محمد الرشيدات
إن الحروب وإن شابت مقاصدها فإن ما يفيض منها من تبعات سلبية تنسلُّ ليصيب الاختلال مختلف مناحي الحياة الإنسانية والمالية، وعلى سبيل الحصر، حدوث اضطراب في أسعار أهم عنصرين على وجه الأرض كمؤشرين عند وفرتهما وصعود أسعارهما واستقرارها على بقاء عَضُدِ الدول قوياً في معادلة الاقتصاد العالمي، ألا وهما الذهبان الأصفر والأسود.
حسب خبراء دوليين، وقبل التذبذبات الدراماتيكية والعوامل الجيوسياسية التي طفت إلى السطح، وخصوصا ما حصل من تطور عسكري بادرت فيه إيران التي فتحت النار على إسرائيل بإطلاق مئات المسيّرات والصواريخ التي اتّجهت من سماء طهران لتصل إلى أفق تل أبيب فجر البارحة، كان خام برنت قد ارتفع في المتوسط 2% إلى 90.50 دولار للبرميل، لتترقب الأسواق بعدها بدء التعاملات الجديدة المبكرة، لترجمة انعكاسات الرد الإيراني وتأثيره على الأسواق بشكل عملي، حيث جاء التوقع بارتفاعات وصفوها بالمتواضعة لأسعار النفط، ولا سيما أن الرد الإيراني لم يكن له أي تأثير يُذكر عسكرياً، إلّا أن تأثيرات الضربة ستأتي تباعاً محدثةً تراجعاً واضحاً خلال هذا الأسبوع.
لكنهم في الوقت نفسه جاؤوا مؤكدين أنه في حالة حدوث ردّ أو تصعيد إسرائيلي واتساع رقعة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بتدخل أمريكي أوسع، فقد تجتاز الأسعار حاجز الـ100 دولار للبرميل لاحقاً.
إلى جانب ما أفرزه هذا التصعيد والتوسع في حجم الصراع الإقليمي من تباينات في أسعار النفط، وجد سعر الدولار الأمريكي هو الآخر طريقه نحو ارتفاع تاريخي، الأمر الذي منحه ملاذاً آمناً على أصعدة تداوله في السوق، بعدما اتجهت بعض الدول التي تخالف خطّ السياسة الأمريكية إلى التعمّد بإزالة الدولار من تداولاتها المالية والانتقال إلى التسويات بالعملة المحلية.
وعلى صعيد أسعار سوق الذهب العالمي، أكّد الخبراء حصول تأثير غير محمود للضربة الإيرانية على إسرائيل، مشيرين إلى أن السعر العالمي للمعدن الأصفر قد شهد ارتفاعات متتالية لأعلى مستويات سعرية إلى ما قبل يوم الخميس الفائت، ليسجّل 2440 دولاراً للأونصة، ثم بدأ في التراجع يوم الجمعة حتى وصل إلى 2340 دولاراً، فالأسواق كانت مُسعّرة بالفعل في ظل المخاوف بسبب التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، ليثبت الذهب عند سعر محدد بلغ 2344 دولاراً للأونصة حتى تاريخ أمس.
غير بعيد عما سبق، وعقب الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية، انخفضت العملات المُشفّرة في تعاملات السبت والأحد، إذ شهدت عملة بيتكوين تراجعاً بنسبة 7.7%، وهو أكبر انخفاض منذ مارس 2023. ليجري تداولها عند حوالي 63230 دولاراً، كما تكبّدت معظم العملات الرئيسية الأخرى، مثل إثر وسولانا ودوج كوين، خسائر بالجملة على مدار الـ24 ساعة الماضية.
في ذات السياق، أفصح الخبير الاقتصادي د. عمر العبيدلي لـ"الوطن" أنه بحسب التقارير العالمية الأولية، قد يكون هناك تأثيرات مباشرة وكبيرة على أسعار النفط والذهب بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، مشيراً إلى أن سعر برميل النفط وصل إلى 90 دولاراً قبل 12 ساعة من ضربة طهران على تل أبيب متوقّعاً تراجعاً تدريجياً لسعر البرميل نهاية هذا الأسبوع حتى يصل إلى حدود الـ85 دولاراً للبرميل.
على نطاق سعر الذهب العالمي، أوضح العبيدلي عدم استقرار في الأسعار العالمية، وقد تظهر الأيام القادمة ارتفاعاً يُرجعهُ من وجهة نظره دليل إلى حالة عدم اليقين والتخوف بين ثنايا المعطيات الاقتصادية العالمية بأن هناك فرصة لتصعيد عسكري غير متوقع، يقابله رغبة معلنة من قبل الأطراف كافّة لتفادي الحرب، وعدم الأخذ بالمنطقة إلى ما هو أسوأ مما عليه الآن.
في أحيان، ووقتما تنشب معركة وتضارب مصالح وسياسات بين دولة وأخرى مخلّفة أقوى الصراعات التي تدمر الحرث والنسل وفقدان توازن في الأنماط والمنحنيات وحتى الاتجاهات، يأتي الضرر الأكبر ليقع على طبيعة أسعار المعدن النفيس كالذهب، مُخلّفاً هبوطاً لم يستطع السوق تفاديه، وأوقاتاً أخرى يرافق الارتفاع أسعاره بشكل لافت وغير طبيعي، فالعلاقة في ذلك إما طردية أو عكسية، وكذلك الأمر ينطبق على المحرّك الرئيسي للنشاط التجاري العالمي المتمثّل بالنفط، الذي يسبح معدّل سعر البرميل منه في مستنقع بالكاد يستطيع الإبحار فيه منذ سنوات قليلة ماضية لاضمحلال الرؤية في قاع إنتاجه وطرح كمياته في السوق، مخلّفاً ذلك إرهاقاً في طريقة صعود سعر البرميل منه، أو انحداراً عامودياً في بورصته.
إن الحروب وإن شابت مقاصدها فإن ما يفيض منها من تبعات سلبية تنسلُّ ليصيب الاختلال مختلف مناحي الحياة الإنسانية والمالية، وعلى سبيل الحصر، حدوث اضطراب في أسعار أهم عنصرين على وجه الأرض كمؤشرين عند وفرتهما وصعود أسعارهما واستقرارها على بقاء عَضُدِ الدول قوياً في معادلة الاقتصاد العالمي، ألا وهما الذهبان الأصفر والأسود.
حسب خبراء دوليين، وقبل التذبذبات الدراماتيكية والعوامل الجيوسياسية التي طفت إلى السطح، وخصوصا ما حصل من تطور عسكري بادرت فيه إيران التي فتحت النار على إسرائيل بإطلاق مئات المسيّرات والصواريخ التي اتّجهت من سماء طهران لتصل إلى أفق تل أبيب فجر البارحة، كان خام برنت قد ارتفع في المتوسط 2% إلى 90.50 دولار للبرميل، لتترقب الأسواق بعدها بدء التعاملات الجديدة المبكرة، لترجمة انعكاسات الرد الإيراني وتأثيره على الأسواق بشكل عملي، حيث جاء التوقع بارتفاعات وصفوها بالمتواضعة لأسعار النفط، ولا سيما أن الرد الإيراني لم يكن له أي تأثير يُذكر عسكرياً، إلّا أن تأثيرات الضربة ستأتي تباعاً محدثةً تراجعاً واضحاً خلال هذا الأسبوع.
لكنهم في الوقت نفسه جاؤوا مؤكدين أنه في حالة حدوث ردّ أو تصعيد إسرائيلي واتساع رقعة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط بتدخل أمريكي أوسع، فقد تجتاز الأسعار حاجز الـ100 دولار للبرميل لاحقاً.
إلى جانب ما أفرزه هذا التصعيد والتوسع في حجم الصراع الإقليمي من تباينات في أسعار النفط، وجد سعر الدولار الأمريكي هو الآخر طريقه نحو ارتفاع تاريخي، الأمر الذي منحه ملاذاً آمناً على أصعدة تداوله في السوق، بعدما اتجهت بعض الدول التي تخالف خطّ السياسة الأمريكية إلى التعمّد بإزالة الدولار من تداولاتها المالية والانتقال إلى التسويات بالعملة المحلية.
وعلى صعيد أسعار سوق الذهب العالمي، أكّد الخبراء حصول تأثير غير محمود للضربة الإيرانية على إسرائيل، مشيرين إلى أن السعر العالمي للمعدن الأصفر قد شهد ارتفاعات متتالية لأعلى مستويات سعرية إلى ما قبل يوم الخميس الفائت، ليسجّل 2440 دولاراً للأونصة، ثم بدأ في التراجع يوم الجمعة حتى وصل إلى 2340 دولاراً، فالأسواق كانت مُسعّرة بالفعل في ظل المخاوف بسبب التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، ليثبت الذهب عند سعر محدد بلغ 2344 دولاراً للأونصة حتى تاريخ أمس.
غير بعيد عما سبق، وعقب الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية، انخفضت العملات المُشفّرة في تعاملات السبت والأحد، إذ شهدت عملة بيتكوين تراجعاً بنسبة 7.7%، وهو أكبر انخفاض منذ مارس 2023. ليجري تداولها عند حوالي 63230 دولاراً، كما تكبّدت معظم العملات الرئيسية الأخرى، مثل إثر وسولانا ودوج كوين، خسائر بالجملة على مدار الـ24 ساعة الماضية.
في ذات السياق، أفصح الخبير الاقتصادي د. عمر العبيدلي لـ"الوطن" أنه بحسب التقارير العالمية الأولية، قد يكون هناك تأثيرات مباشرة وكبيرة على أسعار النفط والذهب بعد الضربة الإيرانية على إسرائيل، مشيراً إلى أن سعر برميل النفط وصل إلى 90 دولاراً قبل 12 ساعة من ضربة طهران على تل أبيب متوقّعاً تراجعاً تدريجياً لسعر البرميل نهاية هذا الأسبوع حتى يصل إلى حدود الـ85 دولاراً للبرميل.
على نطاق سعر الذهب العالمي، أوضح العبيدلي عدم استقرار في الأسعار العالمية، وقد تظهر الأيام القادمة ارتفاعاً يُرجعهُ من وجهة نظره دليل إلى حالة عدم اليقين والتخوف بين ثنايا المعطيات الاقتصادية العالمية بأن هناك فرصة لتصعيد عسكري غير متوقع، يقابله رغبة معلنة من قبل الأطراف كافّة لتفادي الحرب، وعدم الأخذ بالمنطقة إلى ما هو أسوأ مما عليه الآن.
في أحيان، ووقتما تنشب معركة وتضارب مصالح وسياسات بين دولة وأخرى مخلّفة أقوى الصراعات التي تدمر الحرث والنسل وفقدان توازن في الأنماط والمنحنيات وحتى الاتجاهات، يأتي الضرر الأكبر ليقع على طبيعة أسعار المعدن النفيس كالذهب، مُخلّفاً هبوطاً لم يستطع السوق تفاديه، وأوقاتاً أخرى يرافق الارتفاع أسعاره بشكل لافت وغير طبيعي، فالعلاقة في ذلك إما طردية أو عكسية، وكذلك الأمر ينطبق على المحرّك الرئيسي للنشاط التجاري العالمي المتمثّل بالنفط، الذي يسبح معدّل سعر البرميل منه في مستنقع بالكاد يستطيع الإبحار فيه منذ سنوات قليلة ماضية لاضمحلال الرؤية في قاع إنتاجه وطرح كمياته في السوق، مخلّفاً ذلك إرهاقاً في طريقة صعود سعر البرميل منه، أو انحداراً عامودياً في بورصته.