تشارك مملكة البحرين العالم احتفاءه باليوم الدولي للمرأة، والذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، في إطار اعتزازها بالتاريخ العريق للمرأة البحرينية وإسهاماتها الرائدة والمستدامة في دعم المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله.

وتشكل الاحتفالية الدولية لهذا العام فرصة لتسليط الضوء على دور المرأة البحرينية وتقدمها كشريك فاعل في تعزيز التنمية المستدامة في ظل الرؤية الملكية السامية، ودعم الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميـر سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وجهود المجلس الأعلى للمرأة منذ إنشائه في عام 2001 برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى حفظها الله.

حيث استطاعت المملكة بمتابعة من المجلس الأعلى للمرأة أن توفر بيئة تشريعية مثالية عززت من تقدم مشاركة المرأة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا على قواعد من المساواة وتكافؤ الفرص بين الجنسين، بإقرار أكثر من 150 أمرًا ملكيًا ‏وقانونًا وتعديلاً تشريعيًا وقرارًا وزاريًا داعمًا لحقوقها، وتشكيل 53 لجنة لتكافؤ الفرص في القطاع الحكومي و20 بالقطاع الخاص، و 18 بالمجتمع المدني، بما يواكب الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية (2013-2022)، والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها: اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو).

وأسهمت هذه الأجواء الحضارية في تعزيز ممارسة المرأة لحقوقها وواجباتها السياسية بعد دورها في إعداد ميثاق العمل الوطني، حيث شكلت نصف الكتلة الناخبة في الانتخابات النيابية والبلدية لخمس دورات متتالية منذ عام 2002، وحصدت 15% من مقاعد مجلس النواب في الانتخابات الأخيرة لعام 2018 ونسبة 23% من عضوية مجلس الشورى، و23% في المجالس البلدية وأمانة العاصمة، إلى جانب توليها رئاسة المجلس النيابي، وحضورها المشرف في صنع واتخاذ القرار كوزيرة ووكيلة وزارة ومديرة وسفيرة، وشغلها 46% من الوظائف التنفيذية و62% من الوظائف التخصصية في القطاع الحكومي، و33% في السلك الدبلوماسي، و12% من القضاة.

وارتفعت مساهمة المرأة البحرينية في مسيرة التنمية الاقتصادية إلى 43% من إجمالي القوى العاملة الوطنية، وبنسبة تتراوح بين 35% في القطاع الخاص و55% في القطاع الحكومي، و47% من أصحاب الأعمال، في ظل مبادرات المجلس الأعلى للمرأة بتدشين مركز متخصص لتنمية قدرات المرأة البحرينية، ومحافظ مالية لتمويل نشاطها التجاري والاستثماري، وتقديم جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتقدم المرأة البحرينية، و مبادرة "امتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة"، وغيرها من الجوائز والمبادرات. كما أولت المملكة اهتمامًا خاصًا بحماية حقوق المرأة وكرامتها الإنسانية بتوفير ضمانات تشريعية لحقوقها في الحصول على إجازة وضع مدفوعة الأجر مدتها ستون يومًا، وحظر التمييز في الأجور بالقطاعين الحكومي والخاص، واستفادتها من 24 ألف خدمة إسكانية خلال العقد الماضي، و55% من مساعدات الضمان الاجتماعي، وحقها في التقاضي بتدشين مبنى مستقل لمحاكم الأسرة في يناير 2018، ونيابة متخصصة للأسرة والطفل، بموجب قوانين الأسرة لسنة 2017، والحماية ‏من العنف الأسري لسنة 2015، والعدالة الإصلاحية للأطفال وحمايتهم من سوء المعاملة لسنة 2021.

على صعيد ذي صلة، تشير نتائج التقرير السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" للعام 2021 والخاص بقياس الفجوة بين الجنسين في 156 بلداً حول العالم، إلى أن مملكة البحرين قد حلت في المركز الأول خليجياً والثاني عربياً في مجال المشاركة الاقتصادية والفرص المتاحة أمام المرأة، وذلك في إنجاز نوعي جديد للمملكة لتقفز من المركز الثالث إلى المركز الثاني على المستوى الخليجي في قيمة المؤشر الإجمالي. حيث تمكنت من إغلاق 63.2% من الفجوة بين الجنسين مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 68%، كما أغلقت الفجوة في التعليم بنسبة 98.5% بما يفوق المتوسط العالمي البالغ 95%، وفي محور الصحة فقد أغلقت البحرين 96% من الفجوة وهي مطابقة لقيمة المتوسط العالمي لإغلاق الفجوة لهذا المحور، وانعكس هذا التحسن الملحوظ لمشاركة المرأة الاقتصادية على الصعيد الوطني بصورة مباشرة على تنافسية مملكة البحرين في هذا المجال دوليًا.

كما حققت مملكة البحرين نتائج متقدمة بحسب التقرير السنوي للفجوة بين الجنسين 2021 الصادر عن منتدى "دافوس" ذاته، حيث سدت مملكة البحرين الفجوة بين الجنسين في التعليم الثانوي والعالي لتحل في المركز الأول عالمياً لهذين المؤشرين، وتشير نتائج التقرير الى أن مملكة البحرين أغلقت 98.5% من الفجوة بين الجنسين في محور التحصيل العلمي وهي نتيجة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 95%.

ويشير تقرير رأس المال البشري الصادر عن البنك الدولي لعام 2020 إلى أن مملكة البحرين جاءت من بين أفضل خمس دول على مستوى العالم "الرابعة دولياً" في تفوق الفتيات على الأولاد في نتائج التعلم. وحققت الإناث نتيجة تبلغ 470 في نتائج الاختبارات الموحدة وبتفوق على الذكور الذين حققوا نتيجة 434 في هذه الاختبارات، كما تعتبر النتيجة المحققة للإناث في المرتبة الأولى عربياً وخليجياً والـ 48 على المستوى الدولي.

إن مملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك المفدى، ودعم صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبمتابعة من المجلس الأعلى للمرأة، وهي تحتفي بيوم المرأة العالمي، لتؤكد فخرها بمسيرة العطاء الوطني والإنجازات الرائدة للمرأة البحرينية في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة، وما بلغته من مكانة مرموقة إقليميًا ودوليًا برئاستها للاتحاد البرلماني العربي في دورته الحالية، وجاهزيتها لتنظيم فعاليات الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي العام المقبل، بعد إطلاق "جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة" منذ عام 2017 بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وتأكيد المرأة البحرينية جدارتها بشغل أرقى المناصب في المؤسسات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية.