مريم بوجيريأكدت اختصاصية علاج نفسي إكلينيكي وسلوكي بمركز سلوان للطب النفسي خديجة العويناتي، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت متنفساً وملجأً للكثير من الأفراد، لاسيما الفتيات في عمر المراهقة وأولئك الذين يعانون من الوحدة أو العزلة الاجتماعية، فأصبح تصفح مختلف وسائل التواصل الاجتماعي سبيلاً للتسلية والترفيه ومع كثرة الصفحات التي تستعرض السلع المتنوعة من ملابس وأطعمة وأكسسوارات وغيرها إحدى السبل التي يعالج بها البعض تقلباتهم المزاجية والنفسية، خاصة مع كثرة المعروض وسهولة الوصول إلى المنتج عن طريق البيع الإلكتروني بالإضافة إلى العروض والإعلانات التي يقوم بها مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي التأثير النفسي على زيادة الرغبة في الاستهلاك والتشجيع عليه.وبينت أن البعض يلجأ للتخفيف من حدة المشاعر السلبية إلى عدد من السلوكيات التي تساهم في التحسن المؤقت للحالة المزاجية كالتسوق مثلاً، إذ يعتبر الشراء العاطفي أحد المشكلات النفسية الشائعة المرتبطة باضطرابات التحكم في الدوافع بحيث يدمن بعض الأشخاص نتيجة مقاومتهم لإغراءات ودوافع معينة أو كتم أفكار معينة على سلوكيات أو عادات محددة كالإفراط في الشراء والاستهلاك لحاجيات غير ضرورية، حيث يشعرون أثناء ذلك بالنشوة والسعادة سرعان ما يعقبها مشاعر الندم ولوم الذات.وفيما يتعلق بـ"الهبة" والتي أصبح الكثير من الأشخاص يلجؤون لها مؤخراً في الإقبال على سلعة معينة أو خدمة معينة بكثرة، صنفت العويناتي أنها ضمن ما يعرف في علم النفس بالتفكير الجماعي أو التأثير الاجتماعي، حيث تؤثر آراء الجماعة وسلوكاتها في شخصية الفرد وتوجهاته رغبة منه في التوافق مع توقعات الآخرين وحاجته لأن يكون محبوباً لاسيما وسط الجماعة التي تماثله في السن، ونرى هذه الظاهرة تزداد عند الفئة العمرية الشابة نظراً لاحتياج هذه المرحلة للقبول والحب والاندماج مما يساهم في سرعة انتشار الموضات المختلفة والهبات الغريبة التي قد لا تتناسب مع عادات المجتمع وتقاليده أو تكون خارجة عن الذوق العام إلا أن تأثير الجماعة يكون أقوى من رفض مثل هذه التغيرات عند البعض، خاصة عندما نضيف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر تلك الظواهر بصور مختلفة الأمر الذي يشجع على التجربة تماشياً مع الجماعة.