تعافت أسعار النفط في تعاملات الخميس، لكنها ما زالت غير قادرة على محو جميع الخسائر التي تكبدتها الأسبوع الحالي والتي تجاوزت الـ 9 بالمئة، حيث طغت مخاوف نقص الطلب لدى كبار مستهلكي الوقود، على إشارات الفيدرالي الأميركي بإحتمالية وقف زيادات معدلات الفائدة الأميركية.
وانخفضت الأسعار هذا الأسبوع وسط مؤشرات على ضعف نمو التصنيع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وبعد أن رفعت الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ 2007 الأربعاء، مما يهدد النمو الاقتصادي المستقبلي هناك، لكن الفيدرالي فتح الباب أمام التوقف عن دورة التشديد النقدي التي بدأها اعتبارا من مارس 2022 بـ 10 زيادات بأسعار الفائدة حتى آخر اجتماع له في مايو الجاري.
ومع ذلك، مع بعض النمو الإيجابي في قطاع الخدمات في الولايات المتحدة والتوقعات بأن تخفيضات الإنتاج الطوعية من قبل كبار المنتجين التي بدأت هذا الشهر ستحد من العرض، مما يدعم عمليات الشراء في السوق.
وقال ادوارد مويا المحلل في إواندا: "بدأ النفط يجد بعض الدعم حيث قام السوق بتسعير كل أخبار العرض والطلب السيئة".
تحرك الأسعار
بحلول الساعة 0719 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 78 سنتًا، أو 1.08 بالمئة، إلى 73.11 دولار للبرميل. لكن منذ إغلاق الجمعة، هبط خام برنت بأكثر من 9 بالمئة وانخفض في وقت سابق يوم الخميس إلى 71.28 دولارًا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بواقع 53 سنتا أو 0.9 بالمئة إلى 69.10 دولارً للبرميل، بعد أن خسر نحو 11 بالمئة من الجمعة وحتى إغلاق الأربعاء.
في حين رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية كما هو متوقع الأربعاء، فقد أشار إلى أنه قد يوقف زيادات أخرى مؤقتًا لمنح المسؤولين الوقت لتقييم تداعيات إخفاقات البنوك الأخيرة وانتظار الوضوح بشأن الخلاف حول رفع سقف الديون الأميركية.
كما أدى انهيار ثالث بنك أميركي منذ مارس (فيرست ريبابليك بنك)، مدفوعًا بعدم قدرته على إدارة أسعار الفائدة المرتفعة، إلى التأثير في الأسواق المالية بشكل عام.
في غضون ذلك، بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، في تحالف يعرف باسم أوبك +، تخفيضات طوعية للإنتاج بنحو 1.16 مليون برميل يوميًا في بداية هذا الشهر، ومن المتوقع أن تدعم هذه التخفيضات السوق المضي قدمًا في فترة ذروة الطلب في الصيف.
وقال مويا "يبدو أن أوبك + ستضطر لتظهر أخيرًا أنها تستطيع الوفاء بحصص خفض الإنتاج وربما تكون في وضع يسمح لها بالإشارة إلى مزيد من التخفيضات المقبلة".
كما يترقب المستثمرون التطورات من البنك المركزي الأوروبي، الذي من المقرر أن يرفع أسعار الفائدة للاجتماع السابع على التوالي يوم الخميس.
لكن مخاوف الطلب الصيني لا تزال تلقي بثقلها على السوق خاصة بعد أن أظهر مسح للقطاع الخاص الخميس أن نشاط المصانع انخفض بشكل غير متوقع في أبريل بسبب ضعف الطلب المحلي.