سيستفيد منه 800 معلم ويوفر فرصة للتواصل مع خبراء دوليين..


تخطو مملكة البحرين خطوات متقدمة في مجال تطوير النظام التعليمي من خلال المراسيم والقرارات التي صدرت بالفترة الماضية لإعادة هيكلة النظام التعليمي بما يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة، وقد جاء الاحتفال السنوي بيوم المعلم الموافق 5 أكتوبر مناسبة لانطلاق منتدى عالمي للمعلمين باسم "إثراء"، والذي أقيم بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبمشاركة شخصيات تعليمية مؤثرة.

ورعى افتتاح هذا المنتدى العالمي سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، حيث تناولت عناوين جلساته التعامل التعليمي مع المستقبل، وبخاصة من بعد تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) والتي أدت إلى الانتقال للتعليم عن بُعد، والتأكيد على دور المعلم في قيادة الصف المدرسي باعتباره حجر الزاوية في عملية التعليم.

وشهد المنتدى مشاركة مسؤولين من دول عديدة، من بينهم السيد أندرياس شلايشر مدير التعليم والمهارات والمستشار الخاص لسياسات التعليم للأمين العام لمنظمة التعاون كالاقتصادي والتنمية والذي كان المتحدث الرئيسي الأول بالمنتدى وقدّم محاضرة عن التوجهات العالمية في التعليم بعنوان "تعليم الطلبة لمستقبلهم وليس لماضينا"، والسيدة نيكي كاي وزيرة التعليم السابقة في نيوزلندا وهي المتحدثة الرئيسية الثانية بجلسات المنتدى والتي قدّمت محاضرة عن "التعلّم في القرن الحادي والعشرين".

كما شارك في الحلقات النقاشية بالمنتدى عدد من الخبراء والمتخصصين الدوليين إلى جانب عدد من الشخصيات من مملكة البحرين، حيث تحدّث في أولى الحلقات التي جاءت بعنوان "ماهي ملامح التعليم المدرسي في القرن الحادي والعشرين؟" كل من الدكتورة تريسي برنز رئيس الأبحاث في منظمة التعاون الاقتصادية والتنمية، والسيد أنثوني مكاي الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتعليم والاقتصاد في استراليا، والدكتور تيد بيورينتون عميد كلية البحرين للمعلمين، والسيدة تالا فخرو الرئيس التنفيذي للمشاريع بمجلس التنمية الاقتصادية بمملكة البحرين.

أما في الحلقة النقاشية الثانية والتي حملت عنوان "اسأل خبير: كيف يمكن للمعلمين تطبيق الأساليب التعليمية للقرن الحادي والعشرين في الصف المدرسي؟"، فقد شارك فيها كل من السيدة ريم مارتو رئيس إقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمؤسسة التعليم للجميع والدكتور محمد مبارك جمعة المدير العام لشؤون المدارس بوزارة التربية والتعليم ورئيس مجلس إدارة كلية البحرين للمعلمين، بالإضافة إلى الشيخة أسيل بنت خليفة آل خليفة رئيسة لجنة التعليم بمدرسة بيان البحرين وعضو مجلس إدارة كلية البحرين للمعلمين، والأستاذة فاطمة سالم رجب معلم بوزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين.

وما ميّز المنتدى العالمي أنه جمع بين فئات عديدة ترتبط بالنظام التعليمي، مثل المعلمين وهم الشريحة الأوسط في الاحتكاك مع الطلبة وصناع القرار وممثلين عن مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والخاصة.

وساهم المنتدى من خلال جلساته العديدة في تعريف المعلمين على أفضل الممارسات وآخر ما توصلت له البحوث في مجال ممارسات التعليم، بالإضافة إلى تمكينهم من القيام بدورهم الأساسي المتمثل في دعم مبادرات تطوير التعليم وتطوير كفاءاتهم لتعزيز مشاركة الطلبة ورفع جودة مخرجات التعلم وتحسين مستوى الفاعلية والتحفيز الذاتي لديهم.

وتأكيداً على تحقيق المنتدى لغاياته فستتبعه خلال المرحلة القادمة سلسلة من ورش العمل والمحاضرات التي ستمتد على مدى 6 أشهر وسيستفيد منها 800 معلم، حيث تم تصميم هذه الورش لتسلّط الضوء على التوجهات الحديثة في مجال التعليم والتعلم عن طريق توفير منصة تُمكّن المعلمين من التواصل مع خبراء دوليين والتباحث في أفضل الممارسات العالمية ضمن 4 موضوعات رئيسية وهي: التقويم والتقييم لدعم تطوّر الطلبة، وتنمية الإبداع ومهارات حل المشكلات، والتقييم الذاتي المهام ودور المعلم في تحسين أداء المدرسة، وتعزيز التفاعل مع الطلبة.

وستكلّل أعمال المنتدى العالمي للمعلمين "إثراء" بعقد مؤتمر ختامي في شهر مايو 2022 لتُعرض فيه خلاصة التجارب ومناقشة الآراء وأفضل الممارسات، إلى جانب نتائج الاستبيانات، وذلك بمشاركة المختصين والخبراء والمتدربين.