في 10 ديسمبر من كل عام أستعيد شريط الذكريات منذ أول يوم لالتحاقي بالعمل في صحيفة "الوطن" وحتى ساعة كتابة هذا المقال، احتضنتي "الوطن" كصحفية في بداية مشوارها المهني في قسم المحليات لتغطية كل ما يخص الشأن المحلي، تخصصت لفترة في تغطية أخبار المجالس البلدية والنيابية والحوادث وغيرها.

بدأت "الوطن" مشوارها بكوادر شبابية نصفهم من النساء في مختلف الأقسام التحريرية والإدارية ويشرفني بأن أكون منهن، فتحت أحضانها للشباب بكل أطيافهم، فكانت صحيفة الشباب الأولى، فتحت المجال للنساء بمسك زمام الإدارة في قسم الاقتصاد والتحقيقات والملاحق وغيرها، لم تشعر المرأة بالانتقاص من دورها وهي داخل حضن "الوطن"، بل على العكس كانت الأبواب تفتح أمامهن على مصراعيها، ولكل منهن الفرصة لسطوع اسمها في عالم الصحافة في مختلف المجالات دون تمييز أو انتقاص من قدراتها.

وبدأ مشواري مع "الوطن" في قسم المحليات حتى تخصصت في متابعة وتغطية أخبار المحاكم والقضايا بناء على طلبي الشخصي بخوص هذه التجربة التي لها طابعها الخاص، والمغايرة عن تغطية الفعاليات المحلية وبأنها تتطلب رجلاً "صحفياً" لما تتطلبه من جهد مضاعف كما يرى البعض، لكن إدارة التحرير شجعتني على خوضها والتميز فيها، وكانت من أمتع التجارب التي ساهمت في صقل وتشكيل مهاراتي الصحفية والحقوقية والقانونية في آن واحد، ومنها بدأت أتدرج في السلم الوظيفي من إدارة قسم المحليات والآن قسم الموقع الإلكتروني والمنصات الاجتماعية للصحيفة.

تكافؤ الفرص في "الوطن" كانت اللبنة الأولى لتأسيسها، وسبقت غيرها بأشواط في إعطاء المرأة الفرصة للنجاح والتميز دون تفرقة، فكل عام والوطن مركز للإبداع والتمييز في العطاء والمساواة.

زهراء حبيب

مشرف الموقع الإلكتروني