ياسمينا صلاح
أكَّدت الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب الدكتورة جواهر المضحكي، تطوير إجراءات وعمليات المراجعات، بهدف استمرار تقييم أداء البرامج الأكاديمية خلال الأوضاع الصحية الاستثنائية التي تشهدها البحرين.

وأوضحت أن الهيئة مستمرة في التركيز على تطوير قطاعي التعليم والتدريب، والاهتمام بكافة أطراف، ومكونات العملية التعليمية التعلمية، بدءاً من الطالب، والمعلم، والمناهج الدراسية، وانتهاءً بالبيئة التعليمية، والوسائل التعليمية المناسبة، ووسائل المعرفة المساندة، وَفْقَ الأُطر العامة لرؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي وضعت إستراتيجية شاملة لتطوير قطاعي التعليم والتدريب، وَفْقَ أحدث المعايير والممارسات الدولية، من خلال الأدوات، والآليات التي تقيس أداء عناصر العملية التعليمية، ووضع التوصيات المناسبة لتقويمها باستمرار، بهدف رفع معايير جودة التعليم والتدريب، والارتقاء بأداء المخرجات التعليمية، وربطها بتحقيق أهداف التنمية المُستدامة.

وأضافت خلال الإيجاز الإعلامي الحكومي الذي نظَّمه مركز الاتصال الوطني بالتعاون مع الهيئة أن جائحة كورونا أحدثت تغييرات جذرية في منهجية التعليم والتدريب على مستوى العالم، حيث كان لتبعات الجائحة الأثر البالغ على مؤسسات هذا القطاع، إلا أنَّ البحرين أثبتت قدرتها الفائقة في مواجهة تلك التحديات بفضل التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، والجهود الوطنية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

وشددتْ على أنَّ الهيئةَ جهة معنية بتطوير قطاعي التعليم والتدريب، وتقييم مخرجاته وجودة أداء مؤسساته، حيث حرصت على تقديم عدد من المبادرات التي تخدم العمليتين التدريبية والتعليمية، وتطويرهما بشكل مستمر؛ لمواجهة أي تغيرات، أو تحديات للنظم التعليمية والتدريبية.

وشرعت الهيئة منذ اللحظات الأولى لانتشار الجائحة على المستوى العالمي، وبكل طاقتها في تطوير أطرها لتقييم الأداء التعليمي والتدريبي في جميع المؤسسات التعليمية والتدريبية، وهو الأمر الذي تبلور وانعكس في إصدار «إطار تقييم جودة الممارسات المدرسية في الأوضاع الاستثنائية للمدارس الحكومية والخاصة، وإطار تقييم ممارسات التعليم والتدريب في الأوضاع الاستثنائية لمؤسسات التعليم والتدريب المهني»، وفق توجيهات الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، ومتابعة مستمرة من وزير شؤون الشباب والرياضة رئيس مجلس إدارة الهيئة أيمن المؤيد.

وتطرقت إلى تطوير الأُطر وعمليات المراجعات خلال الأوضاع الاستثنائية، وأهمّ التغيرات التي نتجت عن تأثير الجائحة، في منهجية التعليم والتدريب، وبيان كيفية تعامل فريق البحرين مع تداعياتها وتأثيراتها، وخاصة في مجال جودة التعليم والتدريب.

واستعرضت المبادرة الصادرة عن الهيئة بشأن تنفيذ أطر التقييم الاستثنائية التي طورتها الهيئة؛ لتقييم جودة الممارسات في المدارس الحكومية والخاصة، ومؤسسات التعليم والتدريب المهني، الأمر الذي نال استحساناً وقبولاً من المعنيين المحليين والإقليميين، وإشادة عدد من الخبراء الدوليين.

ونوهت المضحكي إلى ما قامت به الهيئة من تطوير في إجراءات وعمليات المراجعات ليستمر تقييم أداء البرامج الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي خلال الأوضاع الاستثنائية للفيروس.

وأشارت إلى أنَّ الهدفَ من إصدارِ تلكَ الأطرِ يتمثلُ في توثيقِ الجهودِ، والوقوفِ على جودةِ الممارساتِ المقدَّمةِ في مجالِ التعليمِ والتدريبِ عن بُعد لدى المؤسسات التعليمية والتدريبية في المملكة خلال الأوضاع الاستثنائية للفيروس، وإيماناً منها بضرورةِ تزويدِ متخذي القرار والجهات المرتبطة بالمنظومة التعليمية والتدريبية في المملكة بالصورة المتكاملة عما يتم تقديمه في تلك المؤسسات خلال هذه الفترة الاستثنائية؛ للوقوفِ على الجوانب الإيجابية، وتلك التي تحتاج إلى تطوير، مبينةً في الوقت ذاته أنَّ هذه الجهود تأتي من أجل دفعِ عمليةِ التحسين المستمر، والعمل على نشر مفهوم ثقافة التقييم الذاتي، والمساءلةِ بين المؤسسات، فضلاً على تحديد ونشر الممارسات الجيدة، وتقديم التوصيات لتطوير النظام التعليمي والتدريبي بالمملكة.

وأوضحت أنَّ جهوداً كبيرةً بُذلتْ لإصدار تلك الأطر، وفق عدد من الإجراءات والدراسات، بفضل جهود منتسبي الهيئة الذين رصدوا ممارسات المؤسسات التعليمية والتدريبية، وتزوَّدوا بمعلومات حول أدائها خلال هذه الفترة، كما اطَّلعوا عن كثب على إجراءات وعمليات التحوُّل إلى التعليم والتدريب عن بعد، بالإضافة إلى عمل تقييم افتراضي لمؤسسات التعليم والتدريب، وتوثيق الممارسات التعليمية والتدريبية الجيدة خلال الفترة الاستثنائية، وكذلك ورش العمل الافتراضية التي عقدت لتدريب وتوعية منتسبي المؤسسات التعليمية والتدريبية، وبناء كفاياتهم فيما يتعلق بكيفية تقييمهم في ظل الأوضاع الاستثنائية، إلى جانب عقد المنتديات الافتراضية؛ لمناقشة أفضل السبل لممارسة واستدامة تعليم وتدريب فاعل في ظلّ هذه الظروف؛ للاستفادة من نتائجها، ومن ثمَّ تنفيذ توصياتها.

وذكرت أنّه منذ بدء الانتشار العالمي للجائحة، تمت دراسة وضع المؤسسات بإجراء استطلاع لآراء الإدارات التعليمية والإدارية، والقيادات المدرسية، والمعلمين، وأولياء الأمور، والطلبة، والذي نتج عنه تحديث إجراءات، وعمليات، وأدوات التقييم بما يتناسب مع متطلباته في ظلّ هذه الأوضاع، إضافة إلى استحداث منصّة إلكترونية «Online Hub» تابعة للهيئة؛ لتسيير عملية التواصل مع المؤسسات، وتحميل الأدلة المطلوبة لعملية التقييم.

وأكَّدت أنَّ تكليفات الهيئة ومهامها، وجهودها التي بذلتها منذ إنشائها في تطوير الأداء التعليمي والتدريبي لتحقيق الأهداف المرجوة، وخاصة ما قامت به في ظل الظروف الراهنة، شكلت رؤيةً مستقبليةً واضحةً، للاستفادة من مخرجات التقييم في تطوير المقاييس، والعمل بشكل دوري على تحديث ومراجعة الأطر الاستثنائية، والإجراءات، والعمليات؛ لتتناسب مع أي تطورات في الظروف الحالية أو الطارئة.

وشددت على أنَّ الهيئةَ مستمرةٌ في تقييمِ المدارسِ الحكومية والخاصة، ومؤسسات التعليمِ والتدريب المهني وَفْقَ الإطار الاستثنائي، على أنْ يتمَّ الرجوعُ للإطار الاعتيادي وفق مقتضيات المرحلة ومتطلبات الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس.

وأوضحت أن التدريب والتوعية على كثير من اللقاءات مع مؤسسات التعليم والتدريب وتدريبهم على هذا التطور الاستثنائي والتقييم الذاتي، إذ يوجد تواصل مع هذه المؤسسات للتأكد من معرفتهم على العمل بهذا الإطار الاستنثائي، بالإضافة إلى مراعاة الأوضاع الاستثنائية والعديد من الأمور تم تصحيحها وتم التواصل مع الجهات المعنية لتلبية الاحتياجات.

ونوهت بأن البحرين دائماً حريصة على حصول الطفل على حقوقه وخصوصاً في التعليم حتى في وجود الصعوبات والأزمات، ما يبين مدى حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على أبنائه، وتمت دراسة الوضع بشكل مفصل لأخذ الآراء وطرق الأبواب التي يمكن طرقها.