"في الحقيقة صعب أن يُعبّر أي شخص عن نفسه، ولكن الضوء يحتاج إلى التحرر من قيود العتمة، ليشق طريقه للانتشار".
بهذه الكلمات بدأت الطالبة الكفيفة المبدعة إيمان حبيب محمد من مدرسة غازي القصيبي الثانوية للبنات حديثها عن نفسها، واسترسلت قائلة: "جعلني الله أمتاز عن الناس بالنظر القلبي عوضًا عن النظر بالعين، فقد عشت طفولتي وأنا أحب التعلم والمعرفة إلى أن عشقت أن أترجم هذه المعارف إلى كتابات، فوجدت الكتابة والتأليف متنفسي اللذيذ الذي يسر به خاطري".
وأضافت إيمان: "كنت منذ صغري أحب مادة اللغة العربية، وأشارك في مسابقات في مجالات متنوعة بالمدرسة الإعدادية، حتى وصلت إلى المدرسة الثانوية التي جعلتني أتخصص في الكتابات الأدبية، فكانت باكورة أعمالي مقال كتبت في التعلم المستدام، ففوجئت بحفاوة مبهرة من قبل إدارة المدرسة ومعلماتها، مما جعلني أتشجع من أجل المزيد، وها أنا اليوم أكتب روايتي الأولى الخيالية، ومع الأيام القادمة بإذن الله سأنشرها".
وواصلت: "المكانة التي وصلت إليها لم تكن نتيجة لجهدي فقط، وإنما كانت محصلة تظافر جهود متعددة يعجز اللسان عن شكرها، وخاصةً من مديرة المدرسة سارة الرويعي التي كانت بالنسبة لي الداعم الأول، وكانت تدعم تقديم ورش أسبوعية تحت عنوان (نوافذ الذات)، والتي فتحت الطريق أمامي لأصقل موهبة الكتابة، إلى جانب فاطمة العنزي اختصاصية مكتب الإرشاد الأكاديمي التي كانت على تواصل معي أولاً بأول في كل مشكلة أواجهها، فهي من أنشأت قناة (ضيّ غازي) التي تعنى بتدريس المواد الذاتية لي ولصديقتي التي حباها الله بمثل ميزتي، فكانت هذه الاختصاصية بمثابة الدرع الحصين لي لدرء المعضلات، وثالثاً أشكر معلماتي اللواتي دعمنني في كل شيء على مستوى التطبيقات والشروح والتلخيصات وبث الدروس، فهن القبس الذي أنار حياتي".
قصة نجاح إيمان التي بدأت بكتابة مقال بسيط ووصلت إلى كتابة رواية متكاملة تعد إحدى ثمار سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس الحكومية، والتي تقدم خلالها وزارة التربية والتعليم الرعاية المتكاملة لهم، إيماناً بحقهم في التعليم، وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، مع تزويد المدارس بما يناسب هذه الفئة من وسائل وأدوات تعليمية وكوادر بشرية متخصصة، والإشراف على تطبيق برنامج الدمج من قبل مختصين بالوزارة، مما أدى إلى تصنيف منظمة اليونسكو لمملكة البحرين ضمن الدول الرائدة في توفير التعليم للجميع.