يُعد مرض شلل الأطفال من أقدم الأمراض التي أصابت الإنسان منذ العصور القديمة، وهو مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويُحدث الشلل التام ويٌصيب الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى؛ وفي عام 1988م أعلنت جمعية الصحة العالمية الحادية والأربعون التزام منظمة الصحة العالمية باستئصال شلل الأطفال، حيث اتفق خبراء الصحة على ضرورة أن يكون استئصال مرض شلل الأطفال أولوية لدى الحكومات من خلال اعتماد السياسات وتطبيق الاستراتيجيات الموضوعة لاستئصال الشلل.
وتُشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لاستئصال مرض شلل الأطفال من كل عام في تاريخ 24 أكتوبر، حيث اتخذت البحرين كافة الإجراءات اللازمة للتخلص من شلل الأطفال من خلال نظام المراقبة وتحصين المناعة، وحققت بذلك إنجازًا باهرًا تفخر به، إذا أن مؤشرات الترصد الوبائي والمخبري والتمنيع الوطنية تؤكد خلو مملكة البحرين من شلل الأطفال، وتم الإشادة بحساسية النظام الصحي للكشف المبكر عن الحالات المشتبه بها وارتفاع معدلات التغطية بالتمنيع، حيث لم تُسجل حالات إصابة بشلل الأطفال البري لأكثر من عقدين في مملكة البحرين، وكل ذلك بفضل الدعم والمتابعة الحثيثة من القيادة الرشيدة حفظها الله روعاها، والكفاءات الصحية والوعي المجتمعي بمملكة البحرين.
كما وضعت مملكة البحرين خطة التأهب لمجابهة فاشيات شلل الأطفال عند وفادته لا قدر الله وخطة مخبرية لاحتواء فيروسات شلل الأطفال، وتحرص مملكة البحرين على تقديم خدمات اللقاحات مجاناً في قسم رعاية الطفولة والأمومة في جميع المراكز الصحية لجميع المواطنين والمقيمين بالمملكة، كما ويتم التأكد من استكمال التطعيمات لطلبة وطالبات المدارس قبل التحاقهم بأي مرحلة دراسية في المدارس الحكومية والخاصة. ولضمان مجتمع صحي خالٍ من شلل الأطفال، فإن وزارة الصحة تُراقب معدلات التغطية بالجرعات الروتينية ضد شلل الأطفال. فقد تجاوزت نسبة التغطية بثلاث جرعات روتينية من الطعم الواقي لشلل الأطفال 95% منذ العام 1997 حتى الآن وقد انعكس ارتفاع معدلات المناعة المجتمعية في الحفاظ على خلو المملكة من تسجيل حالات إصابة بالفيروس البري أو الفيروسات المشتقة من اللقاحات، وقد وصلت مؤشرات التمنيع للمعايير العالمية للإشهاد لاستئصال شلل الأطفال، فضلاً عنه تنظيم حملات التطعيم الوطنية إذا اقتضت الحاجة وقد كان للحملات الوطنية السابقة أثرًا بارزاً في رفع معدلات المناعة للوقاية من المرض.
وتسعى منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من خلال المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، والتي تُعد أكبر شراكة صحية قائمة بين القطاعين العام والخاص، والتي تمكّنت من خفض حالات شلل الأطفال بنسبة 99%. حيث لم يعد شلل الأطفال موجودًا إلًا في أشدّ مجتمعات العالم فقرًا، وتهدف المبادرة إلى تطعيم كل طفل دون استثناء باللقاح المضاد لشلل الأطفال وضمان عالم خالٍ من هذا المرض؛ خدمة لمصالح الأجيال القادمة.