أكد عدد من سفراء مملكة البحرين تميز العمل الدبلوماسي البحريني على الصعيد العالمي، ووصفوا إنجازات مملكة البحرين بالإنجازات النوعية والكبيرة، وأوضحوا أن ثقل الدول وقوتها تبرز من خلال مواقفها الإقليمية والعالمية، فمملكة البحرين تتميز بقبول عالمي وتقدير دولي حيث نجحت في تبني ونشر قيم السلام لجميع دول العالم.
وأكدوا خلال برنامج إذاعي خاص بثته إذاعة البحرين بمناسبة اليوم الدبلوماسي لمملكة البحرين أن ما حققته الدبلوماسية البحرينية من نجاحات مشهودة خلال مسيرتها على مدى الخمسين عامًا الماضية، يأتي تحقيقًا للمبادئ والقيم الإنسانية التي تؤمن بها المملكة من تسامح وتعايش وتآخي، فمملكة البحرين تمكنت بسياستها الخارجية المتزنة والمرنة، ودبلوماسيتها النشطة والفاعلة، وحضورها الدولي المؤثر من تبوء مكانة دولية رفيعة في المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، أكد السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله، سفير مملكة البحرين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، أن وزارة الخارجية تعتمد كثيرًا على نهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في الشأن الخارجي، حيث استطاعت مملكة البحرين من تكوين علاقات وصداقات متينة على المستوى الدولي، معتمدة في ذلك على ترسيخ وتقوية ثقافة الحوار والسلام، وتتطلع إلى أن يكون للبحرين دور أكبر في القضايا العالمية مثل البيئة وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وغيرها، فالدول تقاس بدورها وتأثيرها لا بمساحتها الجغرافية.
وفي ما يتعلق بنهج مملكة البحرين، قال السفير عبدالله إن مملكة البحرين تبنت السلام والتسامح كسياسة لها، واستشهد بإنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي لما له من دور في إظهار البحرين كنموذج متقدم أمام العالم في ظل وجود صراعات عالمية مختلفة، منها الدينية والمذهبية والعرقية وغيرها، فالبحرين تقدم نفسها مثالًا أمام العالم للتعايش والتسامح، وهناك قبول وثناء لأي مقترح أو فكرة تتقدم به مملكة البحرين، فهي تلعب دورًا كبيرًا في القضايا الدولية، كما وتسهم في النقاش الدولي والذي يلقى الاحترام والتقدير، فسياسة مملكة البحرين هي سياسة تتميز بقبولها العالمي إضافة إلى دورها المؤثر في القمم العربية.
واختتم سفير مملكة البحرين لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية بالحديث عن نجاح مملكة البحرين في التصدي لجائحة كورونا والتي تعتبر مثالًا عالميًا، حيث أن توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، لتوفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين، كان له الأثر العالمي، إضافة إلى قيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ، لفريق البحرين الذي أثبت قدرته على مواجهة التحديات العالمية بقوة واقتدار، حيث نجحت البحرين من تقديم نفسها كقصة نجاح أمام العالم، إضافة إلى التقليل من الأخطار الاقتصادية والخسائر، حيث تم تصنيف مملكة البحرين في تقارير الكثير من المنظمات كأكثر دولة ناجحة في تدابيرها لمواجهة جائحة عالمية ذات مخاطر صحية واقتصادية كبيرة.
ومن جهته، أوضح السفير عبدالعزيز محمد العيد، رئيس قطاع شؤون مجلس التعاون بوزارة الخارجية، بأن الحضور الدبلوماسي لمملكة البحرين حضور متميز على مختلف الأصعدة، فالبحرين تأخذ زمام المبادرة في دعم القضايا العربية والإقليمية، كما أكد العيد دعم مملكة البحرين المستمر للقضية الفلسطينية والتي تعتبر في أعلى سلم أولويات المملكة في سياستها الخارجية، حيث تؤكد على مبدأ حل إقامة الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وأضاف أن مملكة البحرين كانت ولا تزال تدعم السلام وتدعم القضايا المصيرية للدول العربية وتأخذ زمام المبادرة فيها.
وبين السفير العيد أن مملكة البحرين تعتبر عضوًا فاعلًا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة، فهي تتميز بصوت معتدل ومسموع ومقدر من الجميع، وقد وطدت مملكة البحرين علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، مستذكرًا دور قيادات وزارة الخارجية السابقة والحالية في نجاح المسيرة الدبلوماسية، بدءًا من وزير الخارجية الأول سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ومن ثم معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وسعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
وفيما يتعلق بالإنجازات الدبلوماسية، قال السفير العيد أنها كثيرة، كان آخرها تميز مملكة البحرين في رئاسة قمة مجلس التعاون في دورتها 41 ، ولفت إلى النجاح الكبير الذي حققته مملكة البحرين خلال ترؤس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في عام 2003 لمجلس جامعة الدول العربية، ففي تلك الدورة كانت هناك تحديات عربية كثيرة، وكان لمملكة البحرين دورًا كبيرًا في دعم العمل العربي المشترك، إضافة إلى عضوية مملكة البحرين في مجلس الأمن بصفة غير دائمة والتي كان لها دورًا كبيرًا وبصمة لافتة، والبحرين مرشحة أيضًا في عام 2026 لعضوية مجلس الأمن ونتمنى النجاح في تحقيق ذلك، كما استذكر النجاح الكبير الذي تحقق من ترؤس مملكة البحرين للجمعية العامة ممثلة بالشيخة هيا بنت راشد آل خليفة كرئيسة للدورة الحادية والستين للجمعية العامة في 8 يونيه 2006، حيث كان إنجازًا بحرينيًا وعربيًا وعالميًا لافتًا في ذاك الوقت.
ومن جانبه، قال السفير بدر عباس الحليبي، سفير مملكة البحرين لدى جمهورية البرازيل الاتحادية، إن الحضور الدبلوماسي البحريني شهد نقلة نوعية منذ تولي جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم، فقد توسع التمثيل الدبلوماسي والذي امتد ليشمل العديد من العواصم الهامة، مما ساهم في تعزيز حضور البحرين الدبلوماسي، إضافة إلى وجود الكثير من المبادرات المتعلقة بالدبلوماسية متعددة الأطراف، وهناك مبادرات أخذت زخمًا كبيرًا مثل مبادرة تحديد الخامس من أبريل يومًا عالميًا للضمير، وهو مثال على التأثير الدبلوماسي الكبير الذي تتميز به مملكة البحرين.
وأكد الحليبي على أن لمملكة البحرين إنجازات متعددة على الصعيد الدبلوماسي، معتبرًا أن الإنجاز الأكبر خلال السنتين الماضيتين تمثل في التوقيع على إعلان مبادئ إبراهيم، والتي دشنت حقبة جديدة للسلام، وأعطت الجيل الجديد الشاب أملًا في المستقبل المشرق.
وختم الحليبي حديثه بتوضيح أن خمسة عقود مضت على العمل المنظم للدبلوماسية البحرينية، وهي سنوات عامرة بالعمل والنجاح والإصرار، وأكد أن الاحتفال باليوم الدبلوماسي للمملكة يمثل فرصة لتجديد العهد والولاء ومعاهدة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، على صون أمانة الوطن، ورفع اسم مملكة البحرين في المحافل الدولية، وستبقى مملكة البحرين واحة للسلام ومهدا للتعايش.