اصدر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، كتاب "أول الرؤى سلمان"، والذي يقدم جُهداً مُخلصاً للقراءة في شخصية ومسيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذي عايش المسؤولية مُنذ طفولته المُبكرة.ويأتي نشر هذه الحلقات عن فصول الكتاب "أول الرؤى سلمان"، في إطار الحرص على إثراء الذاكرة الوطنية، وإتاحة الفرصة أمام الأجيال القادمة لقراءة النهج الوطني لرجالات البحرين واستخلاص العبر والدروس من تجاربهم، وتعزيز دور القدوة القيادية في صياغة مبادئ وقيم العمل الوطني والتنموي في المملكة.يتضمن الفصل الأول من الكتاب، الذي حمل عنوان "البشرى الأولى .. سلمان الأمير البكر"، أن ولادة سموه حدثٌ استثنائي ترقبه كُل المُحيطين بالمغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وولي عهده آنذاك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في يوم الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1969م، حيث كانت ولادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله بداية المرحلة القريبة لولادة مملكةٍ جديدةٍ أعدها حكام البحرين بذخيرةٍ من حصاد التعليم والوحدة الوطنية، وارتبط ذلك بعددٍ من البعثات التي اهتمت بأن تُرسل أفضل وأنجب أبناء البحرين إلى مُختلفِ أنحاء العالم، وكما احتفلت البحرين في العام نفسه بالذكرى الخمسين على بدء التعليم النظامي فيها، الذي انطلق موكبه عام 1919م بتأسيس مدرسة الهداية الخليفية للبنين بالمُحرق.وتمضي هذه السيرة في تتبع الروافد الأولى لمسيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، حيث شق طريقه نحو التعليم النظامي ليُشارك في بيئةٍ أخرى هي المدرسة، فكان سموه شخصية اجتماعية استطاعت أن تجد طريقها إلى نفوس الأقران، نظراً لما يتمتع به من استعدادٍ اكتسبه من مجلس الحُكم وديوان والده ولي العهد آنذاك، ومشاركة صاحب السمو الملكي حفظه الله ضيفاً في دورةٍ تدريبيةٍ في إحدى وحدات قوة الدفاع، ضمن البرنامج الصيفي الذي تُنظمهُ قوة الدفاع لأبناء الضباط للتدريب على الضبط والربط، ومختلف فنون القتال والتعامل مع السلاح والرماية.كما تناول الفصل المرحلة الجامعية من مسيرةِ سموه حيثُ واصل دراسته العُليا خارج البحرين، والتحق بأعرق بيوت العلم في الولايات المُتحدةِ الأمريكية، في الجامعة الأمريكية بواشنطن التي كانت المحطة الأولى في تعليمه الجامعي، ما أسهمت في اكتساب سموه للمنهج العلمي وتعميق المعرفة. واختار سموه لذلك دراسة العلوم السياسية في تلك الجامعة العريقة التي يعود إنشاؤها إلى عام 1893م، وقد تخرج منها الكثير من الشخصيات المُهمة، التي كان لها دورها المؤثر في السياسة والاقتصاد وغيرها من القطاعات، وكان صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ضمن لائحة أهم خريجي هذه الجامعة العريقة لعام 1992م.فيما واصل سموه دراسته وعمل على إعداد رسالة الماجستير، التي نال بموجبها شهادته العُليا في فلسفة التاريخ، تناول في جانبٍ منها منطقة الخليج العربي، وقد أضافت هذه الجامعة بُعداً آخراً لاهتمامات سموه، وعبرت تلك الإضافة عن نفسها فيما مثله لبلاده من نشاطاتٍ دوليةٍ في مُختلف المجالات. كما وأسهم صاحب السمو الملكي حفظه الله في تدشين علاقةٍ مُهمةٍ بين مملكة البحرين والجامعة الأمريكية، تجسد ذلك من خلال تأسيس مقعدٍ للتعاون الدولي بكُلية الإدارة بالجامعة الأمريكية بواشنطن في عام 1994م، وعبر سموه عن هذه الخطوة بوصفها عمليةٌ لمدِ جسورِ التواصل بين الحضارات، من خلال الجامعات ومراكز البحوث والمحافل الأكاديمية.علاوةً على ما تقدم، فقد تناول الفصل المهام الجسام التي أُسندت إلى سموه كرجل الدولة، ليحمل أمانة قطاعاتٍ بعينها، فيما عمل كنائبٍ لرئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث، ثم رئيساً لمجلس الأمناء في عام 1995م، عندما شرفه بها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه برئاسة المجلس، وشارك صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في العديد من الأنشطة والمؤتمرات بصفتهِ رئيساً لمجلس أمناء هذا المركز، وأعطى سموه اهتمامه الكبير لتعزيز وتشجيع البحث العلمي، وكان لسموه الفضل في دعم دور المركز من خلال تدشين التعاون مع العديد من مؤسسات البحث العلمي.كما يستعرض هذا الفصل الدور القيادي الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لقوة دفاع البحرين، في كتابه الضوء الأول الذي أهداه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، ليحمل شعلة الضوء الأول بانضمامه إلى ركب مسيرة قوة دفاع البحرين، فقد تم تعيينه وكيلاً لوزارة الدفاع، وإشراكه نحو مزيدٍ من التطوير ومواكبة ما يستلزمه ذلك من الإدارة المُتقدمة. وقد أسهم سموه في فتح أفقٍ نوعيةٍ من التعاون المُثمر بين مملكة البحرين والقوى الفاعلة، واستشعار أهمية مواصلة البُعد الاستراتيجي التاريخي لمملكة البحرين، ودورها في قضايا الأمن والسلام في المنطقة والعالم ومجابهة الإرهاب.ويتطرق الفصل إلى تقلد حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد عام 1999م، حيث تم تشريف صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بتقلده ولاية العهد، إلى جانب استعراض المُبادرات الخلاقة وحرص سموه على سلامة الوطن وخدمة مسيرة التنمية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.ومنذُ تعيينه رئيساً لمجلس التنمية الاقتصادية عمل سموه على تشخيص تحديات الاقتصاد البحريني وأنظمة وآليات الاستثمار المُتبعة، إلى جانب الأنشطة المبذولة لترويج البحرين كوجهةٍ استثماريةٍ واقتصادية. وضمن منظومة التحديث الاقتصادي التي انطلقت في العام 2003م بقيادة سموه، شهدت ولادة العديد من المؤسسات والمُبادرات وتعزيز دور ريادة الأعمال ومبادرة مدراس المُستقبل، وغيرها من المُبادرات، التي مهدت لتدشين رؤية البحرين الاقتصادية 2030 في عام 2008م.وتتعدد رؤى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله التي كانت امتدادًا لرؤيةِ حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، لتشمل تعزيز الأمن والسلام، ودعم المسيرة التنموية الشاملة والنهوض بالتعليم ورفع مكانةِ البحرين الدوليةِ والعنايةِ بالرياضةِ والشباب، علاوةً على تشجيع الريادةِ والابتكارِ في مختلف مسارات التطوير وغيرها من الرؤى التي سنتطرق إليها كما أوردها الكتاب في الحلقات المُقبلة.