تحدى الطالب أحمد رمزي ناصر معاناته من اضطراب التوحد، بعد دمجه في مدرسة عالي الابتدائية للبنين، في تجربة حملت في طياتها تفاصيل مؤثرة، تؤكد أن كلمة مستحيل لا وجود لها لديه، إذ تغيرت حياته كلياً، وأصبح متفوقاً، اجتماعياً، متعدد المواهب والقدرات المميزة.
وقال والده إن رحلة أحمد بدأت في الصف الابتدائي بالعام الدراسي 2018/2019، بحضور الحصص في الصف الخاص لطلبة التوحد، مع الدمج الجزئي مع بقية الطلبة خلال الأنشطة، ومن ثم تم دمجه تدريجياً في المواد الدراسية، إلى أن تم دمجه كلياً في الصف العادي، بعد تهيئته لذلك من قبل معلمات التربية الخاصة، من خلال تطوير الجانب الأكاديمي، وتطبيق برنامج لتعديل السلوك وتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات.
وأضاف الأب: "أشكر لوزارة التربية والتعليم هذا الحرص على إشراك ولي الأمر في العملية التربوية والتعليمية، إذ عقدت المدرسة لقاءات مستمرة معي، لمتابعة سلوك الطالب وأدائه الأكاديمي، وتقديم الدعم اللازم بهذا الخصوص".
وأوضح: "التقارير التي ترصد حالة أحمد أظهرت أن أداءه في الصف العادي ممتاز، ويبدي رغبته بالمشاركة في الأنشطة الصفية المتنوعة في جميع المواد، ويتفاعل جيداً مع المعلمات، ويؤدي المهام المطلوبة منه، وهو مهذب، ولديه قدرات أكاديمية ممتازة في القراءة والكتابة والرياضيات، ويحرص على الاستئذان، ويمكنه الاعتماد على نفسه في الذهاب والعودة من دورة المياه، والخروج من الصف والعودة إليه، وموهوب في الرسم والتلوين، ويشارك في المسابقات والفعاليات والأنشطة المدرسية".
ويأتي ذلك في سياق قصص النجاح العديدة لسياسة دمج الطلبة ذوي العزيمة في المدارس الحكومية، والتي تنفذها وزارة التربية والتعليم، بعد أن وفرت كافة متطلبات نجاح التجربة من برامج متخصصة وكوادر مؤهلة وصفوف مجهزة وغيرها.