لطالما كانت تسلا أحد الأعمدة الأساسية لمجموعة المذهلون السبعة، وهي مجموعة من الأسهم التقنية الرائدة التي قادت نمو الأسواق خلال العقد الماضي، ولكن في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها الشركة، هناك دعوات لاستبدالها بأصل رقمي أكثر استقرارًا وأداءً مثل بيتكوين.
وشهدت أسهم تسلا ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 12% يوم الاثنين، بعد أن خففت تصريحات الرئيس ترامب حول الرسوم الجمركية من المخاوف بشأن تأثيرها على قطاع السيارات الكهربائية، ومع ذلك فإن الشركة تواجه صعوبات متزايدة بما في ذلك تراجع الطلب واشتداد المنافسة، إلى جانب القرارات المثيرة للجدل لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك مما جعل البعض يتساءل عن مدى استحقاقها للبقاء ضمن المذهلون السبعة.
بيتكوين بديل محتمل لتسلا
وأشارت مؤسسة ستاندرد تشارترد إلى أن بيتكوين قد تكون خيارًا أكثر كفاءة للمجموعة، إذ أثبتت قدرتها على تحقيق عوائد أعلى مع تقلبات أقل خلال السنوات السبع الماضية، كما أن أداءها بات متماشياً بشكل أكبر مع أسهم التكنولوجيا ذات النمو العالي مثل إنفيديا مما دفع المحللين إلى إعادة تقييم تصنيفها كأصل مالي، ومع التوسع السريع لاستثمارات المؤسسات المالية في بيتكوين، يبدو أن الوقت قد حان لإعادة النظر في مكونات المذهلون السبعة خصوصًا إذا كان ذلك سيحسن أداء المجموعة.
هل يعزز استبدال تسلا ببيتكوين أداء "المذهلون السبعة"؟
كانت تسلا دائمًا من القوى المحركة للمجموعة، إلى جانب عمالقة مثل آبل ومايكروسوفت وإنفيديا وأمازون وألفابت وميتا، ولكنها باتت تعاني من تقلبات أكبر، ومشكلات في سلاسل التوريد، وإدارة مثيرة للجدل، ما جعلها أقل استقرارًا مقارنة بالماضي.
في المقابل أظهرت بيتكوين أداءً قويًا إذ تفوقت في العائدات المعدلة للمخاطر على مدى السنوات السبع الماضية.
ووفقًا لتحليل ستاندرد تشارترد فإن مجموعة "المذهلون السبعة بلس بيتكوين" (Mag 7B) تفوقت في الأداء على المجموعة التقليدية بنسبة 1% سنويًا وسجلت تقلبًا أقل بحوالي 2%، ومنذ ديسمبر 2017 تفوقت المجموعة الجديدة بنسبة 5%، على الرغم من أن سعر بيتكوين حينها لم يكن قد تجاوز 20,000 دولار.
بيتكوين أقرب إلى أسهم التكنولوجيا منها إلى الملاذات الآمنة
يرى جيفري كيندريك رئيس الأبحاث الرقمية في "ستاندرد تشارترد"، أن بيتكوين لم تعد مجرد وسيلة تحوط ضد عدم الاستقرار المالي بل أصبحت تتصرف مثل أسهم التكنولوجيا، وعلى عكس الذهب الذي لا يرتبط عادةً بتحركات سوق الأسهم فإن سعر بيتكوين يتحرك بتناسق كبير مع مؤشرات مثل ناسداك.
ومع الموافقة على صناديق التداول في بيتكوين (ETFs) أوائل عام 2024 أصبح الوصول إليها أسهل، وتراجعت تكاليف تداولها مقارنة بالعديد من أسهم المذهلون السبعة، وهذا التطور يعزز مكانة بيتكوين كمكون رئيسي في المحافظ المؤسسية، حيث لم تعد مجرد أصل بديل بل جزءًا من الاتجاه السائد في السوق.
وتغيرت ديناميكيات تقلبات بيتكوين، فبعد أن كانت تعرف بأصول ذات مخاطر عالية، بدأت تتصرف على نحو يشبه أسهم التكنولوجيا مثل إنفيديا، وفي المقابل باتت أسهم تسلا أكثر تقلبًا، مما جعلها أشبه بإيثريوم من حيث تذبذب السعر وهو ما يثير تساؤلات حول مدى استقرارها مقارنة ببيتكوين.
هل تصبح بيتكوين رسميًا جزءًا من "المذهلون السبعة"؟
اكتسبت فكرة ضم بيتكوين إلى المؤشر زخمًا، لا سيما مع تبنيها المتزايد من قبل مديري الأصول، وشركة بلاك روك أكبر مدير أصول في العالم أوصت بالفعل بتخصيص 2% من المحافظ الاستثمارية لبيتكوين، بينما أطلقت شركات مثل 21Shares وBitwise صناديق استثمارية تضم بيتكوين إلى جانب الذهب، مما يعكس تنامي شرعيتها المالية.
ومع تزايد التبني المؤسسي لم يعد من غير المعقول تصور بيتكوين كأصل رئيسي في المؤشرات التي تضم عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وإنفيديا، ولم تعد الفكرة مجرد نظرية بل قد تكون استشرافًا للمستقبل، حيث تصبح بيتكوين جزءًا لا يتجزأ من المحافظ الاستثمارية الكبرى.