صرحت أحلام أحمد العامر الوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي، تعقيباً على ما أثير في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن كتاب التربية الأسرية (أسر 101) الذي يطبق في المدارس منذ عام 2007م ضمن كتب مقررات التربية الأسرية، بأن المناهج الدراسية تقوم على أسس ومبادئ علمية وتربوية، تعزز من الحوار بهدف التنمية الشخصية الشاملة للمتعلم، وترسخ ثوابت العقيدة والقيم والأخلاق ولا تحيد عنها، يقودها معلمون داخل الصفوف، فهم من يوجهون المتعلمين بأساليب تربوية تتضمن استراتيجيات وطرق تعليم وتعلم محفزة للتفكير ترتكز على علم النفس التربوي، مشيرةً إلى أن هذا الدرس مطبق منذ سنوات عديدة ولم ترد حوله أية ملاحظات، فمن يطلع على الدرس والوحدة ككل سيتبين له الأهداف التربوية المرجوة منه، والمحتوى العلمي الذي يرسخ بناء الذات والاعتزاز به.
وبناء على ما سبق، فقد تم إعداد الوحدة التعليميّة المعنونة بـ (مفهوم الذات) في كتاب التربية الأسرية للصف الأول الثانوي، والتي تتناول الذات من جانب الهويّة الشخصيّة، وهي المقوّمات التي يختصّ بها الفرد بما يميّزه عن غيره من الأفراد، على غرار: الاسم، الجنس، تاريخ الميلاد، الحالة الاجتماعيّة، الملامح... إلخ، وجانب كيفيّة بناء الذات بناءً إيجابيّاً، وبالنظر إلى هذين الجانبين؛ فإنّ الوحدة تضمنت أسئلة تعليمية لغايات تربوية تعزز من قدرة المتعلم على الحوار والمناقشة، مشيرةً الأستاذة أحلام العامر إلى أن معلمين يشرفون على الدرس وفق ضوابط واعتزاز بالقيم العربية والإسلامية والتربوية، فالأسئلة التي وردت في الصفحة (11) هي نشاط فردي، ويعتبر نشاطاً استهلالياً في مقدمة الدرس لتحفيز المتعلمين، وهو محكوم بجملة أهداف تربوية يحققها المعلم أثناء عملية التعليم والتعلم في الحصة الدراسية، وهذه الأهداف التربوية وردت بوضوح في الصفحة المقابلة للنشاط المذكور، والتي يحرص المعلم أن يحققها من خلال الحصة عن طريق طرح الأسئلة حول مفهوم الطالب لذاته، ليتبنّى مفاهيم إيجابيّة يعتز من خلالها بهويّته الشخصيّة بجميع مقوّماتها، ليصل الطالب إلى إدراك قيمة الذات والثقة والاعتزاز بالنفس.
وفي الصفحات (10-37) نجد أنها تتضمن أهدافاً معززة للقيم الدينية ومبادئ الحياة السليمة، وذكرت حرفياً في الصفحة (29) بعنوان (كيف نبني شخصيتنا ونطورها؟) والتي نصت على الإيمان العميق بالله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى بيده مفاتيح الخير والهداية، إلى جانب قيم أخرى تنمي الإحساس الايجابي بالذات.
كما أن الدرس الثاني من الوحدة نفسها يتضمن القيم الإنسانية والإسلامية وأثرها في تكوين الشخصية، وهذا يعزز القيمة التي تسعى الوحدة كاملة غير مبتورة الى تأصيلها في نفوس النشء، بضبط محتوى الدروس وربطها بالأهداف المحددة الواضحة والتي نصت عليها بداية الوحدة وحددت مخرجات التعلم المطلوبة، حيث أن مقررات التربية الأسرية تتضمن مهارات حياتية وسمات خلقية تصقل شخصية الطالب من جميع الجوانب، وتعزز القيم الأخلاقية كما يوصي ديننا الإسلامي الحنيف، كما تعزز مفهوم الذات المتعلق بالجانب الإدراكي والمعرفي في شخصية الفرد، مثلما هو وارد في الأنشطة المتصلة بالمهارات الحياتية، والتي تتيح للطالب المفهوم الإيجابي والرضا عن الذات، فكل هذه المفاهيم يتم تدريب الطلبة على الوصول إليها من خلال مهارات طرح الأسئلة والتفكير والنقاش مع الزملاء وتحليل الإجابات للوصول الى النتائج، والاستفادة من محصلات تفكير الطلبة لبناء مقدمات الدروس والانطلاق منها لتناول المحتوى العلمي المراد طرحه، وهذه المهارات يدرب عليها الطلبة لزرع الثقة بالنفس لمواجهة الحياة المستقبلية، في ظل مفاهيم وقيم إسلامية وعربية عريقة.