أنار الله بصيرته وقلبه بالقرآن الكريم، بعد أن فقد نعمة البصر، فبدأ الحفظ في سن مبكرة، حتى أتمه كاملاً في العاشرة من عمره، باستخدام البرنامج النصي للكتابة والقراءة للمكفوفين، وتميز منذ صغره بشغفه وإقباله على الحفظ، وميوله نحو تحصيل العلوم الشرعية، فحصد بذلك العديد من الجوائز في المسابقات الكبرى ذات الصلة.
إنه الطالب محمد فضل حليم من الصف الثاني الثانوي بالمعهد الديني، الذي التحق به لتلقي العلوم الشرعية، وحظي بتكاتف الجميع، لتذليل العقبات أمامه، سواءً من جهة وزارة التربية والتعليم، التي وفرت له معلماً متابعاً من المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، أو من جهة مؤسسته التعليمية، التي ذللت كل عقباته الأكاديمية، وشجعته في مجال موهبته.
واستطاع محمد تحدي ظروفه الصحية، لتحقيق التفوق في كل عام دراسي، في ظل رعاية والده الذي شجعه على التميز الدراسي وعلى حفظ كتاب الله والسنة النبوية الشريفة، فضلاً عن دور الوزارة المحوري في رعايته من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، وهو يمضي قدماً في سبيل تحقيق المزيد من النجاحات.
ترتيله للقرآن الكريم بصوت شجي هبة من الله عززها بالاستماع الدائم إلى تلاوة والده وقراء آخرين، حيث يجيد محمد العديد من القراءات الشهيرة، ونتيجة لذلك يتم اختياره باستمرار للمشاركة كقارئ في أهم فعاليات الوزارة.
واعتاد محمد نيل التكريم المستمر لتفوقه الدراسي وتميزه في الفعاليات والمسابقات، حيث كرمه سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي، وغيره من المسؤولين بالدولة، في عدة مناسبات، كما استطاع الفوز بجوائز عدة، مثل جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم، ومسابقة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة لحفظ القرآن الكريم ومسابقة أحمد الفقيه، ومسابقة واحات القرآن,
ويأتي ذلك ضمن قائمة طويلة من قصص نجاح الطلبة من ذوي العزيمة والهمم، ممن تم دمجهم بنجاح في المدارس الحكومية، بإشراف وزارة التربية والتعليم، مع توفير الاهتمام اللازم بهم على صعيد الدراسة واكتشاف المواهب والإبداعات وتطويرها.