حسن الستري


الشركات الناشئة بالمنطقة جمعت 1.3 مليار دولار في أول 9 أشهر من 2024

أكد رئيس مجلس ادارة شركة تنمو المعنية بالاستثمار الملائكي في مملكة البحرين سهيل القصيبي، أن الشركة استثمرت في حوالي 35 شركة ناشئة، وتخارجت من 4 شركات، وتعتزم التخارج من شركتين في الربع الأول من العام المقبل.

وقال القصيبي، في تصريح صحفي خلال قمة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024 أمس: «الاستثمار الملائكي فرد بمثابة الملاك يساعد الشركة الناشئة في التسويق والأمور الأخرى، وهو يكون شخصاً صاحب خبرة، يدخل بالأموال والخبرة، وهو مصطلح أمريكي»، مشيراً إلى أن قمة الاستثمار الملائكي في نسختها التاسعة تُعدّ قمة ناجحة، إذ حضرها 250 مختصاً من المنطقة وخارجها.وشهدت جلسة رئيسة بعنوان «بناء مشاريع ناجحة»، بحضور نخبة من رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء، حيث أدار الجلسة رئيس مجلس إدارة شركة «تنمو» سهيل القصيبي، وشارك فيها الشريك الإداري في «+VC» حسن حيدر، والرئيس التنفيذي لشركة «الجبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» محمد الوهيبي، والشريك المؤسس لشركة «يونيبال» (Unipal) علي العلوي.

وأضاف القصيبي: «أود أن أوجه نصيحة للشركات الناشئة بأن تركز على بناء الشراكات، والبدء في العمل بجانب التركيز على الفكرة، فالمستثمر الملائكي لا يستثمر في الفكرة فقط، وإنما في الشركة التي بدأت الحركة».

وذكر أن الشركات الناشئة استطاعت في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 جمع 1.3 مليار دولار في المنطقة، وهذا يعتبر انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالعام الماضي، وزاد عدد المستثمرين الدوليين في المنطقة بنسبة 30 %، مما يدل على أهمية المنطقة وثباتها، إذ انخفض الاستثمار في باقي المناطق المخاطر بنسبة 45%.

وتابع: «أسست أول عمل من 20 سنة، المنظومة مختلفة، السجل كان يستخرج في ستة اشهر أو سنة، والآن في أيام، القوانين تطورت، الاستثمار الملائكي يكمل استثمار المخاطر والاستثمار التقليدي، نبحث عن الشركات الناشئة والواعدة، ومتحمسون أيضاً للتعرف على الشركات الجديدة للتخارج من بعض الشركات التي استثمرنا فيها، ونحن نسعى للتخارج من شركتين في الربع الأول من العام المقبل».

وأردف: «10% فقط من الاستثمارات يأتي بالعائد الاستثنائي، وهي تعوض عن الباقي، في إحدى الشركات قيمة الاستثمار تضاعفت 60 مرة، لذلك نحن لا نستثمر في الأعمال التقليدية». وافتتح النقاش سهيل القصيبي بالحديث عن أهمية الجمع بين الرؤية والخبرة العملية لتحقيق الأهداف، مع التركيز على الإنجازات الملموسة كركيزة أساسية لنجاح المشاريع.

وأوضح أن التنفيذ الفعلي للأفكار هو ما يميز المشاريع الناجحة عن غيرها.

وتناولت الجلسة أهمية التنفيذ العملي، حيث أشار حسن حيدر إلى أن المستثمرين يولون اهتماماً خاصاً بالمؤسسين الذين يتمتعون بالقدرة على تحويل الأفكار إلى واقع، مع التركيز على الإنجاز العملي والمرونة في مواجهة التحديات. وأكد على ضرورة أن يكون المؤسسون مستعدين للتغلب على العقبات التي تعترض طريقهم.

وناقش محمد الوهيبي الدور المهم لشخصية المؤسس في جذب المستثمرين، مسلطاً الضوء على أهمية امتلاك المرونة والقدرة على التكيف مع التحديات. كما أشار إلى أن وجود منتج أولي وعلامات أولية على النجاح، مثل تفاعل العملاء الإيجابي، يعزز من جاذبية المشروع. بدوره، أكد علي العلوي أهمية تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق، موضحاً أن المشاريع التي تقدم قيمة مضافة هي الأكثر نجاحاً.

وأشار إلى أن الابتكار يجب أن يركز على معالجة التحديات التي تواجه العملاء بدلاً من الاعتماد على الأفكار التقليدية التي تفتقر إلى القيمة الحقيقية.وتناول النقاش أيضًا تأثير الذكاء الاصطناعي على ريادة الأعمال، حيث تم التطرق إلى دوره بين كونه أداة فعالة لحل المشكلات وبين استخدامه كوسيلة تسويقية.

وأوضح المشاركون أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تعالج مشكلات حقيقية وتضيف قيمة ملموسة للعملاء، مع الإشارة إلى أن العديد من التطبيقات الحالية قد تعتمد على الضجيج الإعلامي بدلاً من تقديم حلول فعلية.

واختُتمت الجلسة بتوصيات عملية للمؤسسين والمستثمرين. تم التأكيد على أهمية التركيز على الإنجاز العملي وتطوير منتجات أو خدمات تضيف قيمة واضحة للسوق. كما نُصح المستثمرون بتنويع استثماراتهم ودعم المشاريع ذات الإمكانات العالية للنمو. وشُدد على أهمية بناء علاقات شفافة مبنية على الثقة بين المؤسسين والمستثمرين لضمان النجاح المستدام.