وقّعت أرامكو السعودية وشركة "إينووا"، شركة الطاقة والمياه التابعة لنيوم، اتفاقية تطوير مشترك لإنشاء وتأسيس أول مصنع تجريبي للوقود الاصطناعي "الوقود الكهربائي".وقالت الشركة في بيان، اليوم الثلاثاء، إن المصنع الجديد سيكون مقره في مركز ابتكار وتطوير الهيدروجين التابع لشركة "إينووا"، ويهدف إلى الكشف عن الجدوى الفنية والتجارية من خلال إنتاج 35 برميلًا يوميًا من البنزين الاصطناعي منخفض الكربون من الهيدروجين المتجدد وثاني أكسيد الكربون المستخلص.وتتمتع تقنية الوقود الاصطناعي، المبنية على نهج الاقتصاد الدائري للكربون، بالقدرة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تزيد عن 70% على أساس تقييم دورة الحياة الكاملة، مقارنة بالوقود التقليدي. وبمجرد اكتمالها، ستعمل المنشأة المتكاملة على توليد 12 طنًا من الميثانول الاصطناعي يوميًا من الهيدروجين الأخضر وثاني أكسيد الكربون، باستخدام تقنيات خاصة طوّرتها شركة تيسن كروب. وسيتم بعد ذلك تحويل الميثانول الاصطناعي إلى بنزين منخفض الكربون باستخدام تقنية شركة إكسون موبيل لتحويل الميثانول إلى بنزين.وسيقوم مركز ابتكار وتطوير الهيدروجين أيضًا بإنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال الاستفادة من محلل كهربائي تبلغ قدرته 20 ميغاواط داخل الموقع، ويعمل بالطاقة المتجددة. وسيعرض مركز الابتكار الذي أنشأته شركة "إينووا" الإمكانات الهائلة للمنطقة للمساهمة في توليد واستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية تجاريًا.وتستكشف أرامكو السعودية تقنيات الوقود الاصطناعي منخفض الكربون منذ عدة أعوام. ويُعد المصنع التجريبي في نيوم نتيجة لجهود البحث والتطوير المكثفة التي تهدف إلى تحسين إنتاج الوقود الاصطناعي. كما ترى شركة "إينووا" أن الوقود الاصطناعي هو عنصر مهم في خطط الشركة المستقبلية للاقتصاد الدائري للكربون، مما يساعد على تقليل الانبعاثات والتحقق من صحة تقنيات الوقود الأخضر من الجيل التالي للمشاريع المستقبلية على نطاق واسع.وتعليقًا على ذلك، قال النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في أرامكو السعودية، أحمد الخويطر: "يمكن أن تؤدي أنواع الوقود الاصطناعي دورًا مهمًا في دعم جهود التقليل من الكربون الناتج عن أسطول المركبات العالمي، ونحن متحمسون للتعاون مع شركائنا في استكشاف الطرق المحتملة نحو تحقيق هذا الطموح".ومن خلال اتفاقية التطوير المشتركة، ستشرف نيوم على بناء المصنع، بينما ستشرف أرامكو السعودية وشركة "إينووا" بشكل مشترك على العمليات والاستثمار في البرامج البحثية ذات الصلة.ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة إينووا، بيتر تيريوم: "تمثّل هذه الشراكة علامة بارزة أخرى لشركة إينووا. وبينما تعزز المملكة دورها القيادي العالمي في الاقتصاد الدائري للكربون المدفوع بالهيدروجين الأخضر، لدينا فرصة غير مسبوقة لعرض القدرات التحويلية للتقنيات الرائدة والمستدامة. وتتطلع "إينووا" إلى التعاون مع أرامكو السعودية لتطوير منشأة حديثة للوقود الاصطناعي في نيوم من أجل دفع عجلة الابتكار وتعزيز تنفيذ أعمال الإمدادات للطاقة النظيفة المستقبلية".وقال المدير التنفيذي للهيدروجين والوقود الأخضر في شركة إينووا، رولاند كابنر: "يُعد المشروع مثالًا ملموسًا على تطبيق الاقتصاد الدائري للكربون، ومثالًا على التزام شركة "إينووا" بدعم جهود المملكة لتوسيع نطاق العمل المناخي بسرعة من خلال دعم الابتكار العلمي. وباعتبارنا أحد المستأجرين الرئيسيين لمركز ابتكار وتطوير الهيدروجين، فإن المنشأة تُعد دليلًا قويًا على طموحنا المشترك مع أرامكو السعودية لتقديم مشاريع رائدة تستمر في الابتكار باستخدام أحدث التقنيات".وستكشف منشأة الوقود الاصطناعي المتكاملة الجدوى الفنية والتجارية لسلسلة القيمة للبنزين الاصطناعي، وهي إحدى المشاريع الرائدة والمدرجة ضمن جهود أرامكو السعودية البحثية والتطويرية والتجريبية الأوسع نطاقًا للوصول إلى الوقود الاصطناعي منخفض الكربون.وفي عام 2022، أعلنت أرامكو السعودية عن شراكة مع الفورمولا 2 و3 لبحث إمكانية إدخال مكونات اصطناعية في تركيبة الوقود لتزويد سلسلة سباقات السيارات بالطاقة. وفي سياق منفصل، تخطط أرامكو السعودية و"ريبسول" لاستكشاف إمكانية إنتاج الديزل الاصطناعي منخفض الكربون (الديزل الكهربائي) ووقود الطائرات للمحركات والطائرات.ويعمل مركز بحوث وتطوير تقنيات النقل التابع لأرامكو السعودية – الذي له تواجد في باريس، وديترويت، وشنغهاي – ومقره الرئيس بالظهران، على تطوير تقنيات متعددة تهدف إلى تمكين مستقبل نقل أكثر موثوقية، وبأسعار معقولة ومستدامة.