محمد رشاد - تصوير: سهيل وزير
خلال ندوة عن الراحل في «عيسى الثقافي»
أكد الأمين العام لمراكز الوثائق والدراسات الخليجية أمين عام دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، الدكتور فهد السماري، أن مركز الوثائق الخليجية سيكون حائط الصد، لكل من يريد أن يغير تاريخ الخليج العربي.
وأشار إلى أن المركز يعد مظلة لأكثر من 16 مركزاً في الخليج العربي وأداة التكامل فيما بينهما بهدف تزويدهم بالمعلومات والاحتياجات المطلوبة بما يخدم مسيرة التعاون الخليجي وخدمة تاريخ منطقة الخليج العربي.
وأضاف خلال ندوة فكرية نظمها مركز عيسى الثقافي أمس بعنوان: «الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة والتاريخ»، أن الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تستهدف مفهوم التاريخ الموثق بالمعلومة الصحيحة والمبني على الفكر الصحيح، منوهاً بمنهجية المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، أثرت الحياة الخليجية بالكثير وساهمت آراءه وأفكاره في تنمية الحياة الفكرية في دول التعاون الخليجي.
وأكد في كلمة خلال الندوة، أن الشيخ الراحل كان له دور بارز في تأسيس الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انطلاقتها في عام 1976، وتوليه لشؤونها منذ عام 1985 إلى عام 2005، وهي الفترة التي كانت فيها البحرين مقراً للأمانة، ليتوج هذا الارتباط بتولي سموه للرئاسة الفخرية للأمانة حتى وفاته -يرحمه الله-، مشيداً بإنجازات سموه الثقافية، والتاريخية، والعلمية، ومواقفه الشخصية على المستوى الإنساني خلال فترة رئاسته للأمانة.
بدورها قالت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «إن مواقف المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، خلال مسيرته الثقافية والعلمية تشمل الكثير والكثير من المواقف والوقفات العالقة في ذاكرتها»، مشيرة إلى أنه شمل برعايته أول كتاب أصدرته وكان في العام 1993، إذ ذكرت تبنيه للملف العلمي والثقافي وما ينتج عنه على الساحة لحبه للثقافة ومسؤوليته تجاه.
فيما أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن الراحل هو من أسس بتوجيه من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مركز الوثائق التاريخية وكان له دور كبير في رفع شأن هذا المركز وكان آنذاك من المراكز النادرة في المنطقة التي اختصت بجمع الوثائق.
ولفت إلى أنه كان رحمه الله من الأوائل الذين ألفوا كتب التاريخ البحريني معتمداً في ذلك على الوثائق التاريخية، مستذكراً بأنه رحمه الله أول من دعاه للمشاركة في مؤتمر البحرين عبر التاريخ عام 1983.
وقال: «إن منطلقات اختصاصات المركز قائمة على اهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى بدراسة التاريخ والوثائق، مقتبساً كلمة جلالته في افتتاحية العدد الأول من مجلة الوثيقة الصادر في يوليو من عام 1982، إذا كانت الحضارة هي ابنة التاريخ فإن التاريخ هو سجل الحضارة وكتابها وديوانها».
وأشار إلى أن الندوة جاءت وليدة قرار نبيل صادر عن اجتماع الأمانة العامة المنعقد عام 2019 بالرياض، وتوثق جهود رجلٍ استطاع أن يُقدِّمَ لتاريخنا وثقافتنا الوطنية الكثير، مبيناً أنه كانت هناك صلة تربط بين المغفور له وبين التاريخ والثقافة لم تنقطع، وتجسدت فيما قدَّمَهُ من نتاجات علمية كانت لها طبيعة مرجعيةٌ، خصوصاً في التاريخ للبحرين ومنطقة الخليج العربي، كما كان لها فضلٌ كبير في تعزيز البنية التحتية المعرفية. بينما استذكر مدير مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى الثقافي الشيخ راشد بن عيسى آل خليفة، المواقف والأحداث التي كان للشيخ عبدالله حضور مؤثر فيها، إلى جانب الإنجازات التي قدمها الشيخ عبدالله والمناصب التي تولاها خلال فترة كل حاكم من حكام البحرين الكرام.
واستهلت الجلسة الأولى بورقة قدمها، مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي الدكتور منصور سرحان، ذكر فيها اهتمامات الشيخ عبدالله بتأسيس المكتبات للتشجيع على البحث والقراءة والثقافة ونشر العلم والمعرفة، كالمكتبة الخليفية عام 1954، ومكتبة مركز الوثائق التاريخية، والمكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي.
كما استعرض مؤلفات سموه رحمه الله المرجعية ومراجعته وإشرافه على مجموعات من الكتب التاريخية التي ألفها بحرينيون، واهتمام الشيخ عبدالله بجمع الوثائق وإتاحتها، مشيراً إلى تدشين سموه أرشيف الصحافة الوطنية البحرينية في 2012 الذي تضمن نسخ الصحف الصادرة في البحرين منذ عام 1939. وقدمت مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث «نادي تراث الإمارات» فاطمة المنصوري، الورقة الثانية استعرضت خلالها اهتمام سمو الشيخ عبدالله بن خالد رحمه الله بالكتابة التاريخية حول منطقة الخليج، مؤكدة في ورقتها على جهوده في رصد الوثائق في جميع الأرشيفات العربية والإقليمية والدولية، بالخصوص أرشيف الاتحاد السوفيتي.
وأوضحت، أنه رحمه الله رعى تنظيم ندوة حول «العلاقات التاريخية بين روسيا ودول مجلس التعاون»، في يناير العام 1997 بمشاركة 15 مؤرخاً ومستشرقاً روسياً، إلى جانب العديد من الوثائق المتعلقة بالأرشيف الروسي.
وتناولت الجلسة الثانية مداولات أكاديمية حول منهج وفكر سمو الشيخ عبدالله بن خالد رحمه الله، حيث تناولت ورقة أستاذ التاريخ في جامعة قابوس العمانية الدكتور سعيد الهاشمي، دراسة في فكر ومنهج سموه من خلال تحليل مضمون «مجلة الوثيقة»، وأوضح أن كتابات سموه في التاريخ لها تأثير واضح على الوسط الثقافي والعلمي المحلي والخليجي، مشيراً إلى أن نبوغ وذكاء الشيخ عبدالله في نشأته كان عاملاً مهماً في تشكيل شخصيته.
فيما قدم الدكتور طلال الطريفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الإمام محمد بن سعود، في السعودية، ورقة حول السياق التاريخي لدى الشيخ عبدالله آل خليفة وارتباطه بالوعي، أبرزت اهتمام الشيخ عبدالله بالتاريخ والسياق التاريخي وطموحاته في العرض التاريخي، وأوضحت أن الشيخ عبدالله سار وفق منهج واضح في مجمل كتاباته الثقافية مبنية على حبه للتاريخ.
وأشار إلى أن اسم الشيخ عبدالله يعتبر الأبرز في المراجع التاريخية الحديثة في البحرين بحكم معاصرته للأحداث، كما تتسم كتاباته بالمصدرية والمرجعية، ويعتبر التاريخ هماً رافقه عمراً طويلاً.
من جانبه، أكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود أن الندوة كشفت الكثير من الجوانب الإنسانية والعلمية للراحل المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، منوهاً بأنه رحمه الله كان منفتحاً على الجميع ونبت نبته علمية وتعلم تعلماً دينياً وكان منفتحاً على الأدب والتاريخ، وأن الراحل ساهم في كتابة وتوثيق تاريخ البحرين.
وتضمنت الندوة معرضاً مصاحباً، احتوى على أبرز صور واقتباسات مصورة لسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله في مجالات التاريخ والأدب والشعر والثقافة.
{{ article.visit_count }}
خلال ندوة عن الراحل في «عيسى الثقافي»
أكد الأمين العام لمراكز الوثائق والدراسات الخليجية أمين عام دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، الدكتور فهد السماري، أن مركز الوثائق الخليجية سيكون حائط الصد، لكل من يريد أن يغير تاريخ الخليج العربي.
وأشار إلى أن المركز يعد مظلة لأكثر من 16 مركزاً في الخليج العربي وأداة التكامل فيما بينهما بهدف تزويدهم بالمعلومات والاحتياجات المطلوبة بما يخدم مسيرة التعاون الخليجي وخدمة تاريخ منطقة الخليج العربي.
وأضاف خلال ندوة فكرية نظمها مركز عيسى الثقافي أمس بعنوان: «الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة والتاريخ»، أن الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تستهدف مفهوم التاريخ الموثق بالمعلومة الصحيحة والمبني على الفكر الصحيح، منوهاً بمنهجية المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، أثرت الحياة الخليجية بالكثير وساهمت آراءه وأفكاره في تنمية الحياة الفكرية في دول التعاون الخليجي.
وأكد في كلمة خلال الندوة، أن الشيخ الراحل كان له دور بارز في تأسيس الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انطلاقتها في عام 1976، وتوليه لشؤونها منذ عام 1985 إلى عام 2005، وهي الفترة التي كانت فيها البحرين مقراً للأمانة، ليتوج هذا الارتباط بتولي سموه للرئاسة الفخرية للأمانة حتى وفاته -يرحمه الله-، مشيداً بإنجازات سموه الثقافية، والتاريخية، والعلمية، ومواقفه الشخصية على المستوى الإنساني خلال فترة رئاسته للأمانة.
بدورها قالت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «إن مواقف المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، خلال مسيرته الثقافية والعلمية تشمل الكثير والكثير من المواقف والوقفات العالقة في ذاكرتها»، مشيرة إلى أنه شمل برعايته أول كتاب أصدرته وكان في العام 1993، إذ ذكرت تبنيه للملف العلمي والثقافي وما ينتج عنه على الساحة لحبه للثقافة ومسؤوليته تجاه.
فيما أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، أن الراحل هو من أسس بتوجيه من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مركز الوثائق التاريخية وكان له دور كبير في رفع شأن هذا المركز وكان آنذاك من المراكز النادرة في المنطقة التي اختصت بجمع الوثائق.
ولفت إلى أنه كان رحمه الله من الأوائل الذين ألفوا كتب التاريخ البحريني معتمداً في ذلك على الوثائق التاريخية، مستذكراً بأنه رحمه الله أول من دعاه للمشاركة في مؤتمر البحرين عبر التاريخ عام 1983.
وقال: «إن منطلقات اختصاصات المركز قائمة على اهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى بدراسة التاريخ والوثائق، مقتبساً كلمة جلالته في افتتاحية العدد الأول من مجلة الوثيقة الصادر في يوليو من عام 1982، إذا كانت الحضارة هي ابنة التاريخ فإن التاريخ هو سجل الحضارة وكتابها وديوانها».
وأشار إلى أن الندوة جاءت وليدة قرار نبيل صادر عن اجتماع الأمانة العامة المنعقد عام 2019 بالرياض، وتوثق جهود رجلٍ استطاع أن يُقدِّمَ لتاريخنا وثقافتنا الوطنية الكثير، مبيناً أنه كانت هناك صلة تربط بين المغفور له وبين التاريخ والثقافة لم تنقطع، وتجسدت فيما قدَّمَهُ من نتاجات علمية كانت لها طبيعة مرجعيةٌ، خصوصاً في التاريخ للبحرين ومنطقة الخليج العربي، كما كان لها فضلٌ كبير في تعزيز البنية التحتية المعرفية. بينما استذكر مدير مركز الوثائق التاريخية بمركز عيسى الثقافي الشيخ راشد بن عيسى آل خليفة، المواقف والأحداث التي كان للشيخ عبدالله حضور مؤثر فيها، إلى جانب الإنجازات التي قدمها الشيخ عبدالله والمناصب التي تولاها خلال فترة كل حاكم من حكام البحرين الكرام.
واستهلت الجلسة الأولى بورقة قدمها، مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي الدكتور منصور سرحان، ذكر فيها اهتمامات الشيخ عبدالله بتأسيس المكتبات للتشجيع على البحث والقراءة والثقافة ونشر العلم والمعرفة، كالمكتبة الخليفية عام 1954، ومكتبة مركز الوثائق التاريخية، والمكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي.
كما استعرض مؤلفات سموه رحمه الله المرجعية ومراجعته وإشرافه على مجموعات من الكتب التاريخية التي ألفها بحرينيون، واهتمام الشيخ عبدالله بجمع الوثائق وإتاحتها، مشيراً إلى تدشين سموه أرشيف الصحافة الوطنية البحرينية في 2012 الذي تضمن نسخ الصحف الصادرة في البحرين منذ عام 1939. وقدمت مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث «نادي تراث الإمارات» فاطمة المنصوري، الورقة الثانية استعرضت خلالها اهتمام سمو الشيخ عبدالله بن خالد رحمه الله بالكتابة التاريخية حول منطقة الخليج، مؤكدة في ورقتها على جهوده في رصد الوثائق في جميع الأرشيفات العربية والإقليمية والدولية، بالخصوص أرشيف الاتحاد السوفيتي.
وأوضحت، أنه رحمه الله رعى تنظيم ندوة حول «العلاقات التاريخية بين روسيا ودول مجلس التعاون»، في يناير العام 1997 بمشاركة 15 مؤرخاً ومستشرقاً روسياً، إلى جانب العديد من الوثائق المتعلقة بالأرشيف الروسي.
وتناولت الجلسة الثانية مداولات أكاديمية حول منهج وفكر سمو الشيخ عبدالله بن خالد رحمه الله، حيث تناولت ورقة أستاذ التاريخ في جامعة قابوس العمانية الدكتور سعيد الهاشمي، دراسة في فكر ومنهج سموه من خلال تحليل مضمون «مجلة الوثيقة»، وأوضح أن كتابات سموه في التاريخ لها تأثير واضح على الوسط الثقافي والعلمي المحلي والخليجي، مشيراً إلى أن نبوغ وذكاء الشيخ عبدالله في نشأته كان عاملاً مهماً في تشكيل شخصيته.
فيما قدم الدكتور طلال الطريفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الإمام محمد بن سعود، في السعودية، ورقة حول السياق التاريخي لدى الشيخ عبدالله آل خليفة وارتباطه بالوعي، أبرزت اهتمام الشيخ عبدالله بالتاريخ والسياق التاريخي وطموحاته في العرض التاريخي، وأوضحت أن الشيخ عبدالله سار وفق منهج واضح في مجمل كتاباته الثقافية مبنية على حبه للتاريخ.
وأشار إلى أن اسم الشيخ عبدالله يعتبر الأبرز في المراجع التاريخية الحديثة في البحرين بحكم معاصرته للأحداث، كما تتسم كتاباته بالمصدرية والمرجعية، ويعتبر التاريخ هماً رافقه عمراً طويلاً.
من جانبه، أكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل محمود أن الندوة كشفت الكثير من الجوانب الإنسانية والعلمية للراحل المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، منوهاً بأنه رحمه الله كان منفتحاً على الجميع ونبت نبته علمية وتعلم تعلماً دينياً وكان منفتحاً على الأدب والتاريخ، وأن الراحل ساهم في كتابة وتوثيق تاريخ البحرين.
وتضمنت الندوة معرضاً مصاحباً، احتوى على أبرز صور واقتباسات مصورة لسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله في مجالات التاريخ والأدب والشعر والثقافة.