استضاف مسرح البحرين الوطني مساء اليوم الإثنين الموافق 11 أكتوبر 2021م فعالية تدشين كتاب "دليل أكسفورد في الفلسفة" وهو الإصدار الثالث والأربعون لمشروع نقل المعارف، وذلك بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار والدكتور الطاهر لبيب مدير المشروع، إضافة إلى تواجد عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "يستمر مشروع نقل المعارف في التأكيد على أهمية عملنا في بناء جسر تواصل بيننا وبين الانتاج المعرفي والحضاري العالمي، عن طريق ترجمة كتب ومؤلفات كبرى شكلت محطات مشعة في حركة العلوم والمعارف المعاصرة، إن إصدار مشروع نقل المعارف لكتاب مثل دليل أكسفورد في الفلسفة لهو خير دليل على دوره في الارتقاء بوعي مجتمعاتنا وتعزيز انفتاحها على الآخر".
من جانبه أكد الدكتور الطاهر لبيب أن الهدف من مشروع نقل المعارف الذي أطلقته هيئة البحرين للثقافة والآثار عام 2014م كان ولا يزال نقل المعارف والخبرات المتميّزة عالميًّا، إلى مملكة البحرين وإلى العالم العربي، باعتبار أن ذلك يساهم في التعارف والحوار بين الشعوب والثقافات، مشيراً إلى أن المشروع يعكس صورة مملكة البحرين المنفتحة ويعبّر عن مراهنتها على الثقافة في تطوير المجتمعات وفي مواجهة الانغلاق والتطرّف.
وقال: "إنّ الاحتفاء بكتاب "دليل أكسفورد في الفلسفة" هو احتفاء، بعمل كبير، من بين خمسين كتابًا صدر منها خمسة وأربعون، والبقية تحت الطبع. وقد تبيّن أن هذه الكتب وجدت رواجًا واسعًا في مختلف البلدان العربيّة إلى حدّ أن أغلبها يعاد طبعه" أما "دليل أكسفورد في الفلسفة" المشهور والمعتمد، عالميًّا، فهو يعتبر، من دون أدني شك، إنجازًا غير مسبوق، عربيًّا، مضيفا أن "الكتاب تطلّب صدوره خمس سنوات، بدءًا بترجمته ومراجعاته المختلفة وتحريره وتوثيقه وعرضه على المتخصصين، وكل هذا قبل إعداده للطباعة، ونحن واثقون من أنه سيكون مرجعًا أساسيًّا في مجاله لدى الأساتذة والباحثين والطلاب".
وواصل الدكتور لبيب حديثه: "إن مشروع نقل المعارف، بهذا العمل المعرفي الرّائد في الترجمة الدقيقة والأمينة وبما صاحبها من أنشطة أخرى مثل الندوة الدولية عن " صورة الآخر: نظرات متقاطعة" (عام 2016) وتنظيم دورتين للملتقى العربي الأوروبي لشباب الباحثين في العلوم الاجتماعيّة (عاميْ 2015 و 2016) هو مبادرة بحرينيّة جادّة وتسترعي الانتباه، كما تستحقّ أن يستفاد، عربيًّا، من تجربتها. ولقد كانت وراءها، تتابعها وتساندها، معالي الشيخة مي آل خليفة التي لولاها ما كانت تكون".
هذا وتميز الكتاب، الصادر في جزأين، بالدقة والعمق والشمول وبتنوُّع المساهمين فيه. نال شهرة واسعة، منذ طبعته الأولى الصادرة عام 1995 التي تمّ تنقيحها وأضيفت إليها مداخل جديدة في طبعة ثانية هي المنقولة هنا، إلى العربيّة. الحصيلة: 2230 مدخلًا وضعها 291 متخصّصًا، منهم 34 فيلسوفًا من جامعة أكسفورد. هذه المداخل مدعّمة بمقالات مطوّلة في فروع من المعرفة، وفي مدارس، ونظريّات، ومناهج ذات صلة بالفكر الفلسفيّ. ما العلاقة بين الذِّهن والجسد؟ هل لنا إرادة حرّة؟ ما هي أسس المعرفة؟ هل للطبيعة قوانين؟ ما الذي يجعل الجملة صادقة؟ كيف يسبِّب شيءٌ ما شيئًا آخر؟ ما قيمة الفنّ؟ هل للحياة معنى؟ هل ثَمّة سبب للإيمان بالله؟ هل صحيح أنه ليس ثمّة ما هو صالح أو سيّء، وإنّما التفكير هو ما يجعله كذلك؟ هذا الدليل يجيب عن أسئلة كبرى كهذه، ويربط بين مداخله بإحالاتٍ تُغنيها، وتوجد متعةً في تتبّعها وقراءتها.
من الجدير ذكره أن مشروع نقل المعارف يقوم على ترجمة خمسين كتابًا عالميًا، وينقلها إلى اللغة العربية، وتنتمي هذه الكتب إلى خمسة مجالات من العلوم الإنسانية هي: العقلانيات والعلوم الاجتماعية والفنون والاتصال وتحليل الخطاب. ولا يسعى مشروع نقل المعارف إلى ترجمة الأفكار والمعارف فقط، بل يركّز على منح القارئ العربي فرصة الاطلاع والتفكّر في مسائل فكرية وظواهر تاريخية واجتماعية وفنية أغنت مسيرة الحضارة البشرية. وتشمل قائمة الكتب المترجَمة قواميس معرفية عالمية مثل كتاب "قصة الفن" الذي ألّفه غومبرتش، وهو في طبعته السادسة عشرة، وصدر في سبعة ملايين نسخة.