شارك وكيل الزراعة والثروة البحرية سعادة المهندس إبراهيم حسن الحواج ممثلاً عن مملكة البحرين في اجتماع لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة عقدته في أبوظبي، وذلك حول التحول الأزرق ومساهمته في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في مقاومة التغير المناخي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن.

وفي كلمته خلال الاجتماع، قال المهندس الحواج: "مثل معظم دول مجلس التعاون الخليجي والجزر الصغيرة، تلعب مصايد الأسماك دوراً حيويًا للبحرينيين، إذ أن السمك هو أحد الأطباق الرئيسية على المائدة البحرينية، ولكن في العقدين الماضيين، شهدت البحرين ارتفاعًا في درجات حرارة المياه الجوية والبحرية مما تسبب في مجموعة واسعة من التأثيرات خاصة على الموائل الحساسة مثل الشعاب المرجانية، ووفقًا للدراسات أصبح تبيض المرجان حدثًا متكررًا يتسبب في تعطيل التغذية والحضانة ومناطق التفريخ لمعظم أنواع الأسماك المحلية.

وأضاف: يمكن أن يتسبب عدم استقرار الموائل البحرية في حدوث تغيير في بنية المجتمع المحلي للأسماك في المياه الإقليمية، وفي الوقت الحاضر بدأ المخزون السمكي المحلي يتأثر بزيادة في الحيوانات العاشبة قصيرة العمر أو غيرها من أنواع الأسماك سريعة النمو إذا ما قورنت بالأسماك طويلة العمر أو الأسماك آكلة اللحوم، والتي عندما تضاف إلى أنشطة الصيد الجائر والأنشطة البشرية الأخرى ستؤدي إلى استنفاد الأسماك المحلية مما يشكل تهديدأ لمصدر البروتين الطبيعي الوحيد في البحرين، مبيناً أن أحد الساليب الناجحة للحد من هذا التدهور الحالي هو من خلال أنشطة الاستزراع السمكي ورفع القدرة الانتاجية الواعدة لهذا القطاع.

وذكر الحواج أن "الاعتماد على الأسماك غير التجارية كمكون رئيسي في علف الأسماك المستزرعة لن يكون كافياً لتلبية متطلبات إنتاج تربية الأحياء المائية في المستقبل القريب، وسيكون من المهم متابعة الأنشطة البحثية والبحث عن البدائل المحتملة".

كما أشار إلى أن "التقلبات في درجات حرارة مياه البحر قد يؤدي إلى تقييد دورات إنتاج الأسماك في الأقفاص بسبب عدم قدرة الأسماك على تحمل درجة حرارة الصيف التي قد تصل إلى 37 درجة مئوية لفترة طويلة، كما تؤدي الزيادة في درجات الحرارة البحرية والجوية مع الزيادة الهائلة في معدلات التبخر إلى ضغط هائل على موائل أشجار القرم التي تعاني أيضًا من ندرة الأمطار السنوية وإمدادات المياه العذبة".

ودعا وكيل الزراعة والثروة البحرية إلى "تكاتف الجهود الإقليمية والدولية للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ التي تؤثر على الأمن الغذائي على الكوكب والأجيال المستقبلية".

وقال في كلمته: "نحن بحاجة إلى إعادة تقييم مواردنا من الكربون الأزرق، وكيفية الاحتفاظ به وصيانته، ونحث اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على النظر إلى هذه المنطقة كمركز للكربون الأزرق، حيث إننا بحاجة إلى استخدام التقنيات الجديدة والناشئة لتحقيق التوازن المناسب بين البيئة (موارد الكربون الأزرق) والأنشطة التجارية".

وعرض المهندس الحواج في كلمته بعض الآثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ على هذه المنطقة والتي تحتاج إلى تقييم ومعالجة، ومنها التغيير في موسم تكاثر الأسماك، التأثير على المخزون السمكي، التأثير السلبي لتغير المناخ على إنتاج الأحياء المائية في عرض البحر بسبب درجة حرارة المياه السطحية، وتكاثر الطحالب الضارة المتكررة وتقليل الأكسجين المذاب، وزيادة تكلفة إنتاج الاستزراع المائي".

وخلال الاجتماع تم تسليط الضوء على مدى تأثر شبه الجزيرة العربية بشكل خاص بمشكلة التغيير المناخي سواء كان ذلك من حيث التنوع البيولوجي أو فقدان الإنتاجية أو ارتفاع مستوى سطح البحر أو التعرض لظواهر الطقس المتطرفة. حيث كان الغرض الرئيسي من هذا الاجتماع هو السماح للبلدان بالتعبيرعن احتياجاتها وأولوياتها فيما يتعلق بآثار تغير المناخ المتوقعة على قطاعات إنتاج الأغذية المائية لديها.

وقال الدكتور دينو فرانسيسكوتي موتيس المنسق الإقليمي الفرعي للفاو وممثل منظمة الأغذية والزراعة في دولة الإمارات: "على الرغم من أن الأسماك لديها أقل بصمة كربونية بين جميع السلع الغذائية، إلا أن مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية هي في طليعة المتأثرين بتغير المناخ".

وخلال الاجتماع، قدم البروفيسور مانويل بارانج، مدير قسم مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في منظمة الأغذية والزراعة مفهوم التحول الأزرق، أحد مجالات الجديدة لبرنامج الفاو الذي يهدف إلى بناء مصاىد الأسماك وتربية الأحياء المائية المستدامة والقادرة على التكيف مع التغير المناخي.

وقال بارانج إن "الابتكار والتكنولوجيا هما المحركان الرئيسيان لتحويل أنظمة الأغذية المائية، وإن التحول الأزرق يضع أهدافًا طموحة لتربية الأحياء المائية المستدامة لتكون أكثر إنتاجية، ولإدارة مصايد الأسماك بشكل أفضل ولإدارة سلاسل القيمة السمكية أكثر كفاءة وقابلية للتطبيق وشمولية ".