دعا المشاركون في ندوة "إدارة المياه المصاحبة للنفط" إلى ضرورة تكثيف البحوث والدراسات في مجال إدارة المياه المصاحبة للنفط واهمية التعرف وتوظيف التقنيات والأساليب المتوفرة محلياً وعالمياً في هذا المجال، مؤكدين أهمية معالجة المياه المصاحبة للنفط ومناقشة الاثر البيئي لهذه المياه واقتراح الحلول التي تساهم في التخفيف من هذه الاثار واستغلال هذه المياه بعد معالجتها.
وقال رئيس اللجنة العلمية بجمعية علوم وتقنية المياه الخليجية الأستاذ الدكتور وليد خليل زباري أن هذه الندوة، التي نظمتها الجمعية بالشراكة مع الجمعية العمانية للمياه، قد حددت أهم التحديات التي تواجه إدارة هذه المياه والفرص المتاحة للاستفادة منها، واستعرضت أفضل الممارسات في إدارة هذه المياه في دول المجلس. وأشار إلى أنه يتم يوميا إنتاج كميات هائلة من المياه المصاحبة للنفط في دول المجلس، وهي في تزايد كلما زاد عمر الحقول النفطية، وتحتوي هذه المياه على العديد من المواد غير المرغوب بها وهي مواد معلقة أو ذائبة عضوية وغير عضوية ومعادن ثقيلة وشحوم وبعض الإضافات الكيماوية التي تستخدم أثناء عملية الإنتاج، والتي يجب معالجتها قبل التخلص منها مما يمثل تحدياً بيئيا وتقنياً عالياً، وقال: "تحت ظروف الندرة المائية في دول المجلس، تمثل هذه المياه، إذا ما تم معالجتها وإدارتها بالشكل المطلوب فرصة عالية للمساهمة في مواجهة الندرة المائية وتقليل التكاليف المصاحبة لمتطلبات المياه المتزايدة، ولقد بينت بعض التجارب في دول المجلس هذا بشكل واضح، ولذا تم تنظيم هذه الندوة لكي يتم النظر في هذه التجارب والاستفادة منها".
ومن جانبه، أشار الدكتور راشد العبري منسق الندوة وممثل الجمعية العمانية للمياه إلى أن الندوة، التي أدار جلساتها الدكتور محمد الرواحي من قطاع البحث والابتكار بوزارة التعليم العالي العمانية، تحدث فيها خمس محاضرين من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومملكة البحرين بينوا خلالها أهمية الإدارة المتكاملة للمياه المصاحبة للنفط، إذ عرض المهندس هاني خليفة رئيس جمعية الشرق الأوسط للمياه المصاحبة للنفط وكبير مستشاري العمليات بشركة أرامكو السعودية تجربة شركة أرامكو بالمملكة العربية السعودية، فيما عرض المهندس منذر البطاشي مهندس أول إدارة المياه بشركة تنمية نفط عمان في الجلسة الثانية تجربة شركة نفط عمان وطريقتها في الاستفادة من المياه المصاحبة للنفط وأليات استغلال المياه المصاحبة للنفط في سلطنة عمان، وعرض المهندس توفيق الغشام مؤسس شركة التحلية بالمملكة العربية السعودية وخبير سابق بشركة أرامكو السعودية في الجلسة الثالثة الدروس المستفادة من عمليات معالجة المياه المصاحبة للنفط. وتحدث المهندس حسين مكي المستشار بهيئة النفط والغاز بمملكة البحرين عن تقنيات معالجة المياه المصاحبة للنفط وتكلفتها الاقتصادية في الجلسة الرابعة، في الوقت الذي استعرض الدكتور محمد العبري مدير مركز ابحاث تقنية النانو بجامعة السلطان قابوس تطبيقات تقنية النانو في معالجة المياه المصاحبة للنفط في الجلسة الخامسة.