصبح يعرف الحروف والألوان ويعد الأرقام، وكانت فرحتنا غامرة لا توصف".
إشراقة أمل
ويضيف: "في صف الدمج "إشراقة أمل" بمدرسة حسان بن ثابت الابتدائية للبنين، أذهل محمد القائمين على تدريسه بقدرته الفائقة على التعلم، حتى أهلته نتائجه إلى الدمج الكلي في الصفوف العادية".
ويقول: "محمد حالة استثنائية، حيث اندمج كلياً بشكل أسرع من المتوقع، وذهلنا عندما أخبرتنا معلمة الفصل بأن زيارات المفتشين دائما تنطوي على البحث عن حالة محمد من جهة، وتقييم الفصل الدراسي بأكمله من جهة اخرى، والمذهل أن محمد كان يجيب عن أسئلة عجز أقرانه عن حلها، فتم تكريم محمد في حفلات التفوق باستمرار كل عام.
التعلم عن بعد
ويتابع ولي الأمر: "كنا نعتقد أننا سنواجه العقبات مع دخولنا التعليم الإلكتروني، إلا أن المفاجأة كانت بالحجم الهائل من الإمكانيات التي توفرت لمحمد وغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهو يستطيع إعادة الدروس الرقمية والمصورة، والنظر في الأمثلة والوصلات الخارجية، وببساطة كان تعليماً ممتعاً افتقد زرع في ابننا شغف الاستزادة والتعلم الإضافي، وأتت نتائج الامتحان لتؤكد أنه لا مستحيل مع العمل، لقد كانت المفاجأة أن محمد ليس متفوقاً فحسب، بل كان من الثلاثة الأوائل على صفه بالخامس الابتدائي، محققًا العلامات الكاملة في جميع المواد، فسبحان الله القادر على كل شيء، قبل سنوات لم يكن ينطق البتة واليوم هو في عداد المتفوقين، بفضل ما وفرته مملكة البحرين من تعليم ملائم لقدرات الجميع".