تستمر فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار "قصص الحيوان" ليومه الثاني في تقديم عدة ورش وحلقات ثقافية متخصصة في الأدب وتثقيف الأطفال، عن طريق تواجد شخصيات مختلفة من أكثر من 28 دولة حول العالم، تحمل خبرات وامكانيات عالية، وكان للشخصيات البحرينية تواجد ملفت وقوي في هذا الملتقى، حيث مثلت جانب الخبرة والأدب في عدة مجالات، وأضافت كثيراً من تجربتها خلال السنوات الماضية.
ومن خلال تواجد وكالة أنباء البحرين في ملتقى الشارقة الدولي للراوي، التقينا بمجموعة من الشخصيات البحرينية، التي كان لها بصمة واضحة في مجال الأدب وفن الأطفال.
الفنان البحريني المحبوب الأستاذ محمد ياسين المعروف بـ (بابا ياسين)، الذي كان له حضور ملفت وأسهم بشكل كبير في فعاليات هذا الملتقى، قال عن مشاركته: "تلقيت الدعوة من الشارقة لحضور هذا الملتقى الجميل، حيث كنت أتمنى أن أشاهد مجموعة من الرواة من مختلف دول العالم واحضر أعمالهم، إلا أن ملتقى الشارقة جمع كل هؤلاء في مكانٍ واحد وهو أمرٌ جميل لنا جميعاً. شخصياً لدي تجربة طويلة في مجال الأطفال خاصة (نادي الأطفال)، الذي قدمته في سنة 1972م في تلفزيون أبوظبي، والذي استمر لفترة طويلة، ولا أزال اقدم هذا البرنامج الذي اكتسب شهرة كبيرة. وفي تلك الفترة كنت مدرس وكانت الإمكانيات والأدوات المتوفرة لدي محدودة، إلا أن وزارة الإعلام في أبوظبي بادرت بتدريبي وتطويري عن طريق ابتعاثي لكثير من المؤتمرات والدورات في برامج الأطفال خاصة التعليمية، مما نمى لدي الموهبة وساعدني على الاستمرار في تقديم البرنامج".
وحول امكانية الجيل الحالي والقادمة من الصغار تقبل فكرة الراوي ومتابعة الحكايات التي تتجسد فيها الحيوانات صورة الشخصيات الرئيسية، أكد (بابا ياسين) أن هناك صفة مشتركة في جميع الأجيال، ففي السابق لم تكن هناك وسيلة ترفيهية أو تحصيلية غير جهاز التلفاز، على عكس الوقت الحالي الذي تتوفر فيه كثير من وسائل الترفيه المختلفة من أجهزة شخصية وجوالات، لذا أصبح على صناع محتوى الأطفال وبرامجه معرفة وابتكار أساليب جديدة لمعرفة ماذا يحتاج الطفل، والدخول إليه من هذا الباب، لا أن نعيد نفس البرامج والقصص القديمة بالطرق العادية التي لا يتقبلها هذا الجيل، ففي الوقت الحالي، تحتاج كل البرامج والمحتويات إلى توحيد فكرة غرس القيم.
وقال (بابا ياسين): "إن البرنامج الذي عرض في العام الماضي (أعيالنا) في تلفزيون البحرين، احتوى على فقرات تهتم بغرس هذه القيم، التي وصلت إلى الأطفال بشكل بسيط ومقبول، وحببتهم في قيم الماضي. وحاليا يتوجب علينا جميعاً دراسة الجيل القادم دراسة مستفيضة، ومعرفة احتياجاته وكيف يمكننا غرس قيمنا الاصيلة فيه بأساليب جديدة، وكل ذلك يتطلب جهد واجتهاد، وأن تتعاون المؤسسات في ذلك، وكم أتمنى أن تعود مؤسسات إنتاج البرامج المشتركة في دول مجلس التعاون، وأن تتبنى هذه المؤسسة هذا الأمر، كما قدمت سابقاً برنامج (افتح يا سمسم)، عن طريق جلب أدباء وعلماء ومفكرين وفنانين وإعلاميين، والخروج بنتيجة هي برنامج قيم، وناجح قدم الكثير لأجيال متتالية على مدى السنين".
وعن المشاركة البحرينية في الملتقى، بين الأستاذ والفنان محمد ياسين مدى سعادته بالتواجد البحريني القوي في هذا الملتقى من كتاب ومثقفين، وهو ما تميز به هذا الملتقى بأنه يستقطب شخصيات ذات شأن وعلاقة في المحتوى، ويعطي المشاركين الاهتمام الذي يستحقونه، والتكريم الذي يليق بهم، مما انعكس على نوعية الطرح في الملتقى، وساهم في تطويره على مدى السنوات الماضية.
اما الدكتور راشد نجم الأمين العام لأسرة الأدباء والكتاب في البحرين، فقد تواجد في ملتقى الشارقة وخص وكالة أنباء البحرين بهذا التصريح قائلاً: "ملتقى الشارقة الدولي اعتاد كل عام على انتقاء موضوع محدد تدور حوله كل الأبحاث والإصدارات التي تنشر من خلال المعهد. وهذا العام تم اختيار موضوع جميل وهو (قصص الحيوان)، ومن المفرح جداً أن تكون البحرين مشاركة بمجموعة كبيرة من الباحثين والمهتمين وحتى الفنانين، وهذا الحضور المتميز للبحرينيين يعكس جانب مهم جداً، وهو أن البحريني يحمل الكثير من الثقافة والتراث والجانب البحثي، ما يعزز من مكانته في أي مكان أو ملتقى أو محفل ثقافي أو تراثي".
وعن تواجده في هذا الملتقى، بين نجم أن مشاركته في ملتقى الشارقة مستمرة منذ سنوات طويلة، وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها، وتكون مشاركته بورقة يقدمها في الملتقى، وهذا العام كانت المشاركة حضورا ومشاركة الندوات والفعاليات.
وأكد نجم أن "ما يميز الملتقى هذا العام هو الالتفات إلى التراث الإنساني، فقصص الأطفال دائما كان الحيوان فيها حاضر، بحيث يقال على لسانه ما لا يقال بالشكل الطبيعي، بدءاً بكتاب الحيوان للجاحظ، ومرورا بكليلة ودمنة وغيرها. فالحيوان دائماً الشخصية التي يحمل عليها كل دور، وأسلوب لإيصال المعلومة او النصيحة للأطفال، فحتى في المسرح تعتبر شخصية الحيوان أكثر الأساليب نجاحاً في إيصال الرسالة، لان الحيوان دائماً جاذب، وهو الأمر الذي ركز عليه ملتقى هذا العام وهي فكرة في غاية الروعة".
واختتم نجم تصريحه بتوجيه الشكر إلى معهد الشارقة للتراث والدكتور عبدالعزيز المسلم على هذه الدعوة ودعوة كل الفنانين والمهتمين البحرينيين.
ومن جانبها، عبرت الفنانة سناء يونس عن سعادتها بحضور هذا الملتقى والذي تشارك فيه للمرة الأولى، وقالت "إن الملتقى يشارك فيه عدد كبيرة من الشخصيات من 28 دولة، وما شهدته من تجارب لهؤلاء المشاركين من مختلف الدول قدمت لها فائدة كبيرة رغم خبرتها الطويلة في مجال الفن والأطفال خصوصا". وتحدثت عن تجربتها في برنامج مثل (افتح يا سمسم) وتأثير أفلام الكارتون المترجمة على الاطفال من ناحية تكوين الشخصية ومن ناحية التعليم، وكيف قدمت البرامج في السابق وطرحها بأسلوب تربوي بألفاظ بسيطة للأطفال، مما أسهم في ترسيخ هذه الاعمال في عقل كثير من الأجيال.
وأكدت يونس أن تواجد كل هذا العدد من المختصين في مجال تعليم وتثقيف الأطفال يعد فرصة لإعادة تكوين خطة وفكرة تساهم في تقديم أعمال حديثة وبأساليب مختلفة، تكون حلقة وصل لثقافتنا وقيمنا بين الأجيال الماضية والقادمة.
وشددت الفنانة سناء يونس على ضرورة أن تراعي البرامج التي تقدم للأطفال اللغة المستخدمة ومحتواها، مؤكدة أن اللغة العربية لغة جميلة ولها جمهور كبير خارج الوطن العربي.
وقالت: "من تجربة واقعية حية قدمت نموذج لمجموعة من الطلبة في إيطاليا يتعلمون اللغة العربية السليمة عن طريق برنامج افتح يا سمسم، وهو أسلوب اتبعته احدى المدرسات العرب في تعليم الطلبة، ولاقى نجاحاً وحببهم في البرامج التي قدمت في تلك الفترة، وهو تأكيد أن الأعمال التي تحتوي على قيم ومواد تربوية أعمال خالدة على مدى بعيد".
{{ article.visit_count }}
ومن خلال تواجد وكالة أنباء البحرين في ملتقى الشارقة الدولي للراوي، التقينا بمجموعة من الشخصيات البحرينية، التي كان لها بصمة واضحة في مجال الأدب وفن الأطفال.
الفنان البحريني المحبوب الأستاذ محمد ياسين المعروف بـ (بابا ياسين)، الذي كان له حضور ملفت وأسهم بشكل كبير في فعاليات هذا الملتقى، قال عن مشاركته: "تلقيت الدعوة من الشارقة لحضور هذا الملتقى الجميل، حيث كنت أتمنى أن أشاهد مجموعة من الرواة من مختلف دول العالم واحضر أعمالهم، إلا أن ملتقى الشارقة جمع كل هؤلاء في مكانٍ واحد وهو أمرٌ جميل لنا جميعاً. شخصياً لدي تجربة طويلة في مجال الأطفال خاصة (نادي الأطفال)، الذي قدمته في سنة 1972م في تلفزيون أبوظبي، والذي استمر لفترة طويلة، ولا أزال اقدم هذا البرنامج الذي اكتسب شهرة كبيرة. وفي تلك الفترة كنت مدرس وكانت الإمكانيات والأدوات المتوفرة لدي محدودة، إلا أن وزارة الإعلام في أبوظبي بادرت بتدريبي وتطويري عن طريق ابتعاثي لكثير من المؤتمرات والدورات في برامج الأطفال خاصة التعليمية، مما نمى لدي الموهبة وساعدني على الاستمرار في تقديم البرنامج".
وحول امكانية الجيل الحالي والقادمة من الصغار تقبل فكرة الراوي ومتابعة الحكايات التي تتجسد فيها الحيوانات صورة الشخصيات الرئيسية، أكد (بابا ياسين) أن هناك صفة مشتركة في جميع الأجيال، ففي السابق لم تكن هناك وسيلة ترفيهية أو تحصيلية غير جهاز التلفاز، على عكس الوقت الحالي الذي تتوفر فيه كثير من وسائل الترفيه المختلفة من أجهزة شخصية وجوالات، لذا أصبح على صناع محتوى الأطفال وبرامجه معرفة وابتكار أساليب جديدة لمعرفة ماذا يحتاج الطفل، والدخول إليه من هذا الباب، لا أن نعيد نفس البرامج والقصص القديمة بالطرق العادية التي لا يتقبلها هذا الجيل، ففي الوقت الحالي، تحتاج كل البرامج والمحتويات إلى توحيد فكرة غرس القيم.
وقال (بابا ياسين): "إن البرنامج الذي عرض في العام الماضي (أعيالنا) في تلفزيون البحرين، احتوى على فقرات تهتم بغرس هذه القيم، التي وصلت إلى الأطفال بشكل بسيط ومقبول، وحببتهم في قيم الماضي. وحاليا يتوجب علينا جميعاً دراسة الجيل القادم دراسة مستفيضة، ومعرفة احتياجاته وكيف يمكننا غرس قيمنا الاصيلة فيه بأساليب جديدة، وكل ذلك يتطلب جهد واجتهاد، وأن تتعاون المؤسسات في ذلك، وكم أتمنى أن تعود مؤسسات إنتاج البرامج المشتركة في دول مجلس التعاون، وأن تتبنى هذه المؤسسة هذا الأمر، كما قدمت سابقاً برنامج (افتح يا سمسم)، عن طريق جلب أدباء وعلماء ومفكرين وفنانين وإعلاميين، والخروج بنتيجة هي برنامج قيم، وناجح قدم الكثير لأجيال متتالية على مدى السنين".
وعن المشاركة البحرينية في الملتقى، بين الأستاذ والفنان محمد ياسين مدى سعادته بالتواجد البحريني القوي في هذا الملتقى من كتاب ومثقفين، وهو ما تميز به هذا الملتقى بأنه يستقطب شخصيات ذات شأن وعلاقة في المحتوى، ويعطي المشاركين الاهتمام الذي يستحقونه، والتكريم الذي يليق بهم، مما انعكس على نوعية الطرح في الملتقى، وساهم في تطويره على مدى السنوات الماضية.
اما الدكتور راشد نجم الأمين العام لأسرة الأدباء والكتاب في البحرين، فقد تواجد في ملتقى الشارقة وخص وكالة أنباء البحرين بهذا التصريح قائلاً: "ملتقى الشارقة الدولي اعتاد كل عام على انتقاء موضوع محدد تدور حوله كل الأبحاث والإصدارات التي تنشر من خلال المعهد. وهذا العام تم اختيار موضوع جميل وهو (قصص الحيوان)، ومن المفرح جداً أن تكون البحرين مشاركة بمجموعة كبيرة من الباحثين والمهتمين وحتى الفنانين، وهذا الحضور المتميز للبحرينيين يعكس جانب مهم جداً، وهو أن البحريني يحمل الكثير من الثقافة والتراث والجانب البحثي، ما يعزز من مكانته في أي مكان أو ملتقى أو محفل ثقافي أو تراثي".
وعن تواجده في هذا الملتقى، بين نجم أن مشاركته في ملتقى الشارقة مستمرة منذ سنوات طويلة، وهذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها، وتكون مشاركته بورقة يقدمها في الملتقى، وهذا العام كانت المشاركة حضورا ومشاركة الندوات والفعاليات.
وأكد نجم أن "ما يميز الملتقى هذا العام هو الالتفات إلى التراث الإنساني، فقصص الأطفال دائما كان الحيوان فيها حاضر، بحيث يقال على لسانه ما لا يقال بالشكل الطبيعي، بدءاً بكتاب الحيوان للجاحظ، ومرورا بكليلة ودمنة وغيرها. فالحيوان دائماً الشخصية التي يحمل عليها كل دور، وأسلوب لإيصال المعلومة او النصيحة للأطفال، فحتى في المسرح تعتبر شخصية الحيوان أكثر الأساليب نجاحاً في إيصال الرسالة، لان الحيوان دائماً جاذب، وهو الأمر الذي ركز عليه ملتقى هذا العام وهي فكرة في غاية الروعة".
واختتم نجم تصريحه بتوجيه الشكر إلى معهد الشارقة للتراث والدكتور عبدالعزيز المسلم على هذه الدعوة ودعوة كل الفنانين والمهتمين البحرينيين.
ومن جانبها، عبرت الفنانة سناء يونس عن سعادتها بحضور هذا الملتقى والذي تشارك فيه للمرة الأولى، وقالت "إن الملتقى يشارك فيه عدد كبيرة من الشخصيات من 28 دولة، وما شهدته من تجارب لهؤلاء المشاركين من مختلف الدول قدمت لها فائدة كبيرة رغم خبرتها الطويلة في مجال الفن والأطفال خصوصا". وتحدثت عن تجربتها في برنامج مثل (افتح يا سمسم) وتأثير أفلام الكارتون المترجمة على الاطفال من ناحية تكوين الشخصية ومن ناحية التعليم، وكيف قدمت البرامج في السابق وطرحها بأسلوب تربوي بألفاظ بسيطة للأطفال، مما أسهم في ترسيخ هذه الاعمال في عقل كثير من الأجيال.
وأكدت يونس أن تواجد كل هذا العدد من المختصين في مجال تعليم وتثقيف الأطفال يعد فرصة لإعادة تكوين خطة وفكرة تساهم في تقديم أعمال حديثة وبأساليب مختلفة، تكون حلقة وصل لثقافتنا وقيمنا بين الأجيال الماضية والقادمة.
وشددت الفنانة سناء يونس على ضرورة أن تراعي البرامج التي تقدم للأطفال اللغة المستخدمة ومحتواها، مؤكدة أن اللغة العربية لغة جميلة ولها جمهور كبير خارج الوطن العربي.
وقالت: "من تجربة واقعية حية قدمت نموذج لمجموعة من الطلبة في إيطاليا يتعلمون اللغة العربية السليمة عن طريق برنامج افتح يا سمسم، وهو أسلوب اتبعته احدى المدرسات العرب في تعليم الطلبة، ولاقى نجاحاً وحببهم في البرامج التي قدمت في تلك الفترة، وهو تأكيد أن الأعمال التي تحتوي على قيم ومواد تربوية أعمال خالدة على مدى بعيد".